ثقافة البوح الحلقة 3


ماجدة منصور
الحوار المتمدن - العدد: 6096 - 2018 / 12 / 27 - 05:50
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم     

ثقافة اليوح 3
( ذلك أن ما ظل متنقلا بين السماء و الأرض من سعادة! إنما يبحث له الآن عن مأوى داخل روح مضيئة : ومن فرط السعادة غدا النور كله الآن أكثر سكونا.
أواه ، عشية عمري! في ما مضى هبطت سعادتي بحثا عن مأوى لها، و هناك وجدت تلك الأرواح الصادقة التي تفتح ذراعيها للضيف.
أواه ، عشية عمري ! أي شيئ لم أبذل مقابل الحصول على شيئ واحد: هذا الغرس الحي لأفكاري وهذا الغرس الصباحي لأكبر أمانيٌ.)
هكذا تحدث زرادشت.
ها أنا أقولها لكم: هو ذا زرادشت...زرادشت الحي بأفكاره التي أخذتني لموطن الروح و نبع الضمير الخلاًق.
تعرفوا أيها الأصدقاء الى زرادشت الذي وضع إصبعه على وجع الروح و نبضة القلب و رعشة الضمير و ذبذبة الوجدان وإضاءة النفس و رقي الفكر الإنساني الذي لا يقبل الذل و الهوان و القهر و الطغيان و الظلم و التوحش والفقر .
سوف أبوح لكم بمكنون نفسي...كي تعلموا جيدا...وبوضوح تام لا لبس فيه أو إلتواء لمعنى كلماتي: ( أنا لا أبحث عن الله أبدا.....بل أبحث عن الإنسان فيكم الذي إغتالته أنظمة مستبدة ...ظالمة..عاهرة...قد أفقرتكم للإنسانية و جففت فيكم
نبع الحياة و نهر العطاء المتدفق في زوايا ضميركم و بواطن أرواحكم التي تتوق للحق و الحب و الحرية و الجمال.
إليكم أتحدث أيها المقهورين بعهر حكامكم و شرمطة أنظمتكم المستبدة و التي استبدت بإنسانيتكم على مدى قرون طويلة و دهور سحيقة.
بالله عليكم ...قولوا لي بصدق و صراحة: هل هناك من قال لكم الآن و فيما مضى عن حقكم في العيش بسعادة و حب و رفاهية و طمأنينة و وفرة و غنى و حرية؟؟؟؟
هل من رجل عاقل بينكم قد أخبركم، الآن ، و فيما مضى، عن حقكم في البوح و التنفيس عمًا ينغص عيشكم و يقرف جنابكم ويمرمط أيامكم و يسًود عيشتكم ويفقر أرواحكم التوًاقة للخير و الحب و الحق و الجمال؟؟
هل من رجل رشيد قد صرًح لكم /الآن و فيما مضى/ بأن الحرية ليست بمنحة حاكم موتور أو رئيس طاغية أو رجل دين أعمى البصر و البصيرة؟؟؟
هل من رجل عاقل قد صرًح لكم / الآن و فيما مضى/ بأن الحرية هي حق اصيل قد فطره في جيناتكم الله الذي خلقكم و الذي هو أعلم بما جبلكم عليه؟؟؟
هل من رجل حكيم قد أخبركم بأن الإنسان ...ما سميً إنسانا إلاً لكثرة نسيانه و أن القلب...ما سميً قلبا إلا لكثرة تقلبه....وإن الدنيا...ما سٌميًت دنيا...إلاً لشدة دنائتها و إن الحكًام و رجال الدين ما هم سوى بمستغلين وضيعين لجهلكم بحقيقة
الإنسانية الحرة التي تقف الى جانب الإنسان الحي و حقه في العيش بإنسجام و تناغم مع قوانين الطبيعة و حكمة الله؟؟؟؟
هل من رجل حر...قد دلًكم على نبع الخير و نهر العطاء المتدفق و أخذ بيدكم الى حيث تقبع الإنسانية الحقًة و باطنها الذي يعج بالخير و الجمال و السمو و القوة و الوفرة و بهاء النفس و ضياء الروح؟؟؟؟
هل من رجل دين أو حاكم بائس قد علمًكم الرسم و الغناء و الموسيقى و النحت و الحضارة و تذوق الجمال و عشق العلم و الطبيعة التي إليها تهفو الروح المضطربة و تسكن النفس الملوثة بعهر هذا العالم و فجوره المتفجر؟؟
إذا لم يكن لديكم رجل عاقل و راشد و حكيم و إنساني...فلتدعوا إمرأة...كاملة العقل ...تفيض بالإنسانية...تدلكم على مطرح الجمال ...دون أن ترجموها بحجارتكم اللعينة و طقوسكم البائسة و تقاليدكم المتعفنة وأديانكم العنيفة .
هكذا تحدثت ماجدة منصور...و هكذا ستتحدث حتى نهاية عمرها .
( و عندما كانوا ينكرونني كنت،،، أنا الأحمق،،،أضاعف من مداراتي لهم بسبب ذلك: متعودا على القسوة على نفسي، وفي الآن ذاته منتقما من نفسي في أغلب الأحيان بسبب تلك المداراة.
مدمى بلسع الحشرات السامة ومجوًفا مثل صخرة من كثرة الخباثات، هكذا كنت أجلس بينهم محاولا إقناع نفسي ((بريئ هو كل حقير بسبب حقارة الآخرين))
أولئك اللذين يدعون أنفسهم (بأهل الصلاح) على وجه الخصوص ، أولئك هم اللذين وجدتهم أكثر الحشرات سمًا: يلسعون بكل براءة و يكذبون بكل براءة ، كيف يمكنهم ان يكونوا عادلين تجاهي؟؟؟إ
إن قذارة (الصالحين) عميقة ولا يُسبر لها غور.))
هكذا تحدث زرادشت.
أخبرتكم سابقا بأني : -لا أبحث عن الله...بل إني دائمة البحث عن الإنسان....فالله لا يسألنا أن نبحث عنه قدر أن نبحث و ندوًر عن الإنسانية الضائعة في زحمة المدنية و تعريص الأيديولوجيا.
دعوني أسخر من عقائدكم التي أوردتكم الى حيث يقبع الهلاك و جهنم و الثعبان الأقرع!
دعوني أسجل وجعي من عقم أديانكم و عنف أفكاركم.
أنا إمرأة أنشد مع الحياة نشيد الحرية و أغني مع زقزقة العصافير أغاني الإنسانية الحقة.
(((( ليس لكل أحد أن يكون محبوبا، لأن المحبوب يحتاج الى صفات و فضائل، لا يًرزقها كل إنسان، و لكن لكل احد أن يأخذ نصيبه في الحب و ينعم به، فإذا فاتك أيها القارئ العزيز أن تكون محبوبا، فلا يفتك يا عزيزي أن تكون محبا، إن لم يكن
من حظك أن تكون يوسف، فمن يمنعك أن تكون يعقوب؟؟ وما الذي يحول بينك و بين أن تكون صادق الحب دائم الحنين؟؟؟))))
هكذا تحدث مولاي جلال الدين الرومي
هنا أقف
من هناك أمشي
للحديث بقية