هيأة تحرير جريدة -أخبار عمالية- تطالب بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين وبالاستجابة للمطالب والتطلعات العمالية والشعبية انتصارا لمصلحة الوطن


هيأة تحرير جريدة -أخبار عمالية- - المغرب
2018 / 7 / 2 - 06:06     

في سياق احتقان وغليان شعبي وعمالي متصاعد جراء السياسات اللاشعبية واللاجتماعية التي تكتوي بنارها الطبقة العاملة وعموم الجماهير الشعبية من كادحي المدن والقرى عبر طول خارطة التراب الوطني، وإمعان مثير في تمرير وتطبيق حرفي لإملاءات المؤسسات المالية الدولية، وفي سياق تعاظم الضغوطات على وحدة وسيادة الأمة المغربية انطلاقا من مشكل الصحراء المغربية الذي أريد له أن يكون بوابة للتفكيك الكامل للأمة ولكل أمم المنطقة، واستحضارا للتوجه الواضح والمتسارع للإمبريالية في أجرأة مخططات بلقنتها وصوملتها لكل الأمم والأوطان، تأتي الأحكام الجائرة والقاسية الصادرة عن محكمة الاستئناف بالدار البيضاء في حق معتقلي الحراك الشعبي بالريف بسجن عكاشة والصحفي حميد المهداوي، والتي وصلت في مجموعها إلى 308 سنة سجنا نافذة تراوحت بين 20 سنة سجنا نافذا في حق أربعة معتقلين و 15 سنة حق 3 معتقلين، و10 سنوات في حق 7 معتقلين، و5 سنوات في حق 10 معتقلين، و 3 سنوات في حق 8 معتقلين، وسنتين في حق 19 معتقلا، وسنة واحدة في حق متابع واحد، إلى جانب الحكم على الصحفي حميد المهدوي بثلاث سنوات سجنا نافذة، لا لشيء سوى لأنهم خرجوا سلميا وحضاريا مطالبين بمطالب اجتماعية واقتصادية عادلة ومشروعة. فمن يدفع في اتجاه تعميق الاحتقان بالوطن؟ ومن يحاول بهكذا قرارات وبهذه القبضة الأمنية التي تعيدنا إلى سنوات الجمر والرصاص الزج بالوطن نحو المجهول ونحو مغامرات غير محسوبة العواقب في ظل هذا الوضع العالمي المضطرب؟ من يحاول الضغط أكثر من أجل الدفع إلى اتخاذ مواقف أكثر تطرفا في الوقت الذي ردت فيه ساكنة الريف بالواضح على اتهامات أحزاب الأغلبية الحكومية بأنهم ليسوا دعاة انفصال أو فتنة؟ لماذا اليوم في ظل سعي واضح للقوى الكبرى إلى التفكيك والتدخل المباشر في أمم شمال إفريقيا يتم إخراج هذه الأحكام بهذه الصورة الصادمة، ويتم تكثيف التواجد الأمني والاستفزازات والاعتقالات في الريف؟ ألم يتلق عقلاء الدولة ارتدادات صدى خطورة إعلان فرحات مهني عن تأسيس ميليشيات مسلحة بمنطقة القبايل في الجزائر الشقيقة؟ ألم يستوعب عقلاء الدولة بعد أن مصلحة الوطن واستقراره رهينان بتحقيق انفراج سياسي حقيقي، والتجاوب العاجل مع التطلعات الشعبية والعمالية باتخاذ إجراءات عاجلة على كافة المستويات الاجتماعية والاقتصادية؟
اليوم نحن أمام منعطف خطير مفتوح على كافة الاحتمالات، بما فيها الاحتمالات الأسوأ؟ فإما أن تكون لقوى الوطن الحية وشرفائه الجرأة لوقف هذا المسار المجنون والمثير لأكثر من علامات استفهام؟ وإما فإننا سنكون أمام وضع يصعب توجيه مساراته ومآلاته؟
إن المطلوب اليوم هو العمل بكل تجرد لبناء جبهة وطنية لتحصين الوطن وفرض تحقيق التطلعات العمالية والشعبية، وفي مقدمتها الإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين. فمن الممكن اليوم استثمار هذا الزخم النضالي المتعاظم في كل ربوع الوطن من أجل التوافق على مداخل بناء موازين قوى نضالية وسياسية تتكاثف فيها النضالات العمالية والشعبية على أرضية نضال وطني وحدوي ينطلق أساسا من المطالبة بالإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين والتجاوب مع المطالب العمالية والشعبية، وفتح نقاش وطني موسع حول الحاجة الفعلية اليوم لانتخاب مجلس تأسيسي حر وسيد ينطلق من تدعيم أسس وركائز وحدة وسيادة الأمة المغربية ويحقق كل الطموحات العمالية لبناء مغرب حقيقي للحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.

الحرية لكافة المعتقلين – كل الدعم للنضالات العمالية والشعبية عبر ربوع الوطن