نحن القضية والقضية نحن...

(1)
فلماذا نبحث...
عن مصدر أي قضية...
ونحن القضية؟...
فلماذا نصر...
على أن أي قضية...
ليست من صنع الخيال...
قبل أن تصير فعلا...
في واقعنا؟...
لتشوهه...
لتزيد من تشوهه...
حتى نرانا...
وقد تهنا...
في مدارات التشوه...
من أجل أن نعتقد...
أن تشوه واقعنا...
صار قضية...
(2)
والإنسان حين يعيش...
في مدارات التشوه...
يصير قضية...
وحين يعجز...
عن تخلصه...
من مدارات التشوه...
يصير العجز منه...
قضية...
وحين لا تستقيم المدارات...
ولا يعرف من أين المسار...
إلى حل مشاكله...
يغرق في التيهان...
ليصير التيهان...
قضية...
(3)
ففلسطين الصارت قضية...
هي من صنع البشر...
الكان يحكمها...
ثم من صنع الاحتلال...
الكان ينهب...
كل الخيرات...
من أرض فلسطين...
الكان يشرف...
على إصدار...
وعد (بلفور)...
على تهجير اليهود...
إلى أرض فلسطين...
ومدهم...
بالمزيد من الثروات...
لشراء الأراضي...
من الإقطاعيين...
في فلسطين...
ليصير اليهود / الصهاينة...
أصحاب أرض...
في فلسطين
(4)
وفلسطين حين تتحول...
إلى قضية...
نتيه في مداراتها...
ويتيه العالم...
في مدارات القضية...
فلا يكاد يعبأ...
بما يجري...
من تقتيل لشعب فلسطين...
من تشريد لهذا الشعب...
فيصير التقتيل...
ويصير التشريد...
مجرد قضية...
لا تنال أي اهتمام...
من العالم...
إرضاء لليهود...
للصهاينة الآتين...
من كل بقاع الأرض...
بتمويل من الاحتلال...
من الرأسمال...
(5)
والمرأة...
في مجتمعات الاستغلال...
حين تقمع...
حين تعيش...
دونية مقيتة...
تصير قضية...
في المجتمع...
اليقبل دونية مقيتة...
تعيشها كل النساء...
(6)
فلماذا لا نعترف...
أننا نصنع...
كل القضايا؟...
ولماذا لا نتخلص...
من كل القضايا...
بإيجاد الحلول...
لكل مشاكلنا؟...
بالتوجه...
إلى تحرير...
أرض فلسطين...
بتقرير المساواة...
بين النساء / الرجال...
في كل مجالات الحياة...
حتى لا تكون هناك...
قضية...
على أرض فلسطين...
حتى لا يعرف المجتمع...
تكريس دونية...
على كل النساء...
لتزول كل القضايا...

ابن جرير في 09 / 12 / 2018

محمد الحنفي