الإخفاق الذريع 11


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 6009 - 2018 / 9 / 30 - 16:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

أفنان: (ينهض من النوم مرعوبًا) قتلت الله! قتلت الله!
إيرانية: (تنهض من النوم مذهولة) ماذا؟!
أفنان: (يرفع أصابعه مرتعشًا) هذا دمه!
إيرانية: (تُنزل يده مشدوهة) أستغفر الله العظيم!
أفنان: قال لي "زنت ابنتي فانتقم لشرفي" ومد لي سكينًا، نظرت إليكِ وأنت تنامين نوم الملائكة إلى جانبي، وتبتسمين للسكين، وكأنك تقولين للهِ حكمُكَ هو العدل، أنا عارك، عار الإيرانيين، عار العالم. عندما رآني الله مترددًا، قبض على السكين والسكين في قبضتي، وحاول طعنك في قلبك، فطعنته في قلبه، وأَمَتُّه.
إيرانية: (تصرخ) هل فقدت عقلك؟! اطعني أنا ولا تطعن الله!! ملعونة أنا ومعي أنت ملعون!!
أفنان: لم يقف الأمر عند هذا الحد.
إيرانية: رحمتك يا إلهي!
أفنان: قلت لك قتلته.
إيرانية: رحمتك يا إلهي قاتلاً أو مقتولاً!
أفنان: بعد ذلك وجثة الله ممددة بدل جثتك وجثة الله تلفظ الدم دون توقف وكأنه لم يزل حيًا جاء محمد، كان غاضبًا، رفع الله بين ذراعيه، وبكاه. قال لي قتلت الله ولم تقتل زانيتك فاقتلها أو أقتلها، لم أطعه لأن قلبي لم يطعني، فاقترح أن أكوي ثديك الذي أحبه أكثر من أي شيء في الوجود! أكوي ثديي ولا أكويه، قلت مصممًا. سيحرقك الله معها في النار، نار جهنم وبئس المصير، هل هذا ما ترغب فيه؟ سيحرقني الله وهو جثة هامدة تحت قدمك كيف؟ سألته. سيحرقك فاستجب، أمرني، وهو ينتزع من يدي السكين، ويهددني به، كانت تبدو على وجهه أمارات الإجرام، أمارات غير أمارات الأنبياء، فانتزعت بدوري السكين من يده، وقتلته.
إيرانية: (تنهار) يا حبيبي يا رسول الله!
أفنان: كان يريدني أن أكويك، كان يريدني أن أقتلك.
إيرانية: لمادا لم تَكْوِني أيها المجنون؟! لماذا لم تقتلني أيها الملعون؟!
أفنان: ثم جاء عيسى مع موسى، بكيا محمدًا بكاء الأرامل.
إيرانية: والله؟
أفنان: لم يباليا به.
إيرانية: ابنه وكليمه!
أفنان: ابنه لم يبد طرفًا من رحمة على دمه المتفجر، وكليمه همهم كلمات غير مفهومة، وهو يصلي على جثته.
إيرانية: إنها لغة الأرباب والأنبياء.
أفنان: في الأخير بصق موسى عليه وهو يسبه قائلاً "هذا جزاؤك يا ستالين!"
إيرانية: أرأيت؟ لم يكن الله.
أفنان: (يصرخ مرعوبًا من جديد) كان الله! كان الله!
إيرانية: (تهدئه) أنا أحبك!
أفنان: (يهدأ) أنا أفعل كل هذا لأني أعرف أنك تحبينني.
إيرانية: قتلت الله! قتلت محمدًا!
أفنان: وقتلت عيسى وموسى.
إيرانية: (تلطم وتقطع شعرها وتصرخ) يا مجرم! يا مجرم!
أفنان: أراد عيسى أن أقتل الطفل الذي في بطنك.
إيرانية: لكني لست بحامل.
أفنان: قال لي إنه هو وإنك أمه، قال لي إنه ابن زنا، خلصني السكين، وهَمَّ بطعنك، فطعنته، وأسقطته جثة هامدة إلى جانب جثة أبيه، وعند تلك اللحظة توقف الله عن لفظ الدم، اندمل الجرح، وتحول إلى صورة حية كصور الآيفون من المتعذر لمسها.
إيرانية: بسبب الأبالسة دوريات الإرشاد.
أفنان: موسى ثارت ثائرته على مرأى أخويه وهما جثتين هامدتين، انقض عليكِ وقال عنكِ عاهرة وُلِدْتِ وعاهرة ستموتين، ربطك من قدميك، وهو عازم على تعهيرك بالإكراه، عارضته، قلت له أنا دار دعارتها، فلم يقتنع، حملتُ فرجَهُ إلى فمك، وجعلتكِ تمصينه بحضوري، فلم يشأ الإقرار بأني قوادك، أثار غضبي غضبًا يفوق إيما غضب! في تلك اللحظة، كان بإمكاني أن أقتل ترامب وماكرو وميركل بكل سرور، وكان بإمكاني أن أجرم أشنع جريمة في منايكهم السعودي والإماراتي والأردني والباقين، كانت لحظة فذة من اللحظات النادرة المعلقة بين الحياة والموت، لحظة من ألذ لحظات الوجود، شاء موسى حرماني منها ولا حرمانه منها، أراد صعقي بالبرق الذي كتب الرب له به وصاياه، فانقضضت عليه بسكيني، وأرديته قتيلاً.
إيرانية: (بكل برودة) أبو اليهود هذا يستحق القتل!
أفنان: (بكل سخونة) أنتِ التي تستحقين القتل ويا أسفي على كل جرائمي من أجلك.
إيرانية: أنا حبيبتك.
أفنان: موسى أيضًا حبيبي كعيسى كمحمد.
إيرانية: وبعد ذلك؟
أفنان: أنتِ لن تصدقي.
إيرانية: عجل، قل، شوقتني.
أفنان: جاء الخميني.
إيرانية: (تصرخ مرتعبة) لا تقل لي إنك قتلته كالله، كغيره من الأنبياء؟ الله وقلنا طيب، محمد وقلنا معلش، عيسى وموسى شرحه، لكن الخميني...
أفنان: اطمأني لم أقتله فلا يلحقك أقل أذى.
إيرانية: (تقبله) أنت ذكي بالفعل يا دكتاتوري (تدفع يده بين فخذيها) تعال.
أفنان: شكرني الخميني على ما فعلت.
إيرانية: أنت ذكي يا دكتاتوري، لكن آية الله أذكى منك.
أفنان: شربنا كأس شاي، وسألني إذا كنتِ مختونة. قلت لا. أطلق نفسًا مرتاحًا وقال لي، بعد أن مات الله بالفعل لا كما قال نيتشه، أنت أنقذت الشيعة أبناء فارس من عذاب الدنيا، فعذابهم في فروج نسائهم وعذاب نسائهم في لحانا، لهذا أطلقنا نحن معشر الملالي لحانا، ورفعنا صورنا في الساحات وفي النواصي وفي الفيسبوك. تناول من يدي السكين، وبأصابع تتقن الدقة إتقان أصابع تكنولوجي لها راح يقطع لحيته ويبسمل...
إيرانية: (باهتمام كبير) هاه! وبعد ذلك؟
أفنان: بعد ذلك، فتحت عينيّ.