اللائحة العملية للحزب اللشيوعي العمالي اليساري العراقي لخلاص المجتمع العراقي


الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
الحوار المتمدن - العدد: 5958 - 2018 / 8 / 9 - 06:05
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية     

اللائحة العملية للحزب لخلاص المجتمع العراقي
منذ بداية شهر تموز بدأت انتفاضة جماهيرية ثورية انطلقت شرارتها الأولى من مدينة البصرة وانتشرت بسرعة الى اكثر المدن العراقية. وبدأت هذه الحركة الثورية بالتصاعد والتطور يوما بعد يوم. فقد شرعت بمطالب اساسية كالماء الصالح للشرب وتوفيرالكهرباء وفرص العمل للملايين من العاطلين. الا ان هذه المطالب سرعان ما ارتقت الى ثورة تهدف الى اسقاط الحكومة الاسلامية الطائفية القومية العشائرية. اكثر المجتمع العراقي يريد الان مجتمع مودرن، متمدن، وانساني لا يتدخل فيه الدين ولا يميز فيه الانسان على اساس الدين او الطائفة او القومية او العشيرة. جماهير العراق تريد الغاء اي تمييز جنسي ولامساواة تلحق بالمرأة ويطالبون بالمساواة الكاملة للمرأة بالرجل. ان النظام الوحيد الذي يستطيع ان يجلب الرفاه والحرية والمساواة للجميع وبشكل متساوي هو ذلك النظام الذي يشكل الانسان وقيم الانسانية والقيم العالمية قلبه ومركزه ومحور سياساته وقوانينه؛ النظام الذي يلبي حاجات البشر وليس النظام القائم على الاستغلال وتراكم الثروات بايدي الاقلية ولا النظام المستند لقيم الاسلام والدين والطوائف والقوميات او الوطنيات والمقدسات الوهمية والتعصبات الدينية الطائفية العشائرية.
ان تأسيس هذا النظام المتمدن والانساني والحر رهنُ بتحقيق التالي:
اولا: ازاحة واسقاط حكومة الميليشيات الاسلامية الطائفية القومية العشائرية بكل اجهزتها ومؤسساتها وميليشياتها وحرسها والتها القمعية. يجب تحطيم ألة الدولة الحالية كلياً.
ثانيا: ان الدولة الذي تنبثق نتيجة الثورة يجب ان تتقدم بخطوات واسعة وثابتة من اجل تحقيق الشعارات التي تطرحها الجماهير ومطالبها وتشكل تجسيدا عمليا لانتصار ثورة الجماهير.
ثالثا: تنظيم المواطنين في المجالس لانها الضامن الوحيد لتدخل الجماهير بارادتهم الحرة الواعية والمباشرة في الحكومة.
رابعا: الغاء نظام عبودية الاجرة. على السياسة الاقتصادية للدولة الوليدة ضمان اوسع اشكال الرفاه وتلبية كل تطلعات الجماهير وليس الاستثمارات ونهب الثروة من قبل الاقلية الطفيلية.
المعنى العملي لاسقاط حكومة الميليشيات الاسلامية الطائفية القومية العشائرية:
1- خلع سلطة اركان الحكومة العراقية الحالية بما فيهم رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ورئيس البرلمان وكل المناصب الحكومية الاخرى.
2- الاعتقال الفوري، وتقديم كل المسؤولين واصحاب المناصب في الحكومة الحالية والذين أوعزوا او امروا بتنفيذ، او نفذوا بانفسهم جرائم او اختلسوا اونصبوا اواحتالوا اوتلطخت اياديهم بدماء الجماهير واستجلاب جميع المسؤولين الهاربين الى الخارج لتقديمهم الى المحاكمة.
3- حل جميع المؤسسات الأمنية والأستخباراتية ومكافحة الأرهاب والحشد الشعبي وجميع القوى المسلحة للحكومة واخراج جميع القوى العسكرية للدول العالمية والاقليمية من العراق.
4- حل الحكومة والبرلمان والمحكمة الفيدرالية وجميع الهيئات السياسية من تشريعية وتنفيذية وقضائية.
5- الغاء الدستور وقانون العقوبات العراقية وقانون العمل وكل القوانين المعادية للمراة وتلك التي تجسد الطائفية والقومية.
الخطوات العاجلة للدولة المنبثقة عن الثورة
ان الدولة المنبثقة عن الثورة تهدف الى منع رجوع القوى الدينية والطائفية والقومية والعشائرية المعادية للجماهير الى السلطة واولى مهماتنها التنفيذ الفوري لجميع مطالب الجماهير ومنع اي مؤامرة وهجوم من قبل دول المنطقة ضد ثورة الجماهير وتخلق ارضية لرفع قدرات الجماهير الواعية والحرة وفي ظروف آمنة لانتخاب النظام الجديد. الدولة المنبثقة عن الثورة تطبق المهمات العاجلة التالية:
1. اطلاق سراح جميع السجناء السياسيين في العراق على الفور ودون أية قيود او شروط
2. اطلاق جميع الحريات السياسية والفردية دون قيد او شرط
3. تشريع المساواة الكاملة بين المرأة والرجل وإلغاء جميع القوانين التي ترسخ دونية المرأة فوراً
4. رفع الحد الأدني للاجور بما تضمن عيش كريم، توفير فرص العمل أو تقديم ضمانات البطالة للعاطلين عن العمل سواء كان رجلا أو امرأة، وتوفير أوسع شبكة من الضمانات الاجتماعية لجميع المواطنين
5. تشريع الفصل الفوري للدين عن الدولة والتربية والتعليم والنظام القضائي. الحرية في التدين والالحاد أمر شخصي خاص بالافراد
6. اعتماد مبدأ المواطنة المتساوية وإلغاء جميع أشكال التمييز على أساس العرق أو الطائفة أو الدين او الانتماء الجنسي (الجندري) بين أفراد المجتمع
7. الالغاء الفوري لعقوبة الإعدام
8. اصدار قوانين تضمن توفير أوسع الحريات المدنية مثل حرية التعبير والصحافة و المطبوعات، الأجتماعات، التظاهرات، الأضراب وحرية التنظيم والتحزب دون قيد أو شرط.
9. التحقيق في الحسابات المالية لمسؤولي الحكومة والمرتبطين بهم وجميع المؤسسات والهيئات الدينية والأقتصادية لحكومة الميليشيات الحالية. مصادرة اموال المسؤولين والمؤسسات التي حصلوا عليها من نهب ثروات المجتمع وارجاع الاموال والثروات المنهوبة الذي حولت الى الخارج من اللصوصية والسرقات والنهب من قبل المسؤلين وصرفها على توفير الخدمات كالكهرباء والماء ورفع درجة رفاه الجماهير وبناء المستلزمات الضرورية لمجتمع عصري وحديث.
التدخل المباشر للجماهير في الحكومة وادارة المجتمع
بعد اسقاط حكومة الميليشيات الاسلامية الطائفية القومية العشائرية فان على الجماهير عدم ترك الساحة السياسية. تنظم الجماهير نفسها في مجالس لادارة شؤون المجتمع. ان التدخل الجماهيري في ميدان السياسة والسلطة شرط ضروري لتحرير المجتمع من اي شكل من اشكال التمييز والحرمان. يجب ان تكون الحكومة القادمة مجالسية.
الغاء نظام عبودية الأجرة
ان اللهاث وراء الربح والاستغلال وتشديد الاستثمار والافقار الواسع هي سمات لنظام عبودية الأجرة الذي هو بالنسبة للاغلبية الساحقة من الجماهيرعلى تناقض قطبي مع انسانيتهم وكرامتهم ورفاههم وحريتهم وبلوغ حياة كريمة تليق بالانسان سواء كان ذلك في العراق او اي مكان اخر في العالم. ان النظام الرأسمالي في العراق وفي كل الدول لا يجلب غير التقشف الأقتصادي والغلاء والفقر والتضخم وشظف العيش. ان الرفاه في ظل هذا النظام محال. ومن الجانب السياسي والأجتماعي، فان الخصائص الأساسية للنظام الرأسمالي في كل الدول هي الحرمان السياسي وسلب ارادة الجماهير. وبالأخص في العراق في العقدين الأخيرين فان الفقر والبطالة والمجاعة والتهجير القسري والحروب وفرض اقسى اشكال الحرمان اصبح من ضروريات بقاء النظام الرأسمالي. علينا ان نمنع ادامة هذه البربرية تحت اسم الوطنية. الوطنية تأخذ مكان الطائفية والقومية. ولكن الأولوية يجب ان تكون للانسان وللأنسانية وللتمدن والحداثة واخر مكتسبات التطور البشري وللحرية والمساواة والرفاه لكل المواطنين ولالغاء النظام السياسي والأقتصادي في العراق. وبعبارة اخرى فان النظام القادم في العراق يجب ان يكون نظاما اشتراكيا يقدم الرفاه والامن والمساواة والحداثة والتمدن والحرية لكل مواطن ومواطنة دون اي تمييز.
يناضل الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي من اجل الوصول الى السلطة السياسية وتحقيق الأركان المذكورة اعلاه. ان هدفنا هو تأسيس الجمهورية الأشتراكية في العراق. الجمهورية الأشتراكية التي نريد بناءها تهدف الى ارقى مستوى من الرفاه العام، والى اطلاق اوسع الحريات السياسية والأجتماعية والمدنية والفردية، والى ارساء اسس مجتمع خال من التمييز وانعدام المساواة وفتح الحدود امام العالم وعدم انتهاج سياسة تؤدي الى التوتر والنذير بالحروب وانتهاج سياسة سلمية مع دول المنطقة والعالم. كما ان الجمهورية الاشتراكية ستعتمد على اخر المكتسبات العلمية والتكنلوجية والثقافية والمعرفية والأجتماعية والفلسفية والفنية للمجتمع البشري . ان الاساس الأقتصادي والسياسي والثقافي والاجتماعي في الجمهورية الأشتراكية المنشودة هي الأنسانية والقيم العالمية للانسانية. هذه السياسة تتقدم الى الأمام بالتدخل المباشر والمنظم لكل المواطنين في السياسة وادارة المجتمع. الجمهورية الأشتراكية من الناحية الهيكلية تعتمد على المجالس الشعبية.
يسعى حزبنا الى اسقاط الحكومة الميليشياتية الاسلامية الطائفية القومية العشائرية في العراق واي حكومة تفرض على رقاب الجماهير بارادة فوقية. نريد التدخل المباشر للمواطنين في تشكيل الحكومة ونطالب بالغاء نظام عبودية الأجور. ونحن بهذا ندعو جميع اليساريين والثوريين والاشتراكيين والجماهير المتحررة الساعية لاسقاط السلطة وكل الناشطين والناشطات والمساواتيين والمناهضين للتمييز للنضال من اجل تحقيق بنود هذه اللائحة وندعوهم للانظمام الى صفوف حزبنا لتحقيقها.
الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
7 آب 2018