الحراك الشعبي في اليمن 7-7 C


عدلي عبد القوي العبسي
الحوار المتمدن - العدد: 6044 - 2018 / 11 / 4 - 03:00
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية     

الموجه الثالثه في الثوره الشعبيه
انتفاضه 21ايلول سبتمبر 2014

الحرب السابعه ونتائجها (الطائفيه الورقه الاخطر التي تستخدمها القوى المضاده للثوره )

لجأت القوى المضاده الاقليميه (السعوديه خصوصا وادواتها ) الى مباغته مؤتمر الحوار الوطني في مراحله الاخيره بتفجير الصراع في صعده على خلفيه ما اسمي( بقضيه مركز دماج العلمي الديني السلفي ) في مدينه صعده بعد ان قام انصار الله باخراج الطلبه السلفيين من الموقع بتهمه النشاط الارهابي ونزعه التكفير ونشر الفكر الاصولي الوهابي المتطرف والمتعصب ضد الانصار ومذهبهم الذي اعتبروه اثناعشريا كمذهب شيعه اهل العراق وايران يعني خارج مله الاسلام!!(بحسب اعتقادهمكجماعه تكفيريه وهابيه).
سعت القوى المضاده الى تحريض السلفيين الجهاديين ضد الانصارودفع الانصار بالمقابل الى اتخاذ اجراء عنيف ضد الطلاب واعتبار نشاطهم ووجودهم اكبر استفزاز وتحريض وخطر عليهم وتم توريط الجيش في صراع جديد مع الانصار وجرت محاولات خبيثه لاذكاء النزعه الطائفيه بين السلفيين في دماج والانصار وبات واضحا ان هناك من يريد ان يلعب لعبه خبيثه ويريد تفجير الوضع واستخدام ورقه الطائفيه لقلب الطاوله على الجميع وعلى المسار الانتقالي الديموقراطي ولخلق صراعات جانبيه يمتد لهيبها ليؤثرسلبا على المشهد السياسي ككل ويربك عمليه الحوار الوطني ويزرع انعدام الثقه بين اطراف عمليه الحوار الوطني .

لم تكن الطائفيه سوى ورقه يتم توظيفها في خلق وشحن صراعات جانبيه مدمره للتغطيه على الاسباب الاقتصاديه الاجتماعيه السياسيه الحقيقيه للصراع وللتغطيه على مخاوف القوى المضاده من نجاح مسار التغيير الديموقراطي الذي تصنعه الثوره ، وكان واضحا كل الوضوح ان قوى النظام تلعب ورقتها الحاسمه الاخيره لافشال واضعاف قوى الثوره وتغيير موازين القوى في الداخل لصالحها والتمهيد لاستدعاء وتحريض الخارج الرجعي والامبريالي ضد قوى الثوره واللعب على فزاعه الخطر الايراني والمشروع الايراني والمطامح الاقليميه لنظام الجمهوريه الاسلاميه في ايران .
حيث سيجري التركيز اعلاميا وسياسيا كما سنرى فيما بعد على طبيعه العلاقات مع محور المقاومه والدوله الايرانيه
ولم يكن واضحا سوى التعاطف والتاييد الاعلامي والسياسي والدعم الفني المحدود يقدمه النظام الايراني المقاوم لحركه انصار الله من باب المناصره لاقليه سكانيه قريبه في مذهبها من مذهبهم تتعرض لشتى صنوف الظلم والعنف والتهميش السياسي والتنموي والاضطهاد الثقافي والمظلوميه التي باتت لاحقا محل اعتراف الجميع واجماع اغلب المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني والتي اكدتها مناقشات (قضيه صعده )احدى اهم القضايا الوطنيه في المؤتمر .

كيف كانت نظره النظام وقوى المعارضه لنشاط حركه انصار الله وصعودها السريع الى واجهه المشهد السياسي

النظام كانت تهيمن على السلطه فيه كما اسلفنا مراكز قوى عسقبليه واجنحه تقليديه متصارعه وقد حدث فيه انقسام كبير بعد اندلاع انتفاضه فبرايرالشعبيه.
صحيح ان هذه القوى كانت معظمها موحده في موقفها المعادي من الحركه ونشاطها طيله سنوات الحروب الست وما بعدها ربما باستثناء الصالحيين ( اتباع صالح وجناح السلطه الموالي له) الذين لم يكونوا حقيقه يرغبون في اجتثاث الحركه لاسباب ايديولوجيه (الخلفيه الثقافيه الزيديه المشتركه ) واسباب سياسيه (كراهيتهم وخشيتهم من تنامي نفوذ الاخوان المسلمين الذين كشفوا عن اطماعهم في السيطره على الحكم ورغبتهم الشديده في ازاحه الرئيس صالح من منصبه واستبداله بسياسي قريب منهم) ولسبب اخر مهم يتمثل في ان المؤتمر الشعبي كان حاضنه سياسيه لقوه سياسيه مهمه يسميها البعض (الهاشميه السياسيه ) وكان جزءا مهما وفاعلا من هذه القوه السياسيه يتبوأ مناصب حزبيه في المؤتمر الشعبي العام ) الحزب الحاكم ومناصب سياسيه واداريه عليا في السلطه وكان لهذه القيادات والرموز الهاشميه نفوذا في المجتمع والوسط السياسي ومؤسسات الدوله وان كان هذا النفوذ لا يضاهي نفوذ القوى الاخرى العسقبليه المهيمنه في النظام ولطالما اشتكت هذه الفئه (الهاشميه ) من تهميش وابعاد واضطهاد طيله عقود ما بعد ثوره سبتمبر 1962.
كانت رؤيه الليبراليين ( وهم تيار فاعل وموجود داخل المؤتمرالشعبي والاشتراكي اتحاد القوى الشعبيه ومنظمات المجتمع المدني ومؤسسات الدوله ) لهذه الحركه على انها حركه رجعيه دينيه فاشيه متطرفه مستبده تسعى الى بناء نظام سياسي ثيوقراطي كهنوتي يرفض قوى التنوير والحريه والحداثه والمساواه عبر استخدام القوه والعاطفه الدينيه والايديولوجيا وورقه الطائفيه .
هذه النظره القاسيه المجحفه التي ينظرها الليبراليون تجاه هذه الحركه الوطنيه الممانعه هي نفس النظره المتعصبه الفاشيه لجزء من التيار القومي العربي الرجعي الفاشي يشمل : (البعث العراقي الصدامي والساداتيون ادعياء الناصريه وتلك المجاميع من تيار الحركيين (حركه القوميين العرب )الذين بقوا في مربع الخمسينات واوائل الستينات ورفضوا التطور الفكري الذي لحق بالحركه نهايه الستينات وهم كثر داخل الحزب الاشتراكي من ابناء الجيل القديم !! وجيل الابناء الذي لقنوه احقادهم وتصوراتهم النمطيه المجحفه والمخادعه .
هؤلاء بكل ما حصل لهم من انتكاسه فكريه وسقوط مريع - بعد انهيار المعسكر الاشتراكي والنظام العربي - في مستنقع التعصب المذهبي السني والمناطقي والجهوي والحزبي والثقافي !!! راحوا يروجون لافكار فاشيه مقززه في الوقت الذي يشتكون فيه من فاشيه الطرف الاخر وتمترساته المذهبيه والقبليه المناطقيه المعاكسه التي تاتي كرد فعل عصبوي ضد هذا الاضطهاد والاقصاء الذي مورس منذ مطلع فجر ثوره السادس والعشرين من سبتمبر تحت عناوين الجمهوريه والحداثه الثوره .
هذه التنويعات الفكريه والسياسيه الرجعيه الفاشيه في حقيقه الامر فيما تبطنه دائما ولا تظهره الا احيانا تنظر الى هذه الحركه (انصار الله ) على انها حركه شعوبيه خارج العروبه لارتباطها بما اسموه ب(المشروع الايراني ) المهدد للامن القومي العربي ولارتباطها الايديولوجي المذهبي وتقاربها مذهبيا في بعض المسائل مع ذلك المذهب .
وللتغطيه على احقادها وكراهيتها وتعصبها راحت وباصرار عجيب توهم نفسها ان هذه الحركه تحمل ذات الخصائص الفكريه والسياسيه والثقافيه والاجتماعيه التي كان يحملها نخبه الحكم الملكي المتوكلي في النصف الاول من القرن الماضي ! وانها تحمل مشروعا لاعاده نظام الامامه السياسي واسقاط الجمهوريه ومعاداه اهداف الثوره السبتمبريه واعاده تكريس الحكم المركزي العصبوي الهاشمي في صنعاء الذي دام قرونا من الزمن لغرض الاستحواذ على السلطه والثروه لها ولكل الشرائح والفئات الحليفه لها .
وان الليله تشبه البارحه وان الصراع هو ذات الصراع وان ما يسمى بالمقاومه الشعبيه هي ذات نفس الهدف والمبدأ والتوجه للمقاومه الشعبيه في الستينات من دون اي اكتراث لحقيقه ان السياق الاجتماعي الاقتصادي السياسي التاريخي مختلف وان طبيعه التحالفات مختلفه وان تحالف الشمال الملكي الاستعماري المدعوم من بريطانيا والسعوديه واميركا في الستينات ليس هوتحالف الشمال الراهن والاهداف والسياسات والتوجهات والتحالفات والايديولوجيا مختلفه اختلافا كبيرا وان تحالف الجنوب التقدمي الماركسي الناصري في الستينات ليس هو تحالف الجنوب الاسلامي الاخواني السلفي السعودي البريطاني الامريكي الليبرالي الراهن .
لا يوجد سوى تعميه استنادا على تشابهات سطحيه شكليه يسهل من خلالها خداع المواطنين البسطاء واشباه المتعلمين .
الاتهامات المذكوره اعلاه هي اتهامات قيلت ولا تزال تقال ولا اساس لها من الصحه وقد دافعت الحركه عن نفسها ضد هذه الاتهامات الباطله واظهرت ان لديها مشروعا وطنيا ضد الوصايه السعوديه والنهب الامبريالي والتبعيه للمستعمر والتطبيع مع الصهيونيه ولحفاظ على الهويه الثقافيه العربيه الاسلاميه من خطر الثقافه الاستعماريه وكذا لتحقيق شراكه وطنيه وتوزيع عادل للثروه والسلطه ورغبه شديده في ان تقود هي مسيره هذا العهد الجديد استنادا من وجهه نظرها على هدي المشروع القرآني في الدفاع عن حقوق الامه وتحقيق التغيير للخروج من حاله الهوان والذل والتبعيه والصمت على الحقوق المنهوبه من قبل اعدائها.

بينما كانت نظره حركات الاسلام السياسي الاصوليه السنيه المتطرفه الى هذه الحركه انها حركه معاديه للامه تحمل خطرا على هويه الامه بما تحمله من عقائد دينيه ضاله دخيله وهي بهذا تعد من وجهه نظرها خارج المله ويجب محاربتها واستئصالها .
واضح تماما من ان النظره الايديولوجيه لهذه القوى والتيارات الفكريه والسياسيه الرجعيه تجاه حركه انصار الله تدخل في اطار شيطنه الاخر ورفضه والرغبه الشديده في اقصائه من الحياه السياسيه والثقافيه الفكريه لا بل واجتثاثه من الحياه الاجتماعيه !!.
وهي نظره ظالمه فاشيه مبنيه على الاوهام وعلى ارث ماضي الصراع وعلى المصالح الاستبداديه الضيقه وعلى منظورات الايديولوجيا الفاشيه الدينيه المذهبيه و القوميه المتعصبه ضد كل من هو خارج دين الملوك والمشائخ واليهود والمستعمرين .

تفجر الوضع

خرجت الامور على السيطره واشتعلت الحرب ليمتد لهيبها الى اجزاء واسعه من المحافظات المجاوره كحجه وعمران والجوف وصنعاء .
وراحت القوى المضاده تدفع الخصوم السياسيين (الانصار والاصلاح )ضد بعضهم البعض بالاتكاء على الماضي القريب للصراع والحساسيه التي صنعها ارث الحروب الست حيث شاركت قوى عسكريه محسوبه على الاصلاح في شن الحروب الست ضد الحركه بالرغم من الموقف الرسمي للاصلاح ضد الحرب !.

كان الجو العام مشحونا بالكراهيه ضد الاخوان داخل السلطه وفي مؤتمر الحوار وفي العالم العربي وظهرت قوى اقليميه ومحليه مواليه لها لديها رغبه شديده في التخلص من هيمنه الاخوان (الاصلاح ) واذرعه العسكريه والامنيه والقبليه والسياسيه والاقتصاديه على مفاصل القرار في الدوله .
وبنفس الوقت كانت الكراهيه ضد (حركه انصار الله )في اوجها والشعور بالخوف من خطر الحركه التي تهدد النظام وتتوعده بالاسقاط لكونه نظام ظالم اجتماعيا لا يخدم سوى مصالح الطبقات العليا في المجتمع ويتنكر للغالبيه الشعبيه الفقيره نظام فاسد وعميل للرجعيه الخليجيه والامبرياليه الاميركيه ولكونه ايضا نظاما رهن القرار اليمني للوصايه السعوديه والنفوذ الامبريالي الاميركي منذ زمن .

كانت الحركه كما ذكرنا سابقا حركه اجتماعيه ذات مظلوميه ولها شعبيه كبيره في جزء كبير
من الشعب اليمني خصوصا في المحافظات الشماليه وكان جمهورها في الغالب من الفلاحين والكادحين وقياداتها معظمهم من الطبقه الوسطى وكانت لها مظلوميه في اقليم واسع من البلاد (هنا بالمعنى الجغرافي لكلمه اقليم) وكان نضالهم من اجل الحق في التنميه الاقتصاديه التي حرمت منها اجزاء جغرافيه واسعه من شمال الشمال والشراكه السياسيه الوطنيه اليمنيه وحقوقهم الثقافيه الدينيه المذهبيه وشكواهم من الاوضاع المعيشيه المترديه وفساد وفشل حكومات النظام وتبعيته للمستعمر وادواته.
من المؤكد اننا نجد في النضال السياسي لهذه الحركه الاجتماعيه السياسيه ملامح واضحه للصراع الطبقي الاجتماعي باعتبار ان جمهور الفلاحين والكادحين الفقراء المزارعين القبائل في الارياف النائيه المهمشه ( صعده وما جاورها ) والقريبه ( ريف صنعاء ) قد انتفضوا ضد سلطه صنعاء العسقبليه المشيخيه البورجوازيه الطفيليه الكمبرادوريه التي ترفل في نعيم المال والامتيازات والغارقه في الترف والتبذير والعبث بالمال العام واستلام الاموال السخيه من النظام السعودي المعادي للشعب اليمن منذ السبعينات في عمليه ارتزاق واضحه ( اللجنه الخاصه خير دليل وهي لجنه سعوديه تقدم المال منذ السبعينات للمشائخ والسياسيين والمتنفذين والعسكر الموالين للسعوديه وهم نخبه النظام السياسي !!!!!!! ) .
لقد ساهم النظام بظلمه وغروره و باستبداده وغطرسته وغبائه السياسي وعلى مدى فتره زمنيه طويله في خلق رد الفعل الاجتماعي الشعبي التاريخي المتمثل في نشوء حركه اجتماعيه سياسيه بمشروع سياسي ثقافي مناوئ ثم في مراحل لاحقه اسهم هذا النظام وامتداده بعد الثوره (حكومه الوفاق الوطني ) في تفجير الغضب الشعبي للفلاحين والكادحين والقبائل في ارياف الشمال وقد بات الكثير منهم منحازا لشعارات واهداف هذه الحركه الاجتماعيه السياسيه الايديولوجيه التي اسمها (انصار الله) لكن بالمقابل كان للحركه طموحها السياسي في تغيير النظام وايجاد نظام بديل تكون هي الشريك الاكبر فيه وتسهم هي في قيادته وفق رؤيتها السياسيه وهو ما دفعها للاسهام بفعاليه في انتفاضه فبرايرالشبابيه الشعبيه حتى غدت اكبر مكون سياسي في الانتفاضه في محافظات شمال الشمال .

اليمن تحت الوصايه الامبرياليه الرجعيه ( الفصل السابع )

وكرد فعل امبريالي ورجعي ضد القوى الثوريه الراديكاليه وضد المسار الثوري وبذريعه كبح جماح معرقلي جهود مؤتمر الحوار الوطني الذين يحاربون جهود الحكومه الانتقاليه في ارساء دعائم التغييروتنفيذ المهمات الوطنيه المجدوله المنوطه بها
وضعت القوى الامبرياليه البلد تحت وصايه ( الفصل السابع )وشكلت لجنه خبراء للمراقبه ورهنت قرار البلد بيد مجموعه من الاوصياء الامبرياليين في خطوه خطيره كان من الواضح ان وراءها ما راءها حتى تحين فرصه التدخل العسكري العدواني الامبريالي متى ما تطلب الوضع المتفجر المتأزم حدوث ذلك .
كان معروفا للقاصي والداني ان للخارج الامبريالي اجندات وسيناريوهات مرسومه وانه كان يراقب الوضع عن كثب ويتدخل في كل المنعطفات لتوجيه دفه المسارات وحرفها لتلائم مصالحه ومشاريعه الاستعماريه الشيطانيه .
وانكشفت للكثيرين مغزى هذه الخطوه الشيطانيه وما تحمله من مخاطر على سياده البلد واستقلاله وعلى نجاح مسار التغيير الديموقراطي فيه .
لا احد يستطيع ان يجادل ويقول لنا ان هذا هو( المجتمع الدولي ) الذي ينشد السلم والديموقراطيه ومن يقول ذلك فانما يكذب على نفسه اول وعلى الشعب ثانيا ا فالقوى الدوليه التي وضعت هذا القرار وهذا البرنامج للمراقبه والتحكم والاشراف هي دوائر القرار الرجعي الامبريالي المعاديه تماما لمصالح الشعب اليمني وثورته الشعبيه السلميه .

تواطؤ لاغراض تدميريه وليس حبا في الثوار الراديكاليين!!

سهلت قوى في الداخل والخارج على الانصار امكانيه التقدم في محافظه عمران للاطاحه بالقوى المشيخيه القبليه والعسكريه في حاشد (أل الاحمر والويه عسكريه محسوبه على الاصلاح ) وللتحلص من هيمنه الاخوان على الحكومه وتلنظام ولكن العامل الحاسم الذي ساعد الانصار على التقدم هو التعاطف الكبير الذي وجدوه من ابناء حاشد الفقراء ضد مشايخهم الاستبداديين بالاضافه الى كسب المشائخ الصغار الموالين للرئيس السابق ودفعهم للتحرك لمؤازره الانصار .

ثم يأتي العامل الثانوي المتمثل في التساهل والرضا من قبل اطراف عديده في الداخل والخارج ممن لديها رغبه شديده في اضعاف او اسقاط نفوذ الاخوان الذين اطبقوا السيطره على معظم مفاصل القرار في حكومه الوفاق الوطني .

جاء هذا التساهل والموافقه والرضا على تقدم الانصار ضمن اجواء موجه اقليميه مضاده للاخوان وخريفهم الاسلامي تصدرتها دولتي الرجعيه الخليجيه البارزتين الامارات والسعوديه .
ومن المعلوم لكل ذي بصيره ان هذا التساهل لم يكن حبا في الانصار او رغبه في ان يكونوا هم البديل وانما لاغراض جر البلاد الى مربع الصراعات الداخليه المدمره واجهاض الثوره وانعاش القوى المضاده لها وضرب الخصوم بعضهم ببعض لكي يتسنى لهم اعاده النظام السابق الى الحكم ولكن من دون اخوان !!
لقيت انتصارات الانصار العسكريه الكثير من الاعجاب لدى شرائح واسعه من ابناء الشعب اليمني الذين رأوا فيها سقوطالمركز هام (مشيخه حاشد ) من مراكز قوى النظام السياسي المستبد الظالم الفاسد العميل وهي القبيله التي تسلطت على
الدوله وهيمنت على السلطه لعده عقود ومدت نفوذها بشكل واسع في المؤسسات المدنيه والعسكريه وسيطرت على مقاليدالسلطه والثروه.

كان خطأ الحكومه القاتل او القشه التي قصمت ظهر البعير كما يقول المثل

هو تورط حكومه الوفاق الوطني في اعلان جرعه سعريه جديده قد تسبب في وصول الصراع بينها وبين الطبقات الشعبيه الفقيره الكادحه الى ذروته . كان هذا القرار قمه الغباء السياسي خصوصا اذا علمنا مدى الاحتقان الاجتماعي الموجود انذاك جراء تنامي الفقر والبطاله والفساد وغلاء المعيشه وتدني الخدمات .
هذه الغالبيه الشعبيه خرجت في الاساس عام 2011بسبب هذا الظلم الاجتماعي الممارس عبر هذه السياسات الاقتصاديه الهوجاء التي سببت الافقار الاجتماعي لشرائح واسعه من ابناء المجتمع وادت الى اضمحلال الطبقه الوسطى واتساع شرائه طبقه البروليتاريا والبروليتاريا الرثه وسائر الفئات المنبوذه في المجتمع .
فور اعلان الحكومه عن عزمها تنفيذ الجرعه بدأ التحرك الشعبي الرافض لهذا الاجراء الاقتصادي الظالم وكان في طليعه هذه الجموع الشعبيه الغفيره (جبهه انقاذ الثوره ) وحركه (انصار الله )وبعض القوى الشبابيه والمدنيه والكثير من المستقلين وايضا مكونات سياسيه قريبه من الانصار كحزب البعث (جناح سوريا ) وغيره .
وطبعا ثمه من سعى لركوب هذه الموجه لاغراض انتقاميه ضيقه وبنيه مبيته للمساهمه في اسقاط حكومه الوفاق (لتي كانت بالفعل حكومه يهيمن عليها الاخوان ).
في هذه الاحتجاجات رفع الانصار ثلاثه مطالب شعبيه هي : اسقاط الحكومه الفاسده والفاشله & اسقاط الجرعه السعريه الظالمه & تنفيذ مخرجات الحوار الوطني .
تطور المشهد السياسي المتأزم بشكل متسارع مع دخول جماهير الفلاحين الفقراء من ابناء القبائل في المحافظات المجاوره الى العاصمه صنعاء بعد حصارها بالمخيمات والاعتصام لفتره من الرمن .
وفي يوم20 ايلول 2014 حدثت مظاهره شعبيه عارمه في صنعاء وتعزوغيرها من المحافظات لمؤازره مطالب المعتصمين وخلال مظاهره صنعاء انسحبت جبهه انقاذ الثوره من التنسيق مع الانصاربعد ان حدثت خلافات حول الترتيبات والشعارات وتنظيم المظاهره واهدافها .
استمرت المظاهرات الى اليوم التالي وشهدت تصعيدا بالاعتصام داخل شوارع رئيسه في العاصمه وتعرضت بعض المظاهرات الى الاعتداء من السلطات وتصاعد الغضب الشعبي بعدها وانفلت الوضع جراء الاشتباكات المحدوده التي حصلت ليتطور الى مواجهه شامله بين مسلحي الانصار وقوات من الجيش (الفرقه الاولى مدرع ) في مناطق عده داخل العاصمه وجاءت الاوامر العسكريه لبعض الوحدات والمعسكرات بدعم المسلحين وتسهيل دخولهم الى مواقع عسكريه رئيسه !! وانتهت المواجهات بمغادره بعض القاده العسكريين والمشائخ الى خارج العاصمه والبلاد .

اتفاق السلم والشراكه الوطنيه

تم توقيع اتفاق سياسي بين السلطه واحزاب اللقاء المشترك وحركه انصار الله والموالين لها اسمي ب (اتفاق السلم والشراكه الوطنيه ) .
نص في بنوده على ضروره انسحاب انصار الله من المنشآت الحكوميه والمناطق التي سيطروا عليها وتشكيل حكومه (شراكه وطنيه ) تضم جميع المكونات السياسيه واعاده النظر في السياسات الاقتصاديه الاخيره ( الجرعه ) وتشكيل لجنه اقتصاديه لدراسه بدائل وطنيه واعاده النظر والتشاور والحوار بخصوص القضايا الخلافيه التي لم يتم التوافق عليها في مؤتمر الحوار الوطني واهمها قضيه الاقاليم .
لقي هذا الاتفاق مباركه داخليه وخارجيه واسعه النطاق وقوبل بارتياح شعبي كبير .
تم توقيع هذا الاتفاق في 12 ايلول 4102 .

في غضون ذلك جرى تشكيل (لجان شعبيه ) لحفظ الامن داخل العاصمه ولحمايه المنشآت الحكوميه وتأخر تشكيل ( حكومه الكفاءات ) الجديده وتراجعت الحكومه عن قرارها بتنفيذ الجرعه كما نص الاتفاق وبعدها تم تشكيل حكومه الكفاءات الجديده (متوافق عليها من جميع الاطراف ) مع مجموعه من الكفاءات والكوادر المشهود بالخبره والكفاءه والنزاهه.
لكن كان واضحا انه منذ اللحظه الاولى في اليوم التالي بعد سقوط النظام الذي حكم البلاد عقودا طويله من الزمن ان
فصولا جديده اكثر عنفا للصراع ستحدث وان القوى المضاده في الداخل والاقليم العربي والغرب الامبريالي لن تسمح ابدا بخروج السلطه في صنعاء من دوائر الوصايه الخليجيه والهيمنه الاستعماريه ولن تسمح ابدا بالمس بمصالحها العير مشروعه المتراكمه في هذا البلد ولا باي تهديد محتمل يقف في وجه اطماعها الاستعماريه الكبيره في الثروات الهائله : نفط وغازومياه جوفيه وممرات مائيه حيويه ومعادن ورمال وثروه سمكيه وموانئ وجزر ونباتات نادره وسوق استهلاكيه لشراء الاسلحه وتصريف المنتجات والسلع الغربيه وامتيازات الموقع الجغرافي وقواعد عسكريه ونفوذ سياسي ووو الخ.

من الطبيعي ان تلجأ هذه القوى المضاده الى اللعب على ورقه الطائفيه واستخدام القوه العسكريه وشن الحرب (ولديها ورقه الفصل السابع ) اذا لزم الامر تحت ستار تلك العناوين البراقه اوالذرائع التي اعتادت استخدامها في شن حروبها ضد اي قوه صاعده تنشد الاستقلال في قرار السلطه وقرار الثروه الوطنيه وتنشد الحريه والتغيير وتنحاز الى صفوف الكادحين .

انتهى.

يرجى الاطلاع على محتوى ومضامين الاتفاقيات والوثائق الوطنيه الهامه
التي اشرنا اليها في هذه المقاله المطوله وهي :
- وثيقه العهد والاتفاق
وثيقه الانقاذ الوطني
- وثيقه الحوار الوطني