مسك الختام.. مستقبل الناصرة مع علي سلام!!


نبيل عودة
الحوار المتمدن - العدد: 6035 - 2018 / 10 / 26 - 12:56
المحور: المجتمع المدني     

يوم الثلاثاء بات قريبا ، رمشة عين وتتضح حقيقة ان علي سلام هو باب الأمان والتقدم العمراني لمستقبل الناصرة ومواطنيها، بل وأكثر، هو المدرسة التي اصبحت ضرورية لكل رئيس بلدة مخلص لبلدته ومواطنيه، وينشط من اجل توفير افضل الخدمات والتطوير للبني التحتية والمؤسسات وعلى رأسها التربية والتعليم والثقافة، والأهم توفير الكرامة التي تكفل لكل مواطن حقوقه من سلطته المحلية، وتجاوب رئيس سلطته المحلية مع واقعه الاجتماعي.
الناصرة اليوم تخط طريقا مميزا سيقال عنه في المستقبل الشيء الكثير. الدورة القادمة ستكون دورة مميزة بما ستنجزه ادارة علي سلام، وعلى راس الانجازات الاستراتيجية بناء الجامعة ومدرسة ابتدائية وثانوية، ومركز رعاية العائلة والطفل، وستاد رياضي بمواصفات حديثة، طبعا انجاز بناء القصر الثقافي، وتعميق رعاية المثقفين والفنانين والنشاطات الثقافية والفنية. الأمر الذي سيحول الناصرة الى عاصمة من عواصم الثقافة والفنون.
كل التهجمات الصبيانية من اقلام تنطلق من عقليات اغلقت نفسها على قديمها، او تحاول تنقية تاريخها الأسود، هي اقرب للتهريج والسفاهة.. والتحريض الرخيص الذي يعاقب عليه القانون.
ما اثبته علي سلام، وهو ليس مفاجئا لي، انه يملك القدرة على فهم متطلبات التطوير والاحتياجات لمجتمع مدني ينشد الرقي والتطور، لم تعد الشعارات والخطابات النارية تلبي أي منهج تطويري، بل العمل المبرمج. علي سلام اثبت انه رجل المهمات الصعبة الذي أحدث نقلة عميقة جدا في اسلوب العمل البلدي. بفهم عميق للاحتياجات الملحة لنقل الناصرة من كونها قرية كبيرة الى مدينة تقف بشموخ بين المدن المتطورة في اسرائيل خاصة والشرق الأوسط كله عامة.
ينطلق البعض من السخرية والاستهتار بقدرات علي سلام، هذا ما يروجه الجهلاء، علي سلام جاء من مجال مهني وتقني هام جدا، كرجل اعمال في مجال الصناعات المعدنية، وهي صناعات تحتاج الى معرفة فنية ومهنية وادارية عالية جدا ومعقدة جدا، انا لا اكتب مديحا هنا، بل اكتب عن معرفة شخصية وممارسة نفس المهنة، كمدير عمل ثم مدير انتاج ومدير انشاء مصنع بتروكيماوي في ايران ايام الشاه، رجل اعمال بمستوى علي سلام هو مكسب ان يكون رئيسا تنفيذيا لبلدية الناصرة، وليس رئيسا مغلقا على نفسه ابواب المكتب ، حتى لو كان اداريا بمستوى لا غبار عليه. الموضوع ليس بشهادات تبروز وتعلق على الحيطان، بل بتفكير ابداعي مهني، وفهم كامل لمتطلبات المجتمع المدني واحتياجاته. الدورة السابقة انا اعتبرها مرحلة نهوض لرئيس بلدية بات على فهم اوسع واكثر مهنية لمتطلبات وظيفته وانعكاسها الايجابي على واقع مدينته. واثبت بما خططه ونفذه انه الرجل المناسب بالمكان المناسب.
رغم كل اشكاليات مدينة الناصرة من مساحات الأرض، والتكاثر السكاني على مساحة ضيقة جدا، الا انه لا شيء مستحيل، هناك اولويات وضعت في رأس برامج التطوير، من يزعقون عن أزمة السير، مرشحهم الأصفر يتحمل معظم المسؤولية عن الاحتقان المروري في شارع الناصرة الرئيسي. هذا الأمر يجب ان يوجد له حل. هناك معادلة يجب ان يجري الحفاظ عليها، وانا على يقين ان الدورة القادمة سيجري بها طرح هذه الاشكالية وعلاجها بشكل يحافظ على عقلانية المواصلات العامة داخل المدينة. قبل ايام صعدت الى خط باص قادم من حي الورود، كنت الراكب الوحيد من بيتي قرب رامزور الخانوق وحتى وصلنا الى دوار شارع مسمار، استغرق الأمر اكثر من عشرين دقيقة، ثم تلقى السائق امرا ان لا يدخل للمدينة بل يصعد نحو الناصرة العليا من شارع مسمار، طبعا تنازلت عن حقي ان اصل الى محطة العين، ويبدو ان نفس الأمر وجه لسائر الباصات الفارغة الا من راكب او اثنان، التي نجحت برؤية اربعة منها بمقطع شارع طوله لا يزيد عن 300 متر، واعني باصات البلد فقط. قيل لي انه يجري توزيع نشرة انتخابية لوليد عفيفي بالشارع الرئيسي.. وحتى بدون النشاط الانتخابي حالة الاكتظاظ هي حالة يمكن تخفيفها ب 50% على الأقل، لذلك التهريج حول وضع الاكتظاظ المروري من الجبهة ومرشحها "البروليتاري" الذي سينتصر على الرأسماليين الاستغلاليين أمثال علي سلام ونبيل عودة، ويبنى نظام دكتاتورية البروليتاريا الشيوعي في الناصرة هو مسرحية فاشلة. ان حل الاكتظاظ المروري معروف، اسالوا تجار الناصرة في الشارع الرئيسي، الذين يشكون من فقدان زبائنهم، فورا يشيرون الى السبب الرئيسي، طبعا هناك اسباب أخرى لا نتجاهلها وهو تعويد مواطني الناصرة على استعمال المواصلات العامة بدل سياراتهم الخاصة داخل المدينة لكن ممنوع سيطرة فوضى الخطوط والنقل الداخلي.
كما قلت بعنوان مقالي، هذا المقال مسك الختام في مقالاتي الانتخابية، صدقوني اني مشتاق للعودة للكتابة الأدبية، والقصص والفلسفة والفكر اكثر من النصوص الانتخابية، لكني تطوعت الى جانب علي سلام غيرة على مدينتي، وقناعتي ان علي سلام اثبت جدارته وقدراته لفهم احتياجات مدينة الناصرة واهلها، متجاوزا كل الأفكار المسبقة، والجمود العقائدي الذي قتل تطوير الناصرة في مجالات هامة كثيرة على راسها الفن والثقافة. هل من يستطيع ان يشير الى برامج فنية وثقافية جماهيرية انتجها فنانون الناصرة في الأربعين سنة الأخيرة؟
لا تنتظروا جوابي، بعد الانتخابات سأكشف عن تدمير المسرح المحلي في الناصرة التي نفذت وقضت على اهم نشاط مسرحي عربي في اسرائيل. اسالوا جبهة الناصرة التي لم يعد من مركبات الجبهة فيها الا اعضاء الحزب الشيوعي الأكثر انغلاقا وضياعا فكريا وعجزا عن فهم كيف تحدث التحولات الجذرية في مجتمعات القرن الحادي والعشرين.
مسك الختام.. اصواتنا لعلي سلام، اصواتنا لتطوير ناصرتنا. اصواتنا للحفاظ على الناصرة مدينة متآخية متعاضدة تسودها المحبة والتفاهم بين كل مواطنيها، لا فرق بين الذين الذين صوتوا لعلي سلام والذين لم يصوتوا لعلي سلام، بالنهاية هم اخوتنا وسيكتشفون اننا لم نكن نضمر لهم الا المحبة.!!