الإخفاق الذريع 6


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 6003 - 2018 / 9 / 24 - 21:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

أفنان: أحر التعازي وأصدق المواساة سيدي المرشد.
خامنئي: سلمت دكتور عيني، وليحفظك الله.
أفنان: أنا مع إيران ظالمة أو مظلومة.
خامنئي: إيران ظالمة ربما، مظلومة أكيد.
أفنان: تقول إيران ظالمة ربما لصدقك، فلا أحد ينجو من الظلم في دنيا المظلوم، ولحياديتك أمام كليهما المظلوم والظالم.
خامنئي: علمني العدل معناه ليكون من الظلم كيلا يكون.
أفنان: في الأهواز إيران ظالمة أم مظلومة؟
خامنئي: ظالمة ومظلومة.
أفنان: ظالمة ومظلومة كيف سيدي المرشد؟
خامنئي: ظالمة لوقوع الحادث فيها ومظلومة لوقوع الحادث فيها.
أفنان: أنت تبكي شعبك وتبكي على شعبك.
خامنئي: كان على الحادث ألا يحدث وعندما حدث ظلمت وأنا المظلوم.
أفنان: من هم وراء الحادث هم الذين ظلموا.
خامنئي: وماذا لو كنت أنا كما جاء في احتمالاتك الثلاثة.
أفنان: احتمالاتي تبقى تحت باب الاحتمالات.
خامنئي: مهنة السلطة مهنتي تنظر إلى كل الاحتمالات حتى التي هي أكثرها بعدًا عن الواقع، لأن هذه تفتح عيني على ما ليس متوقعًا، وغالبًا ما يُلدغ المؤمن من الجحر من حيث لا يتوقع.
أفنان: ليس من أخلاق الحسين أن يقتل الشيعي أخاه في الإنسانية.
خامنئي: الأهوازيون السنة أخوتنا في الإنسانية وفي الإيرانية، والسؤال المحير هل يظل هذا معيارًا عند اعتبار المصلحة العامة؟ أنت تقول السياسة هي قحبة دكتور، وأنا أقول القحبة هي سياسة.
أفنان: هناك الظروف وهناك النتائج وما يهمني النتائج التي أتت بها الظروف، نتائج الاحتمال الثاني كالثالث واحدة ونتائج الاحتمال الأول، أن تكون السعودية وراء الحادث أو أن تكون الضرورة وراء الحادث، أنا لا يهمني كيف توحيد الإيرانيين ولكن لماذا توحيدهم وبأي ثمن، ولا يهمني كيف تهديد السعوديين ولكن لماذا تهديدهم وبأي ثمن.
خامنئي: كلامك هو الحكمة بعينها دكتور.
أفنان: الاحتمالات الثلاثة حطمت أسطورتين أسطورة الحرس الثوري الذي لا يقهر وأسطورة ولاية الفقيه التي لا يشك أحد في أمرها، فما فائدة التوحيد والتهديد إذن والسلطة بشموخها المزدوج هذا تنهار؟ هذا الثمن باهظ، وباهظ أكثر أن يكون التوحيد مؤقتًا كالتهديد، طالما أن علاقات المرشدية الداخلية تتفاقم كعلاقاتها الخارجية.
خامنئي: أعطني كأس ماء من فضلك دكتور أفنان.
(أفنان يعطيه)
(خامنئي يفرغ الكأس)
أفنان: هنيئًا أخ علي.
خامنئي: الله يهنيك.
أفنان: التوحيد كالتهديد هل هذا أو ذاك سيزيل مشاكل إيران التي لا تعد ولا تحصى؟ كلاهما قرص مسكن فقط لا غير.
خامنئي: أعرف (يسعل فيسارع أفنان بملء كأسه التي يأخذ منها جرعة ويتنحنح).
أفنان: أنا ربما كنت الوحيد في العالم الذي يشاركك أعباء الإيرانيين التي تحملها على كتفيك بصدق وإخلاص، لكنك يا سيدي المرشد محاط بشلل، لا بشلة ولا بشلتين ولا بثلاثة، أنت محاط بشلل من الانتهازيين والمنافقين الذين يوهمونك فيسوسونك.
خامنئي: أنا في ورطات كبيرة ورطات كثيرة يا أفنان (أول مرة ينادي الدكتور باسمه بدون دكتور) ورطاتي أمريكية وروسية وأوروبية، قبل أن تكون عراقية وسورية ويمنية، قبل أن تكون إيرانية وإيرانية وإيرانية، قبل أن تكون اقتصادية واجتماعية وسياسية، ورطاتي كبيرة، كبيرة، كبيرة، ورطاتي كثيرة، كثيرة، كثيرة... (يأخذ جرعة ماء)
أفنان: أنت ستظل رجل دولة، رجل الدولة، أنت قدها وقدود.
خامنئي: ليس من السهل ما تقول، منذ قليل تكلمت عن الظروف والنتائج، وقلت أنت ما يهمك النتائج، أنا ما يهمني الظروف.
أفنان: ظروفك من أصعب الظروف أخ علي، أنا أعرف، لكنك لن تترك الظروف تسيرك على هواها، اتركني أتحكم بالنتائج، أتركك تتحكم بالظروف.
خامنئي: ليس الأمر سهلاً كما تتصور.
أفنان: أمرك وأمر إيران أمر واحد، ومن أصعب ما يكون، وأنت تعرف أنني سأكون دائمًا أقرب إليك من ظلك إليك.
خامنئي: في دوامة العالم ظلي أبعد ما يكون مني.
أفنان: في الدوامة السياسية للعالم لا الدوامة الإنسانية.
خامنئي: وهل من فرق وواشنطن هي مركز العالم؟
أفنان: واشنطن مركز العالم السياسي لا العالم الإنساني.
خامنئي: وهل من فرق وطهران هي واشنطن الشرق الأوسط؟
أفنان: طهران واشنطن الشرق الأوسط السياسي وواشنطن الشرق الأوسط الإنساني، أنا لا أقول السياسي لا الإنساني، أنا أقول السياسي والإنساني.
خامنئي: (يكرع كأس الماء ويبقى صامتًا حائرًا)