في ذكرى اغتيال روزا لوكسمبورغ والثورة الشيوعية


أنور نجم الدين
الحوار المتمدن - العدد: 6126 - 2019 / 1 / 26 - 18:53
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

لقد عاشت روزا لوكسمبورغ في مرحلة تاريخية، لم تجد انتقاداتها للاشتراكية الديمقراطية بكتلتيها الكاوتسكية واللينينية صدى كبيرا في الحركة الاشتراكية العالمية. ولكن الانتقادات هذه، ستساهم دون شك، في استخلاص النتائج للدروس التاريخية السابقة للحركة الاشتراكية العالمية.

قادت روزا لوكسمبورغ الانتفاضة المسلحة الألمانية في يناير 1919، الانتفاضة التي رفعت بالفعل الثورة البروليتارية الروسية الى مستوى ثورة أممية. وإذ يشكل يوم 15 / 1 / 1919، الذكرى المئوية لاغتيال قائدي الثورة الألمانية، روزا لوكسمبورغ وكارل ليبكنخت، يكون من المناسب استخلاص اهم الدروس من فشل هذه الانتفاضة والثورة الأممية معها، من وجهة نظر روزا لوكسمبورغ.

ان اهم العوامل وراء هزيمة الثورة الأممية، هي، حسب روزا لوكسمبورغ:

أولا:

تحالف البلاشفة مع الإمبريالية الألمانية، بدل التحالف مع الثورة الألمانية، التحالف الذي كان أكبر ضربة للاشتراكية العالمية، حسب روزا. وتقول روزا: ان الثورة الاشتراكية مدعومة بحراب ألمانية، دكتاتورية البروليتاريا برعاية الإمبريالية الألمانية - هذه هي الأحداث البشعة التي نأمل ان نشهدها.

ثانيا:

لا شك في ان دكتاتورية لينين وتروتسكي ليست دكتاتورية البروليتاريا، بل دكتاتورية زمرة من السياسيين فقط، دكتاتورية برجوازية، بل وروبسبيرية.

ثالثا:

ان الاستيلاء على الأراضي وفقًا لشعار لينين، ليس سوى شكل جديد للملكية الخاصة.
لقد أصبح الفلاح الفرنسي الصغير، مدافع عن الثورة الفرنسية الكبرى، وان الجندي النابليوني، حمل راية فرنسا الى النصر. لينين وتروتسكي يتوقعون نتيجة مشابهة من شعاراتهم الزراعية.
لقد خلق الإصلاح الزراعي اللينيني طبقة جديدة وقوية من الأعداء الشعبيين للاشتراكية في الريف، أي الأعداء الذين ستكون مقاومتهم أكثر خطورة من مقاومة ملاك الأراضي الكبار.

وكتب ليبكنخت في السجن في عام 1918: إذا فشلت الثورة الألمانية، فستبقى امام الثورة الروسية هذه البدائل: اما الاستمرار في النضال واما قبول مظهر مأساوي للحياة.

هذه هي القيمة التاريخية لانتقادات روزا لوكسمبورغ، وكما يقول باول ماتيك (1904-1981): وستبقى أهمية كتابات روزا الى أمد بعيد. "لقد توفيت روزا قبل ان ترى ان الحركة الثورية العالمية قد توقفت في إطار رأسمالية الدولة البلشفية".
وبخصوص هذه الرأسمالية، يقول أنتون بانيكوك (1873-1960): "ان النظام الاقتصادي الروسي هو، رأسمالية الدولة، وتسمى الاشتراكية والشيوعية، والإنتاج فيها، موجه من قبل بيروقراطية الدولة تحت قيادة الحزب الشيوعي. وان مسؤولي الدولة الذين يشكلون الطبقة الحاكمة الجديدة، يقودون الإنتاج وفائض القيمة، في حين ان العمال يحصلون فقط على الأجور، وبالتالي فهم يشكلون طبقة مستغَلة".

وهذه هي انتقادات الشيوعية الالمانية للينين وتروتسكي ودولتهما الرأسمالية.

أنتون بانيكوك وباول ماتيك ينتمون الى الاتجاه الماركسي الكلاسيكي في الحركة العمالية، أي الشيوعية المجالسية بالتحديد.

المصادر:
https://www.marxists.org/archive/luxemburg/1918/russian-revolution/ch06.htm
https://www.marxists.org/archive/luxemburg/1918/09/11.htm
https://www.marxists.org/archive/pannekoe/index.htm
https://www.marxists.org/archive/mattick-paul/1936/luxemburg-lenin.htm