أنت إنسان


عباس علي العلي
الحوار المتمدن - العدد: 6100 - 2018 / 12 / 31 - 07:11
المحور: الادب والفن     

الآن تدق أجراس ليلة غريبة
النجوم تتهيأ لرقصة الوداع
البرد يحاصر الطرقات المغلقة بالضجيج
الأشرار هنا في زاوية
يقرعون طبول ممزقة
وحيدا أبحث عن معنى
أن أكون سعيد
أو أكون مثل شيطان مبعد من جنائن الحرير
هل حقا أنا
هو
الذي مزق أوراق الخطيئة
وتعمد في حوض الأنبياء القدامى
*****
إذن سأبدأ قداسي الغريب
بأغنية من أغاني جدتي العتيقة
وأشرب خمرا من بقايا خمرة أبي
الذي قتلته رعشة الخوف
لا تقسو علي أيها الحلم الأهوج
فقد تنفست عطرها قبل صلاتي
فأستعضت به بدل الطهور
****
سأكون شريرا هذه الليلة
وليكن ما يكون
أبدا.... هي نفسي أدينها وتدينني
لأني
لا أعرف فن الحب من خلف الأبواب
سأترك عند بوابة الليل
كل قصائدي الخجولة
سأتيكم بقصيدة عارية
تكشف ليس فقط عما بين ساقيها
بل
سأجعلها تنادي هيت لك
وهيت لها
وهيت للخطيئة أن تولد في معابد القدسين
*****
لن ألعن أحد
ولا أقدس سري فيها
سأكون مجرد ظل تائه يبحث عن مكان
عن زمان بمواصفات فريدة
عن كل شيء
إلا السعادة
فقد أخبرني مجمع الشياطين ومجمع الملائكة
بصوت واحد
محال أن يسعد الإنسان
ونحن في الجوار
نلعب لعبة الأغواء والأغراء
****
أذهب وتدثر جيدا
البرد يأكل الأبدان كما النار لا ترحم
أذهب وأبحث عن قصائد
زنى بها التجار
ونكحها ألف سلطان وسلطان
ثم أستيقظ مبكرا لتجدد الأحزان
الحب خديعة
الوجود مجرد عنوان
السلام بلا ثمن لا يباع في أسواق الحقيقة
أنت مفلس وعريان
لا ينفعك
أن تسوي بين كفتي الميزان
لو شاء الرب لجعل الميزان بجناح وأحدة
أو لربما لا حاجة للميزان
*****
أذهب أبحث عن حبيبتك وثرثر معها
ثم أعطها ما تتمنى
ستنام هادئا بلا صداع
وتأكد أن غطاءك يبلغ الأقدام
******
ثم تمنى الكثير من التخاريف المؤجلة للزمان
ستكون سعيدا أيها الأبله لو
أستطعت أن تقزم أحلامك
حتى لا تفقد التوازن
وأنت مضطجع وتهوى في جيب الخيبة والخديعة
كن فقط
واقعي أيها الكائن
أنت إنسان..............