ثقافة البوح الحلقة 2


ماجدة منصور
الحوار المتمدن - العدد: 6087 - 2018 / 12 / 18 - 10:06
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم     

أنا و ...لعنة الرفاهية
أكيدة أنا بأنكم تظنون أن الرفاهية...نعمة!!!!
دعوني أعلنها لكم بصراحة....أنا ...أعاني من لعنة الرفاهية!!!
لم أسعى طوال عمري كي أمتلك المال و الجاه و الخدم ...لكن هذه الأشياء قد أتتني بنفسها و دون سعي مني أو طلب لها.
ها أنا أشعر بالألم...حينما أتناول غذائي...(الذي لم أعده بنفسي) 0
هاهي زجاجات الخمرة تصطف أمامي.
أشعر بالخزي و العار حينما أشاهد أطفال اليمن يموتون من الجوع!!!
أي لعنة تصب فوق دماغي!!!
يا للعار.
إني أتقيأ أيها السيدات و السادة....وحق الذي به تؤمنون.
كيف أنظر لنفسي بالمرآة...وهناك ملايين من أطفال سوريا يعيشون في ملاجئ لم توفر لهم سوى الذل و الفقر و المرض و الجهل و الأـلم والضياع و البرد و قيظ الشمس و قمل القذارة و الجوع!!!!
كيف لي بأن لا أتقيأ...و أقرف من نفسي!!!
عار على الإنسان أن يعيش برفاهية....حينما يموت الآخرون من الجوع و العوز.
إني ألعن المال و من طبع منه أول طباعة.
أين العدل؟؟؟؟؟
نظرت في المرايا......و بصقت على نفسي بصقة كبيرة.....هذا قليل مما أستحقه.
( و عندما تصبح نفسكم عظيمة فإنها ستغدو مغرورة، و يكون هناك خبث في نفوسكم...إني أعرفكم)
في الخباثة يلتقي المغرور و الضعيف لكن يكون هناك دائما سوء تفاهم بينكم فأنا أعرفكم)
هكذا تحدث زرادشت
التمرد على أمثالي هو فضيلتكم الكبرى و الحقد على إمرأة مثلي هو سموكم الكبير و الثورة على أشكالنا ستدخلكم الجنة التي وعدكم بها رب العزة...أيها المقهورون.
( إنني أرفق بكم ذلك أنني أحبكم من الأعماق يا إخواني في الحرب)
هكذا تحدث زرادشت
تعبت كي أفهم المغزى من عبرة وجودي و وجودكم....و نال مني التعب كي أفهم مغزى معاناتكم و صلت لقناعة تخصني وحدي و هي أن رؤساءكم و دولكم تعني أنهم أكثر الغيلان الفظيعة و القاتلة المغتنصبة لحقكم في العيش بكرامة
و إنسانية.
إن حكًامكم يغتالون آدميتكم أيها الشعب العربي ( في الشرق الأتعس) و الذي يمتد من المي الى المي.
لست أنا من جعلكم فقراء و تعساء و بؤساء و مشردون على أعتاب الدول التي تنظر إليكم شذرا.
و لست أنا التي أمرتكم بأن ( تطيعوا الله و رسوله و أ عصية ولي الأمر منكم)
هاهي طاعتكم,,,,,للمذكورين أعلاه....قد أوردتكم موارد الهلاك و الفقر و الجوع و التشرد و المرمطة و البهدلة ...فلتراجعوا كتابكم الذي به تؤمنون...و الذي به تكفرون كل حر نطق بكلمة كي تتحروا من الظلم و الطغيان و التعتير و البهدلة
لقد صلبتموني حينما كنت أحدثكم عن حقكم في العيش بكرامة و عزة و شموخ و بحبوحة ...و لقد إجتمعتم علي كالضباع الجائعة....فمنكم من حلٌلل دمي....ومنكم من أفتى برجمي....ومنكم من شرَع بإيداعي بمستشفى المجانين...ومنكم من
أنكرني...ومنكم من تبرأ مني...و منكم من ضربني....وقسم كبير منكم حلَل لنفسه نهب أموالي....وهناك (مؤمنون منكم) قد شرعوا بإستباحة جسدي!!!
لكني كنت ومازلت صعبة و عصية بأن تنالي أسنانكم و سكاكينكم.
ببساطة....أنا إمرأة قد نجت من أنيابكم السامة.
ولم أتعلم أبدا...كيف أبتلع لساني.
أنا اللقمة العصية التي ستقف في زلعومكم دائما و أبدا.
أنا الحرة...القوية...الشامخة....التي تعشق الطبيعة و تسحرها وشوشة الريح و تدوخها موسيقا فاغنر و شوبان و تفتنها الإنسانية بكافة وجوههها...لأن الإنسانية هي صوت الوجود الحي و همسة الكون التي لن تعرفونها طيلة فترة وجودكم الزائد.
لست أنا سبب معاناتكم....بل سببها عفن حفرياتكم لقبور اللذين فطسوا منذ أجيال كثيرة.
فهل ستستمرون في حفر القبور...يا حفاري القبور!!!
أليس الأجدى بكم أن تحفروا مسابح لأطفالكم كي تعلمونهم السباحة في بحر الحياة؟؟
أليس الأجدى بكم أن تنشئوا حدائق كي تشموا عبير الورد وتتنشقوا رائحة الورد الجوري و عبق الياسمين؟؟؟؟
( في الحلم, في الحلم الصباحي الأخير، رأيتني أقف اليوم على جرف من رأس أرضي فيما وراء العالم، و بيدي ميزان و أنا أزن العالم....أواه....لما أقبل علي الفجر مبكرا هكذا فقد أيقظتني أشعته المتوهجة ذلك الغيور،،،،غيور هو الفجر دائما من توهج
أحلامي الصباحية...قابلا للقياس بالنسبة لمن لديه متسع من الوقت و قابلا للوزن بالنسبة لوزٌان عارف و قريب المنال لمن لديه جناحين قويين و شفافا بالنسبة لكل ذي بصيرة ثاقبة و فكاك ألغاز متمرس،،،هكذا تراءى لي العالم في حلمي)
هكذا تحدث زرادشت
لتكونوا إعصارا يقتلع الفساد من جذوره.
لتكونوا نبض الحياة القادمة...فالمستقبل مستحق لكل حر .
لتكونوا شوكة في صدور حكامكم اللذين يصادرون إنسانيتكم و حريتم و حقكم الطبيعي في العيش بكرامة.
و لتعلموا جيدا بأنكم أنتم من تمدون حاكمكم بالطغيان.
أنتم مشاركون رئيسيون في طغيان حكامكم.
إليكم أتحدث أيها الأحرار في كل مكان.
لتضعوا شرور حكامكم في موازين الذهب...و لتقيسوا طغيانهم بالميزان...و لتدعوهم يمشوا على الصراط المستقيم الذي أمركم به الله الذي تعبدون.
هنا أقف
من هناك أمشي
للحديث بقية