دمشاو وغيرها ..


حمدى عبد العزيز
الحوار المتمدن - العدد: 5985 - 2018 / 9 / 5 - 16:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

تابعت أحداث دمشاو ، والأحداث المتفرقة المتشابهة التي حدثت في المنيا وهنا وهناك ، والتي تتلخص في إعتداء موتوري الفكر السلفي علي حق الإخوة الأقباط في ممارسة معتقداتهم وشعائرهم الدينية ..

وأري أن فكر الإستعلاء الديني ، الذي يبرر لبعض الجهلة والمغيبين عن القيم الإنسانية النبيلة من هؤلاء الموتورين وأشباههم ذلك المنحي العنصري والطائفي البغيض من اعتناق ثقافة احتقار ونفي كل من لايؤمن بمايؤمنون به ، ويعطون أنفسهم الحق في إلحاق الضرر ، واستباحة النهب والسلب والقتل لكل من لايحمل معتقدهم ،وهذا ماعززه السلفيون والأزهر والإخوان والغالبية الساحقة من خطباء الجمعة ، وكل الذين يعيشون علي وهمهم العظيم أنهم الطائفة المنصورة ، وعليه فإن ديارهم ديار سلام وديار ماعادهم ديار حرب في معاداة حقيقية لقيم الإنسانية التي كانت هي المقاصد العليا لجميع الأديان ..

بل فلنصارح أنفسنا بشكل أكثر حزماً ، وجدية ..
فالإستعلاء الديني لم ينهض فقط علي أكتاف العمائم ..
بل ساهمت طريقة صياغة البرامج الدينية وكذلك الدراما الدينية والتاريخية في الإذاعة والتليفزيون المصري ومختلف الفضائيات ، وكذلك الصفحات الدينية للإصدارات الورقية سواء التابعة للدولة أوالمستقلة في تكريس عقيدة الطائفة المنصورة التي هي جوهر الإستعلاء الديني ..

بل وفي المناهج الدراسية لم نتعلم نحن ولم تتعلم الأجيال التالية سوي أن التاريخ الإسلامي هو عبارة سياق وحيد تنتصر فيه الطائفة المنصورة التي هي علي حق دائمًا أو ينبغي أن تكون كذلك وأن تكون المنصورة دائمًا ..
ولذلك كانت الإجتياحات العثمانية (علي سبيل المثال لا الحصر) هي (فتوحات ينتصر فيها الإسلام) وليست إحتلالاً لأراضي دول وشعوب ، وعليه فإن الجرائم الوحشية والمجازر المروعة والأهوال التي أرتكبها العثمانيون سواء ضد الشعوب الأوربية أو شعوب الشرق العربي وشمال أفريقيا ،تدرس باعتبارها بسالة وشجاعة وإقتدار وبراعة حربية ، ونصرة للإسلام والمسلمين ، وهذا مجرد نموذج من النماذج الفجة لمناهج تعليمية ساهمت في ترسيخ الإستعلاء الديني والنزعة الطائفية لدي أجيال من المصريين ..

ذلك الإستعلاء الديني الذي ينتشر للأسف كثقافة شعبوية في أعماق الأقاليم والأطراف البدوية والتجمعات العشوائية والشعبية في أحشاء المدن وعلي أطراف الريف كبديل أريد له منذ عقود أن يكون طارداً للثقافة الوطنية المصرية .. هو أحد أهم العوامل التي تدفع إلي كافة الأحداث الطائفية ، ومنها حوادث الإعتداءات علي حق المواطنين الأقباط من المسيحيين في ممارسة شعائرهم الدينية ..

#فلنقف_جميعاً_ضد_ثقافة_الإستعلاء_الديني_السلفية_ونكشف_وجهها_الطائفي_القبيح