نقاشات حول سجون العراق


كاظم حبيب
الحوار المتمدن - العدد: 6079 - 2018 / 12 / 10 - 14:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

إلى جميع القارئات والقراء الكرام
تحية طيبة
نشرت في موقعي على الفيسبوك تقريراً مكثفاً قدمه الأستاذ الدكتور قاسم حسين صالح إلى اجتماع مهم نظمته منظمة غير حكومية ألمانية في برلين حول السجون في الدول العربية، ومنها العراق. وتحدث التقرير باختصار وكثافة عما فعله الجيش والقوات الأمنية الأمريكية في سجن أبو غريب وما فعله الأمن وشرطة السجون العراقية بالسجناء العراقيين من تعذيب ..الخ. ونصه كما يلي:
السجناء العراقيون
في منتدى المشرق والمغرب للشؤون السجنية
أ.د. قاسم حسين صالح
مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية
أمين عام تجمع عقول

بمبادرة من مؤسسة (أمم UMAM ) عقد في برلين للمدة(28-30 نوفمبر/تشرين الثاني،2018) منتدى لمناقشة اوضاع السجون والسجناء في الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
شاركت في المنتدى شخصيات فكرية تمثل معظم البلدان العربية بينهم من تعرض/تعرضت للسجن واخرى من بلدان اجنبية على مدى ثلاثة ايام بجلسات صباحية ومسائية.. استعرضت احوال السجناء والمعتقلين والمحتجزين في العالم العربي والمخالفات التي تنفرد بها أبنية السجون العربية التي تستهدف اضطهاد السجين جسديا واحتقاره نفسيا.
وهدف المنتدى الى توحيد الرؤى المتعلقة بالشؤون السجنية في العالم العربي من حيث تعدد المسميات والتداخلات والمخالفات القانونية واعادة تركيبها بصياغات مفاهيمية واضحة وموحدة،وتحديد أهداف مشتركة يؤسس لعمل يوحد الجهود بمدد زمنية تعمل على تأمين حقوق السجين التي تبنتها الأمم المتحدة ونصت عليها الاتفاقيات الدولية.
استهل المنتدى اعماله بمحاضرتنا الموسومة ( السجون العربية.. اذلال وتعذيب وانتقام- العراق انموذجا) وكانت بأربعين شريحة (سلايد) باللغة الانجليزية ،بدأتها بفضائح سجن ابو غريب التي ارتكبتها القوات الأمريكية معززة بصور التعذيب التي تجسد امتهان الكرامة وبشاعة الاحتقار ضد المعتقلين العراقيين من دولة تدعي انها المدافعة الاولى في العالم عن حقوق الإنسان، واعتراف الأمريكان انفسهم بانهم قاموا بتعذيب الاطفال لإرغام آبائهم في ابو غريب على الاعتراف..وشهادات من منظمات دوليه بينها (هيومن رايتس ووتش ) التي وثقت في تقريرها لسنة 2008 وجود "25 " ألف محتجز عراقي لدى الجيش الأميركي دون توجيه اتهامات إليهم أو مثولهم للمحاكمة.
واشارت المحاضرة الى ان جميع المنظمات الحقوقية تتفق على أن قضية المعتقلين في العراق تمثل انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان، وان عددهم بحسب تصريحات ( اتحاد الأسرى والسجناء السياسيين العراقيين) هو أربعمائة ألف معتقل، منهم ستة آلاف وخمسمائة حدث، وعشرة آلاف امرأة،يواجهون ظروفا صعبة بحسب بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالعراق.
التعذيب في السجون العراقية
حرصنا على ان نوصل للرأي العام العربي والدولي التوكيد بأن المصادر الرسمية العراقية والأميركية وتقارير المنظمات الحقوقية المحلية والدولية تتفق على أن المعتقلين في العراق يتعرضون لأنواع التعذيب المحظورة بموجب قانون حقوق الإنسان الدولي. وان سجن ابو غريب يعدّ (الأرحم بين السجون رغم فضائحه الفظيعة) بحسب منظمة اتحاد الأسرى والسجون السياسيين العراقيين، التي سجلت حالات وفاة لمعتقلين يعتقد انها بسبب التعذيب.
والمخجل ان الجنود الامريكيين وقوات الامن العراقية استخدمت مختلف وسائل التعذيب:العزل والحرمان،الضرب والتجويع، الإهانة والسب،التعرية والاعتداء الجنسي والاغتصاب، التبول على السجناء، الصعق بالصدمات الكهربائية على أجزاء حساسة من الجسد، التعرض لدرجات الحرارة والبرودة القصوى لفترات طويلة، والتعليق من الأطراف.. فيما ينفي مسؤولون عراقيون تعرّض المعتقلين للتعذيب،ويقولون إنها مجرد ادعاءات،مع ان العراق يعدّ الأكثر في عدد السجون بالمنطقة التي تتوزع بين جهات متعددة:الدفاع، الأمن القومي، المخابرات.. وسجون الأحزاب السياسية، فضلا عن السجون السرية.
ووفقا لمركز بغداد لحقوق الإنسان فأن "جرائم التعذيب ما تزال مستمرة، وسوء التعامل هو الصفة السائدة مع النزلاء في سجون وزارات الدفاع والداخلية والاستخبارات ومكافحة الإرهاب وقيادات العمليات بالمحافظات، عدا عن سجون وزارة العدل"(فبراير 2018)،وصدور أحكام بالإعدام نُفّذت ضد معتقلين تعرّضوا للتعذيب، وأخرى ضد معتقلين بناءً على اعترافاتهم تحت التعذيب.فيما تؤكد مصادر اخرى بانه منذ 9 مارس/آذار 2003 (تاريخ الغزو الأميركي ـ البريطاني للعراق) وإلى اليوم (2018)لم يقدّم للقضاء العراقي أي من مرتكبي جرائم التعذيب في السجون العراقية، ولم تشكّل الحكومة أية لجنة حقيقية للتحقيق في جرائم التعذيب وسوء المعاملة في سجونها، ولم تُقدم على أية خطوة في سبيل إيقاف أو تقليل حجم ظاهرة التعذيب وخطورته".(العربي الجديد).
شهادات سجناء عراقيين
وحرصنا ايضا على توثيق شهادات لسجناء عراقيين نوجزها بالآتي:
* القيود لا تنزع من إيدينا، والطعام رديء والماء شحيح، والكلاب البوليسية تدخل علينا من حين لآخر لتعبث بأجسادنا وتثير الرعب، مريضنا لا يذهب للطبيب، والمعافى فينا يتعرض للتعذيب والاهانات وانتهاك الكرامة، الزحام يخنقنا والحر يقتلنا وأخبار مواعيد الإعدام ترعبنا (سجن الحوت).
* السجون باتت كالمقابر دفّنا فيها، ويبتلعنا الصمت، ويتجاهلنا الاعلام ومنظمات حقوق الانسان بشكل معيب ومخزي (سجن الناصرية)
*التعذيب النفسي والجسدي يمارس بقسوة: يدخلون علينا الكلاب البوليسية، يخبروننا ان كتب تنفيذ الاعدام قد وصلت الى السجن وهي اخبار كاذبة، وضع القيود بايدينا ونحن داخل الزنزانة بشكل مستمر، بعضنا لم يستحم منذ اكثر من شهر، نومنا وصلاتنا بالدور بسبب ازدحام الزنزانة بالنزلاء، والمصابون بامراض مزمنه لا يسمح لهم بمراجعة الطبيب.
وشهدت السجون العراقية اجبار اغلب المعتقلين على حضور محاضرات دينية يلقيها رجال دين من شعبة الإرشاد الديني في وزارة العدل، ينتمون لحزب الفضيلة الإسلامي، الذي كان ينتمي له وزير العدل السابق، حيدر الزاملي، وتعرّض معتقلين للضرب بالهراوات والقضبان الحديدية والعصي الكهربائية في بعض حملات التفتيش وعمليات إجراء التعداد اليومي، واجبار آخرين بالوقوف على رِجل واحدة ورفع اليدين إلى الأعلى عدة ساعات.
يؤكد صحة هذا الشهادات تقرير لمفوضية حقوق الانسان بان تلك الانتهاكات والتعذيب النفسي والجسدي تم توثيقها خلال الزيارات الميدانية للسجون، ولم تتم مساءلة للضباط او المسؤولين عن التحقيق وعن مسؤولي السجون، ولا توجد تحركات جدية بشأن الانتهاكات الحاصلة ضد المعتقلين رغم خطاباتها العديدة لوزارة العدل.
وتفيد التقارير بصدور احكام بالسجن المؤبد واخرى بالاعدام نتيجة دعوات كيدية ومخبرين سريين لتهم ملفقة، وان عدد حالات الاعدام في العراق بلغت ( 967 من 2005 الى نيسان 2018).
والمفارقة ان الدستور العراقي يحرّم التعذيب وفق المادة 37/ح المثبتة بالنص:(يحرّم جميع انواع التعذيب النفسي والجسدي والمعاملة اللاانسانية، ولا عبرة بأي اعتراف انتزع بالأكراه او التهديد او التعذيب. وللمتضرر المطالبة بالتعويض عن الضرر المادي والمعنوي الذي اصابه وفقا للقانون).
مناشدة وتوصيات
وانتهت المحاضرة بمناشدة مؤسسة (أمم للأبحاث والدراسات ) والمشاركين في المنتدى العرب والاجانب الى تأمين تحقيق التوصيات الآتية:
· دعوة الحكومة العراقية والجهات ذات العلاقة الألتزام بتطبيق ما نص عليه الدستور العراقي بالمادة 37/ح التي تحرّم كل انواع التعذيب الجسدي والنفسي.
· غلق السجون السرية التابعة لأحزاب السلطة وقوى سياسية اخرى، والأفراج عن المعتقلين فيها او ترحيلهم الى السجون الرسمية بموجب مذكرات قضائية.
· الكشف عن المعتقلين العراقيين في السجون الأمريكية داخل العراق الذين اعتقلوا دون توجيه تهم قضائية بحقهم، وتسليمهم لوزارة العدل العراقية.
· الزام الجهات المعنية بالسماح لعوائل السجناء بزيارة ذويهم في السجون دون ضغوط او ابتزاز، وتأمين الفرصة لقيام المنظمات الحقوقية المحلية والدولية بزيارة السجناء والمعتقلين.
· دعوة المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان (العفو الدولية، هيومن رايتس ووتش، الصليب الأحمر..) الى تفعيل دورها من مستوى الأدانة المكتوبة الى مواقف عملية تدين تجاوزات الحكومات العربية في تعاملها مع السجناء والمعتقلين.
· فتح دورات وورش عمل للسجناء تمكنهم من ممارسة اعمال منتجة بعد خروجهم من السجن.
· توفير الفرص لعلماء النفس والاجتماع باجراء دراسات ميدانية على السجناء داخل السجون لتشخيص مشاكلهم النفسية والاجتماعية والسجنية وتقديم المقترحات للجهات المعنية لمعالجتها.
· اعادة تأهيل السجناء الذين يطلق سراحهم وفق برامج سيكولوجية علمية معتمدة عالميا تعيد لهم توازنهم الذي يؤمن لهم التوافق الأسري والتكيف الاجتماعي والمهني.
· قيام (مؤسسة أمم) بتنسيق الجهود والنشاطات الخاصة بأدب السجون (رواية، شعر، مسرحية، نص سينمائي، فنون تشكيلية..) على صعيد الوطن العربي.. للتوثيق واشاعة الثقافة على مستوى المواطن العربي بأن وظيفة السجن هي حماية المجتمع وليست خدمة الحاكم للبقاء في السلطة.

في الجلسة الختامية تقدمنا بجزيل الشكر والامتنان لمنظمي المنتدى والجهود الكبيرة التي بذلها الأستاذ لقمان سليم ومونيكا وعلي منصور.. ووعد بلقاء في اوائل مارس /آذار 2019 لتدارس ما انجز من نقطة الشروع، وتأمين مواصلة المشوار لتحقيق انبل مشروع انساني يوصلنا الى مجتعات عربية خالية من السجون التي تخدم حكامنا العرب المصابون بهوس الاستفراد بالسلطة والثروة.
قاسم حسين صالح
برلين في 1 ديسمبر/كانون اول- 2018
تعليقات
أشار الأستاذ رحيم العكيلي في ملاحظة سريعة عل الفيسبوك إلى أن الـ: "تقرير ملخص ويكشف جزء بسيط من مصائب سجوننا ومآسي والالام من يدخل اليها سواء اكان برئ ام مذنب."
فأجبته بالملاحظة التالية:
عزيزي استاذ رحيم العگيلي تحية قلبية، من المفيد ان يعرض كل منا ما لديه من معلومات، ولدي ايضا الكثير من المعلومات عن سجون العراق وأرحب بما ينشر في هذا الخصوص من مختلف الباحثين والصحفيين وكم أتمنى عليك ان تنشر ما تعرفه بهذا الصدد لكي يمكن نشره على أوسع نطاق ممكن. ما نشر على الألمان مهم ويمكن طرح المزيد منه، مع ودي واحترامي، كاظم حبيب

أما السيد سعد حسين فقد اعترض على التقرير بقوله: "التقرير استاذي العزيز فيه الكثير من المغالطات وبعض المعلومات غير دقيقة".
فكتبت له ما يلي على الفيسبوك ما يلي:
"عزيزي استاذ سعد حسين أفضل ان تشير الى ما تراه مغالطة وتصحح ذلك لكي نستطيع ان نتعرف على موقع المغالطة، اذ لا يكفي الإشارة الى وجود مغالطات دون البرهنة عليها وذكر البديل." كاظم حبيب
جاء الجواب الآتي من السيد سعد حسين
"دكتوري العزيز ادناه ما اشرت له كمغالطات .
الفقرة : الكشف عن المعتقلين العراقيين في السجون الأمريكية داخل العراق الذين اعتقلوا دون توجيه تهم قضائية بحقهم، وتسليمهم لوزارة العدل العراقية.
الرد
ليس من سجون أمريكية في العراق الان وآخر معتقل تم تسليمه في نهاية العام ٢٠١٠ من خلال لجنة شؤون المعتقلين التي نظرت ملفات ١٥ الف معتقل تم اطلاق سراح ثلثي هذا العدد لعدم كفاية الأدلة لإحالتهم للقضاء العراقي ، فيما تم استلام الثلث الأخير من قبل الحكومة العراقية وزارة العدل بموجب قرارات توقيف قضائية صدرت بعد تقييم الأدلة التي تقدم بها الجانب الامريكي وتم اعتمادها من قبل السلطات التحقيقية العراقية وانا احد أعضاء لجنة شؤون المعتقلين التي كانت برئاسة القاضي كاظم الطائي .

٢. الزحام يخنقنا والحر يقتلنا وأخبار مواعيد الإعدام ترعبنا (سجن الحوت).

الرد : سجن التاجي هو السجن الذي يسمى سجن الحوت ويقع في بغداد وطاقته الاستيعابية ٦٠٠٠وفيه وفق اخر احصائية ٥٨٧١ محتجز ،اي انه لم يتجاوز طاقته الاستيعابية ولا يضم اي محكوم بالاعدام ، فكيف أرعبتهم اخبار مواعيد التنفيذ.

٣. تؤكد مصادر اخرى بانه منذ 9 مارس/آذار 2003 (تاريخ الغزو الأميركي ـ البريطاني للعراق) وإلى اليوم (2018) لم يقدّم للقضاء العراقي أي من مرتكبي جرائم التعذيب في السجون العراقية، ولم تشكّل الحكومة أية لجنة حقيقية للتحقيق في جرائم التعذيب وسوء المعاملة في سجونها،

الرد
منذ العام ٢٠٠٤ وحتى العام ٢٠١١ تم احالت العشرات وقد وثقتها تقارير وزارة حقوق الانسان السنوية وشكلت المئات من اللجان التحقيقية لذات الغرض وصدرت احكام انضباطية وجزائية بحق ضباط ومراتب وموظفين من الوزارات الأمنية والمدنية .

٤. وان سجن ابو غريب يعدّ (الأرحم بين السجون رغم فضائحه الفظيعة)

الرد: ان سجن ابو غريب خارج الخدمة ومدمر منذ العام ٢٠١٤ ولا يوجد فيه سجين واحد او موظف.

المعلومات الدقيقة عن الخريطة السجنية وظروف الاحتجاز قد تضمنها تقريرنا الظل الذي قدمناه للجنة حقوق الانسان العربية ويمكن الاطلاع عليه على الرابط ادناه .

https://www.iohrd.nl/.%d8%aa%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%b1...

اعتذر عن الاطالة دكتور". سعد حسين
وجهت هذه الرسالة الآتية بما فيها من معلومات إلى الأستاذ الدكتور قاسم حسين صالح:
"الأخ الفاضل السيد البروفيسور الدكتور قاسم حسين صالح، تحية طيبة
بعد نشر تقريرك على موقعي في الفيسبوك جاء رد من السيد سعد حسين، ليست لديَّ معرفة به، فرجوته تقديم ما يعتقده مغالطات في تقرير الدكتور قاسم وإبراز الدليل على ذلك. فكتب لي على الفيسبوك ما أرسله لك الآن للاطلاع عليه، وربما الرد عليه وهو الأصوب.
اعتقد أن هناك نقاط ضعف فيما كتبه السيد سعد حسين ولكن أفضل أن ترد عليه أنت دكتورنا الغالي.
مع الود، كاظم حبيب
فجاء الجواب التالي الموجه إلى الأخ السيد سعد حسين

"الاخ سعد حسين المحترم
ابلغني الصديق الأخ الكبير الدكتور كاظم حبيب بوجود (مغالطات) في ورقتنا المقدمة الى منتدى المشرق والمغرب للشؤون السجنية الذي عقد في برلين (28-30نوفمبر 2018).. واظن ان جنابك هو الاخ سعد سلطان حسين صاحب منظمة اوهارد ، وكنت استفدت من احد نصوصك بوصفك صاحب خبرة في السجون العراقية واعددت تقارير مع شبكة العدالة للسجناء
عزيزي سعد
اشارت ورقتنا في نصها باللغة الانجليزية ان الاميركان سلموا العراقيين ما لديهم من معتقلين في 2010، لكننا ركزنا على ما ارتكبته القوات الامريكية من امتهان للكرامة الانسانية واحتقار للعراقيين سواء فضائحها في سجن ابو غريب او بشاعة ما ارتكبته في سجونها الأخرى والانتهاكات التي يجب ان تحاسب عليها دوليا وعراقيا.
وبخصوص التعذيب، فان المنظمات الحقوقية تؤكد وجوده الآن في السجون العراقية، وان كثيرا منها فيها اكثر من طاقتها الاستيعابية.
وفيما يخص السجون السرية فهي موجودة فعلا وتابعة لأحزاب السلطة وقوى سياسية
ان السجون في العراق يجب ان تكون تابعة لوزارة العدل فيما تتعدد مصادرها وجنابك تعرف ذلك
وبخصوص معاقبة مرتكبي جرائم التعذيب فان الطب العدلي وثق 1400 حالة لهذا العام، وان القضاء عاجز عن احضار او استدعاء المتهمين بجرائم التعذيب، وعدد الشكاوى قليل جدا لأن الناس لا يؤمنون بوجود عدالة في العراق، ولأن من يشتكي يلفقون ضده تهمة ثانية. صحيح هناك محكمتان لحقوق الانسان (كرخ ورصافة).. لكن الاجراءات الرقابية والقضائية مخجلة جدا والغالب فيها هو الافلات من العقاب.


انني اوجه الدعوة لجنابك الكريم وبالتنسيق مع الدكتور كاظم حبيب ان نتعاون في عقد ندوة أو اي نشاط نراه مناسبا يعقد في العراق او هولندا (المقصود المانيا، ك. حبيب) لمعالجة هذه القضية الانسانية، ونوحد الجهود لنصل الى تحقيق ان تكون وظيفة السجن هي حماية المجتمع وليس خدمة الحاكم.
تحياتي واحتراماتي، أرجو نشره على صفحتك في الفيسبوك .. تحياتي

قاسم حسين صالح

كاظم حبيب: أسجل هنا ملاحظاتي الشخصية حول النقاش الجاري حول سجون العراق
1. يجري النقاش بأسلوب حضاري هادئ ونافع لكشف حقائق أوضاع السجون في العراق، وهي مسالة مهمة حقاً .
2. لقد نشرت الكثير من المقالات عن سجن أبو غريب وما جرى فيه استناداً واعتماداً على تقارير أمريكية ودولية كثيرة وما أشار إليه الدكتور قاسم حسين صالح قليل من كثير وهي عينة لا أكثر.
3. ما يجري في المعتقلات العراقية لا يختلف في قليل أو كثير عما كان يجري في معتقلات صدام حسين التي عانيت فيها لفترة قصيرة، وعاني الكثير من المناضلين الشجعان الكثير من الآلام، وأعرف عراقيين عانوا الأمرين في سجون النظام السياسي الطائفي العراقي الراهن في فترة نوري المالكي وما بعده، وما يجري في السجون العراقية حالياً، وكذلك في السجون السرية للميليشيات الطائفية المسلحة ولجماعة الحرس الثوري الإيراني في الحشد الشعبي معروفة، وربما خفيت عن الأخ سعد حسين.
4. إن أوضاع السجون العراقية بائسة. وقد كتب عنها مرة الأخ إبراهيم الحريري في جريدة طريق الشعب، وكتبت تعليقاً على مقاله وكانت رغبتنا تشكيل هيأة للدفاع عن أوضاع السجناء والسجينات في العراق، سواء أكانوا سجناء وسجينات الرأي والعقيدة أم غير سياسيين وسياسات، وما يطلق عليهم في العراق سجناء عاديين أو حتى من الإرهابيين. ولم يتسنى لنا تحقيق هذا الهدف النبيل حتى الآن.
5. أرى من جانبي بأن ما نشره الأخ الدكتور قاسم حسين صالح لا يتضمن مغالطات بل اختلاف في زاوية الرؤية للموضوع والحقائق على الأرض أكثر بكثير مما ذكره الأخ قاسم. وما جرى ويجري لمعتقلي البصرة المحتجين على ايدي الميليشيات الطائفية المسلحة وجماعة إيران في الحشد الشعبي جرائم يندى لها جبين الإنسان.
6. أتمنى على الأخ سعد حسين أن يزودنا بتقارير فعلية عن حقائق الوضع في السجون وعددهم وعدد السجون ومواقعها وما يجري فيها، وهل هناك تعذيب أم لا، وأن يطرح علينا سبل مواجهة ما يجري في هذه السجون، ولاسيما أولئك الذين قضوا شهور وسنوات في السجون دون تقديمهم للمحاكمة، إضافة إلى مدى معرفته بالسجون السرية القائمة في العراق.