حينما تأكل الدابة دين الرجل المؤمن.


عباس علي العلي
الحوار المتمدن - العدد: 5960 - 2018 / 8 / 11 - 00:29
المحور: الادب والفن     

حينما تأكل الدابة دين الرجل المؤمن.

دعي الشيخ كنون إلى قرية لألقاء مجموعة من الخطب والمحاضرات الدينية على أبناءها، وصادف أن هذه القرية قريبة من مدينة فيها عالم ديني كبير يسعى له طلاب الشرع ليتعلموا منه، ففكر الشيخ أن يستفيد من الفرصة من جهتين فهو سيحصل على مال يعينه على فقره وأيضا سيكون قريبا من العالم الفلاني الذي سيزيد في مخزونه الثقافي والفكري، وبذلك فأنه سيصطاد عدة عصافير بحجر واحد، فطلب من زوجته أن تهيأ له زاد الطريق والماء الذي يكفيه مسافة الرحلة لنهار واحد وما لديه من ثياب، وأمرها أن تضع في الخرج الثاني للدابه كتبه وما أستنسخه من كشكول فيه بعض الأفكار وملخصات سيلقيها في مهمته، المصيبة أن الشيخ كنون غير عليم بالطرق ومن بخله لم يستعين بدليل وركب دابته وأتجه حيث كان يعتقد أن طريقه هو هذا، أنتصف النهار وكان الجو تموزي شديد الحرارة ولم يبالي بأخذ الأحتياطات اللازمة لمعرفة الطريق، ومضى النهار دون أن يصل لمكان مسكون أو يلتقي بأحد ليدله على الطريق، إنها منطقة قصية ليس فيها (أن ولا ودان) وكلكل الليل عليه وحيدا ولم يبقى بجعبته لا ماء ولا زاد، فقرر النزول في مكان تحت ظل شجرة برية وحيده لعله يهتدي إلى حل، كانت الدابة في غاية الإنهاك والعطش والجوع أيضا، صلى ودعا ربه أن يجد له حلا ونام بعد أن أنزل الخرج من على الدابة ...ما هي إلا فترة وجيزة وسمع صوتا غريبا... فتح عيناه وجد الدابة تأكل بكتبه ولم تبقي منها شيئا فثارت ثائرته وأنهار عليها بالضرب بكل ما وقعت عليه يده من حجرة أو أي شيء يوجع وهو يصرخ (لعنك الله كيف تأكلين الدين).