خاشقجي وثروة السعودية.


فريد العليبي
الحوار المتمدن - العدد: 6024 - 2018 / 10 / 15 - 19:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

يبدو أن هناك اتفاقا بين الاتحاد الأوربي وأمريكا وتركيا على اقتسام الثروة السعودية فما كانت تمنحه لتلك الدول لم يعد كافيا وهذه المرة ينبغي وضع اليد على تلك الثروة كاملة فالبقرة بحسب وصف ترامب آن أوان ذبحها وتقاسم لحمها ,
يوم 14 أكتوبر 2018 خسرت البورصة السعودية ما يساوي أكثر من ضعف ميزانية تونس خلال عام كامل ( 36 مليار دولار ) و أصدرت بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، بيانا ينص على ضرورة الكشف عن ملابسات اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي ومحاسبة المسؤولين عنه وقبل يوم كانت تهديدات ترومب .
في التاريخ هناك أمثلة كثيرة عن المداخل الصغيرة للولوج الى الأماكن الكبيرة ، مكنسة داى الجزائر ، لوكربي وليبيا ، كيميائي صدام والعراق .
هل يتعلق الأمر بتنفيذ مخطط كبير ؟ سايكس بيكو جديد ؟، ربما بدأ كل شئ في تونس ووصل الآن الى السعودية وكنوز الخليج .
الأسئلة المطروحة هنا كثيرة ، سر توتر العلاقة بين كندا والسعودية وصولا الى قطعها قبل مدة ، سر الثقة التي يشعر بها ترامب عند حديثه عن السعودية وملكها وولي عهده ، سر التحاق الاتحاد الأوربي به ، سر اختفاء خاشقجي ودخول تركيا على خط أمريكا /الاتحاد الأوربي ، وفي الأثناء الافراج عن القس وعودة الحرارة الى العلاقات الأمريكية التركية بما يشير الى صفقة ما ؟
و ربما السؤال الأبرز من حيث التداعيات الدولية هو كيف تفكر روسيا والصين ، خاصة أن ما يحدث قريب من بابهما ؟ هل تنتظران هدية ستأتي اليهما على طبق من ذهب أم هما معنيتان أيضا بالمرحلة القادمة من المخطط الجيوسياسي الكبير ؟.
السياسة تخاتل والتاريخ يمكر والفلسفة تحاول التأويل الذي قد يساعد كثيرين على تعديل البوصلة من أجل تغيير ما وكم هي ماسة حاجة العرب الى ذلك الآن الآن وليس غدا .