الفلسفة والفلاحة


فريد العليبي
الحوار المتمدن - العدد: 5984 - 2018 / 9 / 4 - 12:05
المحور: كتابات ساخرة     


ليس نكتة ما ورد في الخبر أن أبا يعرب المرزوقي ـ الفيلسوف المتيم بابن تيمية مرجع التكفير في كل الأزمنة الاسلامية اللاحقة له ـ يرى في المساواة بين الجنسين في الميراث قضاء على الفلاحة ، نعم القضاء على الفلاحة .
فقد تكلم الرجل في ندوة " علمية " نظمها مركز التميمي للبحث " العلمي " اليوم 1 سبتمبر 2018 فتفتقت قريحته على هذا الاكتشاف الرهيب ، والحجة أن أصهار صاحب الأرض لن يهتموا بتطوير الحقول التي ورثتها البنت فيحل بها اليباب والخراب ، وأن الزيجات الداخلية ( بين الأقارب ) هي الأفضل لمحافظتها على الثروة ....انه الاقتصاد السياسي على الطريقة اليعربية المرزوقية حيث تهب الفلسفة لنجدة الفلاحة المهددة بحقوق النساء في الملكية المتساوية مع الرجال !!!
يعرف أبويعرب المرزوقي أن الفلاحة مزدهرة في بر الفرنجة الكفرة الذين يأخذون منذ زمن طويل بالمساواة بين النساء والرجال في الميراث ولكنه يريد الدعاية لشخصه بالاتيان بغريب الكلام .
ونحن نفهم أنه فاقد للصواب منذ وقت طويل وأن ما يقوم به هو شطحات ، ولكننا لا نفهم سر عمل مؤسسة التميمي التي تستضيف المرزوقي ولا تستضيف من يشرح على الأقل سر شطحاته ، أليس من العلم الاستماع الى الرأى وضده ؟؟
قبل مدة قال المغربي محمد سبيلا أن الفلسفة في تونس نشأت عامة في حضن الدولة وقد رأى وقتها البعض في ذلك اجحافا ولكننا عندما نرى احدى منتجاتها التي تربت في حضن محمد المزالي ووصفته بالوزير الفيلسوف واقترحت على بن على عهدة خامسة وأصبحت قطعة شطرنج في ملعب الاسلام السياسي زمن الترويكا ندرك عمق نظر المفكر المغربي ...