الحفاة بين النظريات الشيوعية والبرجوازية


قاسم محمد حنون
الحوار المتمدن - العدد: 5961 - 2018 / 8 / 12 - 15:52
المحور: كتابات ساخرة     

مشاهدات من الواقع وشيء من قراءة التاريخ .
تقول روزا لوكسمبرغ مامعناه وهي تستهله من لاسال ان على العمال بجميع صنوفهم في مواقعهم الانتاجية ذات الاجر الرث وليس العمال الارستقراطيين وذوات الاجور العالية. اذ لم يتسلحوا بالعلم والنظرية. ستبقى الانتهازية ومجاميع المثقفيين يتحكموا بعقولهم وتاريخهم ويراوحوا بين المعمل الاستغلالي والمعمل الثوري والنقابي والمنظمات الاخرى التي تدعي تكثيلهم او تنوب عتهم. وبذلك ان التاريخ الانتهازي باقي والتظليل باقي. لعدم التمثيل. اين تكمن اسباب عدم التمثيل بالرغم ان المثقفيين الشيوعيين والمعلميين والقيادات او التي تتخيل انها قيادات. وذلك بسبب التسلح لكتمل اليد الفولاذية للعمال بالواقع وليس بين الجمل والمقالات والبحوث والقرائات. ان تشكيل العمال لاحزابهم ونقاباتهم انفسهم بانفسهم هي مهمه نظالية معقده. وبسبب وضعهم بالحياة ولؤسها وانشغالهم بالعمل والعيش وبيع قوة عملهم ولوعي مسبق. هو الذي يجعل من المعلميين والفلاسفه النظريين ان يتسيدوا اوجاعهم تحت راية تمثيلهم ومن ثم السيطرة عليهم وتاجيل سلطتهم . التي تنهي استغلالهمو ان السيطرة على الاحزاب والنقايات من خلال المثقفيين الشيوعيين وغيرهم هو يكمن بسبب عدم تصدي الحفاة والعمال وممارسة النقد للفوقيين المنفصليين عن الانتاج وحياة العمال ولكنهم يرددون تمثيلهم ويكتبوا اجمل الكلمات ويسطروا النظريات. ومن هنا يذهب بعض "العمال للقاده ولا ياتي القاده للعمال." وتتشكل قوى فوقية وعنوايين ثورية لاصلة لها بالبؤس والحرمان السائد. في العراق وحسب تجربتي ومشاهدتي. رايت احزابا شيوعية عمالية وثورية. تتناطح القادة مع بعضها وتقصي بعضها وتهمش بعضها بعيدا عن العمال والحفاة. يتحدثون عن لينين وماركس والمجالس ويسافروا ويحضروا مؤتمرات وتتورم اعينهم . تارة من اجل الحسابات والفنادق والمسؤليات التي اوكلتها لهم المؤسسات البرجوازية بعناوين يسارية ربما او قريبه او يجب ان تكون يسارية حسب حاجة القادة والقائد لاموالهم. فكلما كان الدعم من العيار الماركسي والمساواتي الثقيل كلما كانت تلك المنظمات يسارية وانسانوية. وكلما كان الدعم او التنافس شديد كانت برجوازية ويمينية حتى بات هؤلاء العصبيون والفرادى يردون على بعضهم بعض وهو يحملون نفس العناويين ويطلقون نفس الكلمات ضد بعضهم بعض بكيل من الاتهمات والتصفية والمجاملات. باللحضة التي يشن الحفاة ضربات عنيفه للبرجوازية. ينهمك الشيوعيين بمن هو الاصلح لقيادة الحفاة والعمال وكانهم بحاجه ابوية ورموز حتمية وضعتهم الصدفه والاقدار المادية على رؤس الجماهير. ان التاريخ يعيد نفسه كملهاة. عندما يعترض عاطل او حفاتي وينتقد القادة. يقولون له بسبب غياب الجماهير وعدم تدخلك. باتت البيروقراطية القليلة تتصارع مع نفسها. صراع برجوازيات بيروقراطية من خلال الكلمات المادية التاريخية وليس المادي الواقعي الذي يسلخ العمال والحفاة وعموم المحروميين. بدلوا هؤلاء الحالميين الكسالى لتغيير وقلب العالم. بتغيير وقلب الكلمات والعبث بها ضد بعضهم بعضا خارج وجع الحس الطبقي المنعكس من الحياة نفسها. انها نظريات من الكتب وتكتيكات من الكتب والاجتماعات وليس من الواقع. لااحد يملك او يحاول ان يؤسس مجلس واقعي. لكنهم جميعا يعون لذلك ويكون المجلس بامرتهم. وفي خضم هذا الوضع والصدفة اللعينة؟ التي هي صدفة برجوازية بالطبع. ... هنالك من ياتي ببعض المناظليين والمجالس الثقافية العمالية الحفاتية. ليضعهم باطار بيروقراطي وقاده يحملون تيجانهم جالسون بانتظار المناظليين واعطائهم التعليمات الثورية اللازمه. اذ لاثورة بدون نظرية ثورية. لقد نصبوا انفسهم كعلماء على العمال والمدبوغه جلودهم. المشكله السايكلوجية النظالية برايي انهم لايريدون بسبب الاصرار والترصد ان يعترفوا بذلك. بل مازالوا يفتتحون دكاكيين شيوعية وبدائل شيوعية. ويصرخوا وجدناها وعليكم الالتحاق والتاريخ كان اكس وخطأ والمناضليين ضحايا اوهام غير ماركسية بل برجوازية. ويطلب من الموتى والمعذبيين. ان ينهضوا في الاخرة الشيوعية الارثوذكسية وان يندموا. لان نظالهم كان ديمقراطي وطني شعبوي برجوازي. كل شيء خارج سبينوزيتهم وقالبهم هو خطأ محض. وخروج عن المسطرة والايمان.ان التراتبية والاسماء والعانوين والليدرلية والسكرتارية والادعاء بالديمقراطية والمجالسية المباشره. ليس لها فعليا من وجود بين تلك الاراداة التي تغط بالثلج والخدر والفردانية. انهم بحاجه الى صدمه عمالية حفاتية شبابية. كي ينهضوا من العقل الجمعي الذي خلق لهم بسبب غياب النقد الشرس والمباشر. ان الطبقه العاملة لذاتها واشتراكيتها هي ليست اشتراكية حزب ما ومنظمة ما. بل يجمعها العوز والاجرة القليلة وهي تجد طريق نظريتها من خلال الوجع والممارسة التاريخية اعامه التي لاتنهي. وليس من الكتب والنصائح وفتح اشرطة حمراء للتباهي بالشهداء والضحايا. المساواة بالاجر والعدالة هي تنبع من الواقع الطبقي المعاش اليومي. ونتعرف عليها من الوجوه المحفرة ذات الذاكرة المستغله. ومن قصص الشعبية بالمقاهي والمجالي العملية والجنود والاسر. وليس من خلال حوار المثقفيين والكتاب والكلمات. تنبع المادية التاريخية النسبية والمطلقة والمتغيرة وفقا لتناقاضاة المادي والوعي والصراع الطبقي من الصراع والعمل والتفاوت والظطهاد. وليس من جمل تتطابق مع هذا الواقع. والسؤال هو؟ لما الاحزاب التي تدعي وتحاول بصدق ان تصل الى الجماهير والعمال وتوحدها طبقيا. هي احزب ومجاميع محفلية اجتمعت لغير اهداف. لكنها تتلفظ وتتعقب مصالح العمال. والواقع من وجهة نظر العمال والحفاة والعمال الهشيين والمعطليين ورباة البيوت. لايشعرون بهم. لانهم خارج عملهم ووجعهم.مهما كانو صادقيين ويقسمون باغلظ الكتب الماركسية والنظرية. يقول ليين انني اعطي كل الصلاحيات والامكانيات لاناس لم يسموا انفسهم اعضاء بهذا الحزب. يدعون الديمقرطية المباشرة. وهم كل تاريخ احزابهم ومنظماتهم تعيين ومحفل ورئاسي. ويرشحون بالاجماع. بسبب انهم الجمع الوحيد المتوفر. خارج الواقع والعمال. بمكاتبهم تتم الانتخابات التي لم تتكرر اصلا. فلم يتبقى سوى افراد يقودون بعضهم ويحملون عناوين جنرالات سياسية لايدركها الى الله والعلماء. اسماء وعناويين. البرجوزاية والنتهازية المباشرة واضحه وهي تحقق مصالح الامبريالية والراسمالية الدينية. وهي جزء من السلطهو والنظام السياسي. وتدعوا المدنية والمؤسسات والتصنيع الوطني. وتعترف انها برجوازية صغيرة ببرنامجها ووفعلها. لكن البيروقراطيات الفوقية المنعزله عن كل التيارات والتي تدعي لونها وتيارها الخاص المبهم. هي من تعبث وتقف وتفرق الحفاة والشباب كما حصل بانشقاقات الشيوعية العمالية. وصراعاتها الفردية الشخصية باطار النظرية والتكتيك والاستراتيجية. وسينموا هذا التضخيم والتعملق ليكون مدمرا ومعبرا عن الفوقية وصراع الفلاسفه حول الالهه. الذي لايعرف مفتاحه الى هم خارج الكادحيين والكوادر التي تحاول ان تكون هكذا.ولكنها قبل ان تشترك بالحوار حتى. تجد بيان شيوعيا جديدا يدعوها للحاق به. فكل البيانت القديمة شاخت وبقى بيان لايمسه الى الشيوعيون المطهرون والمتسلحون بالنظرية. ان العمال هم المتضررون بجلدهم ومخيلتهم واعترابهم. وهم المعنيون حسيا ومعرفيا بانتشال انفسهم. وهم ليس بحاجه الى صراع فوقي يعبر عن معاناتهم التنظيمية التي هي اداة للوحده والضغط والتلاحم والخلاص النهائي من واقع استغلالي وتهافت ومر وموجع ويومي. ان الصراع البارد هو حرب بارده بين القاده البارديين المستقريين. خارج حرارة الاظطهاد الفعلي لحياة الحفاة. لذلك الحفاة داخل تلك التنظيمات غير معنيين بهذا الصرا. لانه لايمثلهم. وهو ملهاة بسبب العزلة للقيادة المتوهمه بالقيادة. ومازال قسم من الحفاة يبحث عن رمز وينخرط مع قسم من تلك القيادات كمثقف يحاول ان يجد نفسه باوساطهم ليعوض نقص قهري بيروقراطي ستاليني ليتسيد على العمال فوقيا وهي فرصه وفرها له هذا التاريخ الفوقي المتعملق لدى تلك الحركات الذاتية الانوية التي تنطلق من ذاتها ومخيلتها وليس من حاجة الكادر والطبقة. لذلك بدلا من التنازلات والتفاهم والوحده وزج بالعمال والحفاة داخل الاوساط القيادية كما فعل لينين بمشروعه الحزبوي المهيمن باطار التحرر. زجوا بمناصريين ومحفليين وعبادة اشخاص ونظرية واتباع كما يفعل البرجوازيين الحقيقيين .وهكذا باتت تتشابه الاحزاب البرجوازية المباشرة والشيوعية باسم الديمقراطية بالمراتبية. الفرق ان البرجوازية تعترف ببيروقراطيتها واهميتها الادارية. وعدم الاعتراف من قبل الشيوعيين بذلك. اذ بالجوهر هي فوقية وبيروقراطية حسب انظمتها الداخلية اللينينية وظاهرها الديمقراطي الانسانوي. ؟ كيف سيتم تحقيق الكومونات والمجالس كادعاء بدون ان يكون الداعيين هم مرتبطيين بتلك المجالس. ام انهم من حيث يشعرون او لايشعرون وتلك اشك بها. انهم بربدون الهيمنة من خلال هذا الطرح كما يهيمنون على دكاكينهم التي صنعت من القائد الفلاني رفيق الفلاني. وسيبقى الرفيق الاعلى معلقا وحده ويذيل اسمه تحت البيان او النظرية والموقف. اغلب الشيوعيين العماليين يتاهوا بانهم المؤسسين. وكازالوا هم القاده رغم الانشقاقات الكثيرة الفوقية. وملاحضتي هي هل انهم لايناظلون الى كونهم قاده. وعندما تتعرض هوياتهم القيادية الى الهجمه من قبل قيادات اخرى. ينبرون ويستخدمون بعض الكوادر لمناصرتهم. ان غياب الكادر الفعلي وليس الانتهازي الذي صنع من قبل قادة انتهازيين لتحقيق مشاريعهم عبر اعلام متضخم وضرف فوضوي. وغياب المؤتمرات من الشباب الفاعل والنقدي والمجالسي. هو الذي ابقى هذا الصراع من اجل القيادة باسم الطبقه والمحروميين. ان العراقيين لديهم حس طبقي بفعل عوامل الحرب والاستغلال والتجربه. ومن هذا النقد ستتحقق الكومونات والجمعيات من منطلق السلوكيات التي ستنعكس من خلال نظام داخلي مرن ينطلق فعليا من تحت ويوفر للجميع الرري والكتابه والنقد كنا نطالب البرجوازية بتحقيقه. ينحقق من داخلنا هذا ابضا. كي لانسمح بالتمادي والاعلان عن قاده واحزاب وافراد باسم الطبقه يحكون من الان ويكتبون دون ان نكون لهم بالمرصاد النقدي والفضح النقدي. والاستفاده من التاريخ ولتجارب. ان بالتاريخ ماركس البطل ماركس الحلم ماركس الضحية. فعن اي ماركس نبحث وكيف نحقق حلم الفقراء بان العالم ملكهم ويستطيون ذلك. من خلال التسلح بالاشتراكية العلمية. وليس من خلال البيروقراطيات التي ننفخ بها منذ ولوجها. لقد تعرض ماركس من خلال اشخاص الى الاغتيال عبر اغتيال روزا وتروتسكي وبلعيد وسجن كرامشي وثم موته تعذيبا. وكثير من الماركسيين العرب تم اغتيالهم وذبحهم. ولقد مورس باسمه القتل والذبح الستاليني. وايضا مورست الهيمنه باسمه والحزب الواجد وعدم الحريات السياسية. وماديته التاريخية لانهاية لها او حتمية. والنظرية برمتها معرضه للتغيير وهذا اضافه له وليس تجاوزه كما حاول الكثير من المنظريين والحركات باسمه وتحت جمل منمقه ومكشوفه. يقول ليني اذا كن ثمة حزبان شيوعيان فاحدهما نتهازي. فكيف بالدكاكيين الان والانتهازيين الان. منهم من لم يشعر بذلك ومنهم من يعتبر الاخريين انتهازيين. ومنهم من يقول ان لاانتهازية او تخوين بل هي حركات وخطوط وتباينات. لذلك باتت الطبقه العامله ووالمثقف الماركسي العامل والمعطل. هو من سيكتشف التنظيم الملائم عبر تلك الاشكال التي تلاشت من الواقع ولم تعد رقم بسبب لاابالاتها برفاق الامس من الحفاة والعمال. فكيف ستبالي بالعمال والحفاة بالتنظيم او السلطه. بسبب موقف او راي او رفض لقائد ربما كان رب عمله او يرتزق منه او حميم له. بالنتيجه لايوجد نبي او زعيم خالي من الاحقاد. فالنقد للاخر بلا قيد او شرط هو الكفيل ربما بعدم التبقرك وايهام الكوادر ومن ثم المجتمع المستغل. ومن لم يصمد امام النقد وينهزم خاصة هو صاحب قرار وموقع. لم بصمد عندما يكون بمكان شيوعي اخر او بديل اجتره من راسه ومن محفله وتبعيته وتعاطفهم. سيبقى هذا الجمع محكوما بصوفيته ومجاملاته. ويكون فرقه تجتمع حول الوليمه وتغني للمستقبل وتتامل منقذها الحتمي وتبرر لك من خلال نقدها فقط وكتابة قادتها المبشرين بالنظرية والتي سمح لها الرفاه البرجوزاي ان يكرر كلمات دوعمائية من البيان او راس المال. دون ان يعاني من واقعها ويتخيلها. بل يستقي النظرية من النظرية ومن التاريخ بالكتب ويكون الواقع غير معني. لانه لايحتمل. انهم اشبه بمنظمات المجتمع المدني. يرفعون قناني ماء للنازحيين والمهجريين والسبايا ويرفعون لافتات الطريق من هنا. والثورة من هنا دون ان يتلطخوا بالاحراش الجيفارية والتهوين والمطارده والمواجهه. وكانهم يملكون جيشا يقوم بتلك المهمات الصغيرة. وعملهم يقتضي التنوير لان الله قدر لهم ذكاء بسبب اكل السمك الذي حرم منه الفقراء. فتحتم بالضرورة ان يكونو منظريين ....