مقال في القيمة الفائضة النسبية


محمد ليلو كريم
2018 / 7 / 7 - 02:17     

بين يدي الكتاب الأول من رأس المال والجزء الثاني منه ، وفي هذا المقال أتطرق للفصل الثاني عشر وعنوانه ( القيمة الفائضة النسبية ) :
يستدرك كارل ماركس في هذا الفصل مالم يأخذه بعين الأعتبار في الجزء الأول من الكتاب الأول ، ويأتي على مسألة يوم العمل وتقسيم العمل فيه ويركز على (( ذلك الجزء من يوم العمل الذي لا يفعل العامل فيه سوى انتاج معادل للقيمة التي يدفعها الرأسمالي له )) ويصفة ب ( المقدار الثابت ) ، ويخلص الى ثبات العمل الضروري ( وقتاً ) أما مجمل اليوم فقابل للتبدل ، أي أن العامل يستطيع إطالة ساعات العمل بعد الساعات الضرورية ( الوقت الضروري ) لإنجاز العمل (( ولقد كان معدل فائض القيمة وطول اليوم يتبدلان حسب مقدار هذه الاطالة )) والقصد الماركسي يعني أن ( العمل الضروري ) هو استكمال المنتوج مادياً ، أما طول اليوم فهو عامل الوقت الذي يتلاعب به العامل في رحلة استكمال المنتوج بحسب المتوفر من الآلات التي توصل لها المجتمع الاقتصادي تطوراً . ويبدو أن الرأسمالي الحاذق تنبه لهذه ( الامكانية ) العمالية فعمل على تقليص وقت الإنجاز لصالح وقت فائض القيمة ، ويضرب ماركس مثلاً رمزي مجازي وافي ستجده في الصفحة الاولى والثانية من الفصل ، وأنا أفضّل الإطلاع عليه مباشرة . والمثال يبين لعبة الرأسمالي الذي وبدل أن يضيف ساعات عمل اضافية ذهب الى تقليص مدة انجاز السلعة ، فوقت العمل المكون من عشر ساعات منها سبع ساعات عمل ضروري سيتقلص فيه العمل الضروري لإتمام المنتوج الى خمس ساعات وتضاف الساعات المتبقية من السبع ساعات ( ساعتين ) الى مساحة فائض القيمة كأرباح ابتزها الرأسمالي من مضاعفة جهد العامل دون علاوة ، أي أن وقت فائض القيمة النسبية تم التلاعب به لتضاف ساعتين خالصة يجنيها الرأسمالي أرباحاً ، والمثال في الكتاب اكثر دقة ..
نفهم مما اسلفنا أن هناك حيلة أتبعها الرأسمالي فقلص ساعات العمل الضروري المعادل لقيمة ما يتقاضاه العامل كأجر لصالح الوقت الذي يعمل فيه العامل وقتاً اضافياً دون مقابل من الأجر ....
ما بين امكانية اطالة وقت العمل من قبل العامل كردة فعل بايولوجية لجلب المزيد من فسحة تخفيف الجهد ، وضغط الرأسمالي لتقليص ساعات العمل الضروري ليحصل على ارباح لا يدفع منها للعامل ؛ يحتد الصدام ، وهو صدام ليس بالضرورة يكون ثورياً مباشر ، فهناك انواع من الصراع ، وأي يكن نوع الصراع فهو سائر نحو الصدام الحتمي في مسيرة التقدم البروليتاري بإتجاه بلورة المجتمع الشيوعي التام ..