الحركة الاشتراكية الرابعة


محمد دوير
الحوار المتمدن - العدد: 5921 - 2018 / 7 / 2 - 21:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

من السابق لأوانه انتظار نتائج نظرية وتنظيمية للحركة الاشتراكية الرابعة التي بدأت ملامحها ونبتت بذورها في تربة ثورة يناير.وربما يحتاج الامر الي مزيد من الوقتت لكي يكتشف كوادر تلك الحركة أنهم في مواجهة واقع يفرض عليهم اعادة طرح السؤال الاشتراكي، والفهم الطبقي ، والتنظيم المناسب لطبيعة المرحلة.
.. وأنا شخصيا تحدثت في هذا الأمر أكثر من مرة في عدة ندوات، وكنت ، ولم أزل أري أن اليسار المصري في حاجة الي رؤي جديدة لابداع أداة تنظيمية وبلورة برنامج يتشابك فيه العمق التاريخي والثقافي للمجتمع المصري مع المشكلات الكبري التي خلفتها نظم الحكم السابقة منذ دولة محمد علي وحتي اليوم ..وفي تقديري أن هذا الجهد يحتاج العشرات من ورش العمل، ولكن قبل ذلك يحتاج الي وعي حقيقي بأزمة اليسار،وعدم الاكتفاء بتوجيه اللوم للآخرين، فاشكالية العامل الذاتي ليست هي الجزء الأكبر من جبل الثلج الغاطس.
.. إن من أهم سمات الحركة الرابعة المنتظرة، 1- أنها تحمل تراث الحركة الاشتراكية منذ أوائل القرن العشرين .. 2- وأنها يجب ان تدرك طبيعة مهامها في عالم اكثر تعقيدا وتشابكا.. 3- وانها يجب ان تعي جيدا المسافات الدقيقة الفاصلة بين المفاهيم حتي لا تنزلق في متاهات ايديولوجيات أخري..4- والوعي بعدم الانزلاق في السلفية النظرية..5- وقبل كل ذلك.. ينبغي أن تنشغل بقيمة معرفية مهمة..يطلق عليها امري لاكاتوش " التسامح النظري " لصالح الواقع.. ومعرفة حدود هذا التسامح في اطار تكتيكي دون الجور علي استراتيجية بناء مجتمع اشتراكي.
...واخيرا.. مازلت أري أن مساحة الفراغ التي تملأ الواقع الاشتراكي المصري الأن هي نتيجة مباشرة لوجود جيل الحركة الثالثة منتظرا لتسليم راية الاشتراكية لجيل رابع تأخر في استلام مهام عمله ..فما يبدو واضحا اليوم.. هو ان الاحزاب والحركات والتنظيميات الاشتراكية المصرية الراهنة.. ليست سوي كيانات تسيير أعمال لحين أن تقرر الحركة الاشتراكية المصرية أن تخوض معركتها الطبقية والاجتماعية بصورة أكثر جدية..وهذا الرأي لا يتعارض ابدا مع عمق تقديري للجميع، فمنهم اساتذة لي واصدقاء ورفاق. والأهم أنني أعتبر نفسي أنا أيضا واحد من أبناء الحركة الثالثة التي انتهي دورها في قيادة الحركة الاشتراكية.. وهذه هي طبيعة الحياة ودورتها.