ماهي الحياة و كيف نعرفها


بهاءالدين نوري
الحوار المتمدن - العدد: 5954 - 2018 / 8 / 5 - 15:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

قضايا فكرية
-------------------
ماهي الحياة و كيف نعرفها
سؤال مطروح منذ آلاف السنين ، دون ان يحصل السائل على جواب مقنع . وتغير الوضع في القرن العشرين حيث التقدم الكبير في العلم و التكنيك ، وخاصة في علم الفيزياء ، الامر الذي وفر المقومات للكشف عن الكثير مما كان غامضا في الماضي .
كنت انا شخصيا احد السائلين و بحثت ، في حدود امكاناتي المتواضعة و مطالعاتي المكثفة لما توفر لي من الكتب و الابحاث باللغة العربية ، عن جواب و لم احصل على شيئى . ولانني لا اعرف اللغة الانكليزية و لا اعرف مااذا كانت هناك ابحاث منشورة و استنتاجات منطقية حول هذه المسألة فأنني لااستطيع الجزم على مااذا كان هنالك آخرون قد توصلوا الى نفس الاستنتاج الذي توصلت انا اليه ، أم لا .
في عام 1963 ، حين كنت في موسكو ، تسنى لي ان أقرأ بحثا باللغة الروسية كتبه عالمان سوفيتيان ( لا اتذنر اسميهما ) يتناول نظرية نشوء الحياة في مراحلها الاولى . لكن البحث لم يتطرق بأي شكل الى الموضوع الذي نحن بصدده هنا – ماهي الحياة و كيف نعرفها ؟ ظللت منشفل البال بالقضية لسنوات لاحقة حتى وصل تطور العلم و التكنيك الى الدرجة المتقدمة ، التي اصطلع على تسميتها ب " العولمة " – وهي ظاهرة اجتماعية محتمة لم يخطط لنشوئها حزب أو شخص أو دولة ، بل اتت نتيجة اختصار الزمان و المكان في العمل الاجتماعي ، او في انجاز مايريده الانسان .
و اذا علمنا ان حركة المادة هي النقطة الجوهوية وراء كل تغيير فوق كوكبنا ، بل في الكون اللامتنا هي ، فان ذلك يساعدنا على فهم مايمكن ان يسفر عنه تمازج الحركتين الذرية و الالكترونية . ويستحيل ان يكون امامنا مانسميه " العولمة " من دون هذا التمازج ، ولو بقدر معين .
ان التفكير في دور الحركة الالكترونية ، وخصوصا عند تمازجها بالحركة الذرية للمادة ، هو ماساعدني على فهم السؤال المطروح اعلاه و الجواب عليه . واقول للقارئ الكريم :
- " ان الحياة شكل من الطاقة ، اي هي مادة في حالتها الالكترونية ، و تنتحها الحركة البيلوجية ( أو الماكنة البايولوجية التي صنعتها الطبيعة) . فولادة الحياة هي لحظة اشتغال الماكنة البيولوجية . ونهاية الحياة لأي كائن حي هي لحظة توقف تلك الماكنة عن العمل – أي الموت .
المكائن البايولوجية ، التي صنعتها الطبيعة تختلف عن المكائن التي صنعها الانسان في نقطة جوهرية هي ان النوع الاول – البيولوجي – ذاتي الحركة و تعتمد على الطبيعة في الحصول على الغذاء ( او الطاقة ) الضروري لتشغيلها ،في حين ان المكائن التي صنعها الانسان تعتمد فقط على مايقدمه صانعها الانسان في تزويدها بالطاقة . و الانسان توصل الى صنع مكائن تنتج اشكالا من الطاقة و لكنه لم يتوصل للآن الى صنع مايشابه الماكنة البيولوجية .