الفيلسوف - فتح الله غولن‎ .‎


فريد العليبي
الحوار المتمدن - العدد: 5982 - 2018 / 9 / 2 - 13:39
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي     

يقول الخبر الذي نقلته جريدة زمان التركية في نسختها العربية الصادرة يوم 21 أوت ‏‏2018 أن باحثة مصرية ناقشت رسالة دكتوراة عن "الفيلسوف التركي " فتح الله غولن، ‏بالبحث في آرائه الفلسفية والصوفية وتمت المناقشة في كلية الدراسات الإسلامية ‏والعربية للبنات فرع جامعة الأزهر بالمنصورة، جمهورية مصر العربية يوم الخميس ‏‏16 أوت 2018‏‎ .‎
الباحثة اسمها نوسه السيد محمود السعيد، وتعمل مساعدة بكلية الدراسات الإسلامية ‏والعربية للبنات بالمنصورة، وعنوان البحث “فتح الله غوولن وآراؤه الكلامية ‏والفلسفية‎”.‎
وتقول الجريدة أن من بين ما تناولته تركيز غولن على أسماء الله الحسنى وفاعليتها في ‏الكون والإيمان والإسلام وربطهما بالعمل ، وأنه في نهاية المناقشة منحت اللحنة الباحثة ‏نوسة السيد محمود السعيد درجة الدكتوراه في العقيدة والفلسفة بمرتبة الشرف الأولى‎.‎
وورد الخبر مرفقا بصورة فيها رجلان " سافران " وثلاث نساء ، واحدة محجبة واثنتان ‏منقبتان ، فيما يبدو أنها اللجنة العلمية ، ووراء الجميع لافتة تشير الى المناسبة التي تبدو ‏فيها الفلسفة في حالة الغريب الذي في غربته غريب ، فأية علاقة بين الفلسفة وفتح الله ‏غولن وهو رجل الدين الصوفي وإمام الجامع والداعية والسياسي التركي صاحب حركة ‏‏" الخدمة " ذات النفوذ المالي الكبير التي تمتلك إذاعات وقنوات تلفزيون وشبكة من ‏المدارس والمعاهد والمراكز الدعوية والجمعيات الخيرية والمتاجر والعقارات المنتشرة ‏في تركيا وخارجها بما في ذلك بعض الأقطار العربية التي لا أعلم ما إن كانت مصر ‏من بينها ؟ والتي كثيرا ما تعلن عن تمويل أنشطة ثقافية وبحثية عن أفكار مؤسسها‎ .‎
قبل عام تقريبا ثارت ضجة في تونس الخضراء حول رسالة دكتوراه جرى اعدادها في ‏كلية علمية عن فساد نظرية دوران الأرض ومن ثمة تأكيد ثباتها ، وتطلب الأمر يقظة ‏المؤسسة الأكاديمية لكي تدفن تلك الأطروحة ، واليوم يأتينا الخبر من أرض الكنانة عن ‏فلسفة رجل دين يعتقد أنه يكفي أن نردد : يا رحمان يا رحيم يا جبار يا عليم الخ ...لكى ‏تتغير ظواهر الكون الفزيائية لتتناسب مع ما نتمناه !! في استعادة لشطحات صوفية يربو ‏عمرها عن الألف عام . وإذا كنا لا نرى ضررا في ذلك ، طالما وقف عند حدود مجالس ‏الذكر الصوفي فإننا نستغرب تحويل باحثة في الفلسفة له من مقام الذوق والتخيل ‏والكشف والوجد الى مقام العقل والروية‎ .‎