شيخ قديم في استقبال طالب جديد


عبد الهادي شهري
2018 / 12 / 15 - 17:42     

شيخ قديم في استقبال طالب جديد
من دون شك أن لا أحد ينكر تردي المردود النضالي على مستوى الحركة الطلابية المغربية وعدم قدرتها على انتاج فعل نضالي ينسجم مع ما يشهده المغرب من احتجاجات وحراكات اجتماعية (حراك ريف ، حراك جرادة ..) حيث اصبحت الحركة طلابية معزولة عن الواقع الاجتماعي المعاش ، ويرجع تقهقر الحركة طلابية وانعزالها الى مجموعة من الاسباب لعل من أهمها هو أنها اصبحت خاضعة لعناصر مشبوهة وذخيلة عن الجسم طلابي (اكادير نموذجا ) بحيث أن أول ما يشاهده طالب وهو يضع قدمه في الجامعة لأول مرة هو تواجد اشخاص  في استقباله يكبرونه بأكثر من عشرين سنة !! وهنا تبذأ تساؤولات في دهن الطالب الجديد ، من ياترى هذا الشيخ العتيق الذي يستقبل الطلبة ؟ وكيف يعقل أن يتواجد في الجامعة طالب في نفس سنه ؟ وماذا يمكن أن يقدم لي هذا العجوز؟ فعلا هي تساؤولات مشروعة ومعقولة ومع توالي الايام يبدأ الطالب باكتشاف امور تزكي وتشرعن تساؤولاته السابقة ، فمباشرة بعد التحاقه بمذرجات الدرس يبدأ باكتشاف ممارسات كان يعتقد الى وقت قريب أنها من اختصاص البوليس فقط فمثلا يمكن أن يكون الطالب في المذرج او في محيط الكلية ليتفاجئ بعصابة يتزعمها شيخ عتيق تستوقفه وتبذأ بطرح مجموعة من الاسئلة عليه من قبيل ما سبب تواجدك في هذا المكان؟ وهل أنت تدرس هنا ؟ وكيف يمكننا أن نتأكد أنك لا تشكل خطر علينا ؟ وقد يحدث هذا في الشارع العام وامام أنظار لجميع واذا كان محظوظ فإنه سينال بعض السب والشتم في أفضل الاحوال ..كل هذ السلوكات تجعل من الطالب يتمنى فقط ألا يصادف هذه الوجوه المقززة مرة اخرى ..فعلا مثل هذه السلوكات هي من تجعل من الطالب ينفر من أي مكان تتواجد به هذه العناصر المشبوهة التي أصبح الحديث عنها مرادف للبوليس والسرقة والاستنطاقات بل وحتى للغش والمقصود هنا سلوك أصبح حديث الجميع مؤخراوهو   قيام شيخ يعتبر نفسه طالبا  بمساعدة احد طالبات بالغش في الامتحان بمبرر أنها من أفراد أسرته !! أن يتواجد (طالب) في الجامعة مدة تقارب ربع قرن وفي نفس لوقت مهمته هي تهديد الطلبة واستنطاقهم والمساعدة والتشجيع على لغش ..فهنا يصبح الجواب عن دوافع بقائه هذه المدة واضحا ومعروفا للكل.