حول التنظيم العمالي- المجالس العمالية- الجزء الثاني


نادية محمود
الحوار المتمدن - العدد: 5899 - 2018 / 6 / 10 - 22:02
المحور: الحركة العمالية والنقابية     

لمحات من بعض تجارب المجالسية في العالم
ان هدف هذا البحث هو توضيح اهمية المجالس العمالية كشكل واطار تنظيمي نضالي للطبقة العاملة للدفع ليس بنضالها الاقتصادي فحسب بل وايضا نضالها السياسي ضد البرجوازية ونظامها السياسي. يهتم هذا الجزء من السلسلة، بمعرفة والقاء الضوء على تجارب المجالس العمالية في العالم، وذلك من اجل ان نكون لانفسنا فكرة واضحة عن ماهية المجالس العمالية في الاماكن التي جرى فيها تنظيم هذه الحركة. لذا، سيجري التطرق وبشكل سريع تجارب المجالس في انحاء عديدة من العالم، وبتركيز خاص على تجربة المجالس العمالية في ايران في ثورة 1979. السبب في اختيار الاخير هو قلة الادبيات الموجودة بالعربية التي تناولت هذه التجربة حتى من قبل القوى اليسارية. لقد تناولها الرفيق منصور حكمت في عدد من مقالاته وابحاثه. استند هذا الجزء الى جملة من الابحاث التي درست تجربة الحركة المجالسية في العالم.
لا بد من التأكيد هنا ان العديد من الاحزاب الاشتراكية لم تؤيد المجالس العمالية، في ايران على سبيل المثال حزب توده لم يؤيد المجالس العمالية التي انبثقت اثناء الثورة الايرانية وبعدها في عام 1979. والسبب هو لميلهم الى تأسيس اتحاد عمالي ذو اتجاه سياسي ينسجم ان لم يكن مرتبطا بالحزب، ويروج لسياسات وتوجهات الحزب بين العمال، من جانب ومن جانب اخر لخشيتهم من ان تخرج تلك المجالس عن هيمنة وسيطرة تلك الاحزاب، وخوفا من منافستها. لذلك لم يشجع هذا الحزب على سبيل المثال المجالس العمالية، علما ان بعضا من مؤيدي وحتى اعضاء هذا الحزب في ايران من العمال كانوا من ناشطي وفعالي الحركة المجالسية في ايران بعد ثورة 1979. نحن في الحزب الشيوعي العمالي العراقي ندعو الى تشكيل المجالس العمالية كأطار تنظيمي للطبقة العاملة يتصف بالديمقراطية المباشرة حيث يؤمن تمثيل العمال بشكل مباشر، ويمنح العمال في هذه المجالس القدرة على عزل مندوبيهم متى ما كفوا عن تمثيلهم، ولانه يمثل ابسط اشكال التنظيم العمالي وبعدها عن البيروقراطية، واخيرا لما لها النمط من التنظيم اهمية سياسية حيث تشكل المجالس العمالية هيئات لتأسيس دولة وحكم الطبقة العاملة، الا ان هذا الامر سنتعقبه في اجزاء قادمة.
نظمت المجالس العمالية على امتداد القرن الثامن عشر، والعشرين والحادي والعشرين وفي شتى انحاء العالم. الا ان الاهتمام بدراسة المجالس العمالية ازداد على صعيد عالمي بعد الازمة الاقتصادية التي هزت العالم عام 2008. فقد دفعت تلك الازمة بالكثيرين ليس فقط الى العودة الى دراسة ماركس من جديد، بل وايضا الى دراسة وفهم المجالس العمالية وسيطرة العمال على المصانع. ظهر هذا الاهتمام من قبل العديد من النشطاء العماليين في العالم، والاكاديميين، وصدرت كتب جديدة بهذا الخصوص. ان العدد المحدود من تلك الدراسات لازال موجودة فقط باللغة الانكليزية وتحتاج الى ترجمتها الى العربية لجعلها تحت متناول ايدي الطبقة العاملة ونشطائها في العالم الناطق بالعربية.
من المؤكد ان النموذج الابرز على بروز المجالس العمالية كان في باريس عام 1871 بعد هزيمة نابليون الثالث امام الدولة البروسية وعدم قدرة الحكومة على اعادة تثبيت سلطتها في البلاد. يشرح الكاتب دوني كلوشتين، بان التركيبة الاجتماعية في باريس كانت تتكون في معظمها من الطبقة العاملة وان كان العمال منتظمين في وحدات اقتصادية قد تتكون من اعداد صغيرة. حين طوق الجيش البروسي العاصمة، في الوقت الذي هرب الاغنياء، بقي العمال يعانون من المجاعة. وقام عمال باريس بتنظيم وتسليح العمال، فقد شكل الحرس الوطني، وتشكلت لجنة مركزية مكونة من ممثلين مختلف الميلشيات،كتبوا دستورهم بان الحرس الوطني له الحق في استبدال اي ضابط من الضباط. هذا التقليد، بتعبير دوني كلوكشتين قد ظهر لاحقا في المجالس العمالية. ولكن ما ان عقدت الحكومة الفرنسية الصلح مع بروسيا، حتى التفت وانقضت على كومونة باريس. حيث قامت البرجوازية بشن ابادة لا مثيل لها بقتل النساء والاطفال والرجال. مما يعطي الدرس الذي يثبته التاريخ مرة بعد اخرى، ان البرجوازية والرأسمالية على استعداد لارتكاب افظع المجازر للدفاع عن مصالحها، ان لم تنتصر الطبقة العاملة في نضالها لنيل سلطتها.
الا انه وحتى قبل كومونة باريس التي ذاع صيتها في العالم، كانت قد تشكلت في اوربا مجالس عمالية وفي قطاعات مختلفة، ولاهداف مختلفة. حيث نظمت المجالس العمالية في بريطانيا لاهداف سياسية ومن اجل حق التصويت عام 1830 و1840، انذاك كان هذا الحق مقتصر وتتمتع به فقط الطبقات الغنية. في الولايات المتحدة قام عمال القطارات باضراب عام في عام 1870 ضد قطع الاجور، وفي غضون ايام انتشر هذا الشكل من التنظيم واستمر في المعارك الكبيرة ضد شركات القطارات خلال التسعينات من القرن التاسع عشر. حيث كان العمال يعقدون اجتماعا يوميا، وتشكلت لجان تضم ممثلين عن الاتحادات المحلي من اجل قيادة وتوجيه الاضراب.
اما النموذج الاكثر بروزا في العالم فهو المجالس العمالية التي ظهرت في روسيا عام 1905 كتمثيل عفوي قام به العمال في بتروغراد، احتجاجا على الاستبداد السياسي للقيصرية الروسية. حيث فاقت المطالب السياسية في المناطق الصناعية المطالب الاقتصادية، كما شرحها سميث عام 1983. وقد شكل العمال مجالسهم من جديد عام 1917 والتي وصل فيها العمال الى سدة الحكم في ثورة اكتوبر من ذلك العام. لقد تشكلت اولى المجالس في سانت بطرسبورغ عام 1905 بعد هزيمة روسيا امام اليابان. يصف تروتسكي، وهو قائد لسوفييت اومجلس عمال سانت بطرسبوغ "ان المجالس تتكون من مئات الالف من الجماهير، وهي قادرة على توحيد التيارات الثورية داخل الطبقة العاملة، وهي عفوية الا ان بوسعها ان تستدعى وخلال اربع وعشرون ساعة". (دوني كلوكشين، 2011).
في المانيا شكلت المجالس العمالية قوة كامنة للقيام بثورة عام 1918 ولدعم السوفيتات الروسية. في تشرين الثاني من ذلك العام، قام عمال البحرية باختيار ممثليهم من السفن، وشكلوا المجالس، وفي وقت الحرب شكلت ايضا تلك المجالس في المعامل. وقد نظمت في خضم الاضرابات من قبل المندوبين المنتخبين. في ايطاليا في تشرين الاول 1919، بدأت حركة المجالس العمالية في تورين والتي طرحت مرة اخرى مسالة سلطة العمال، والتي كان مقرر لها ان تنهي الشكل السائد من الديمقراطية البرجوازية. في بريطانيا قام الجنود عام 1919 بتمرد واسع احتجاجا على عدم تسريحهم من الجيش. تشكلت في كالايس لجان الاضراب في كل المعسكرات. جرى تشكيل مجلس الجنود، اطلق عليه جمعية جنود وبحارة منطقة كالايس، بحضور اربع او اكثر ممثلين من المعسكرات الكبيرة، واثنين من المعسكرات الصغيرة. لقد هددت تلك المجالس بايجاد نوع من المجالس تضاهي ما حدث في روسيا السوفيتية، للحد الذي جرى انذار رئيس الوزراء البريطاني بخطر التفاوض معهم، فقد كان الجنود والعمال تواقين الى تشكيل لجان سوفيتية.
اضافة الى تجربة اوربا الشرقية بعد الحرب العالمية الثانية، حيث شكل العمال اشكالا تنظيمية تضاهي السوفيتات. في الثورة الهنغارية عام 1956، كان مندوبوا المجالس العمالية في تلك الثورة هم اولئك الذين يحملون ويعبرون عن ارادة ورغبة الطبقة العاملة. في اعوام 1968 في فرنسا، و1969 في ايطاليا، تأسست مجالس المعامل، وعبر مختلف الاتحادات العمالية. كان الشعار المرفوع من قبل العمال هو اننا كلنا ممثلون عن العمال. في القرن الحادي والعشرين في الارجنتين ظهرت حركة جديدة خارج الاطار النقابي التقليدي، بتمثيل من الاسفل. ظهرت حركة المجالس في كردستان العراق عام 1991، واستمرت لعدة شهور، الا انه، ومرة اخرى، الوثائق الموجودة عن هذه التجربة لازالت حبيسة اللغة الكردية وليست في متناول الطبقة العاملة وتيارها الشيوعي في العراق او للناطقين بالعربية. نأمل في هذه السلسلة ان نلقي الضوء على التجربة المجالسية في كردستان العراق.

فيما يلي سألقي الضوء على تجربة المجالس العمالية في ايران
لقد لعبت اضرابات عمال صناعة النفط دورا متميزا في انتصار الثورة في ايران، حيث نظموا اضرابا عاما امتد لاربعة شهور والذي كان له الدور الحاسم بانهاء سلطة شاه ايران. وقام العمال من قطاعات صناعية اخرى ايضا بتنظيم تظاهرات جماهيرية في الشوارع، وشكلوا اللجان العمالية في المعامل والمصانع، لمناهضة ديكتاتورية الشاه.
لم يلجأ العمال في ايران الى تشكيل النقابات العمالية بعد الثورة، فالنقابات التي كانت تهيمن على الحركة العمالية في ايران اثناء حكم الشاه، كان لها ارتباط وثيق بالدولة، وكان وجود المنظمات العمالية المستقلة اما نادرا او معدوما. لقد شكل العمال مجالسهم، او الشورى كما اطلقوا عليها في العديد من اماكن العمل، وشكلوا ايضا النقابات. الا ان المجالس، وكاحد ادوارها، لعبت دورا مشابها للنقابات العمالية وذلك من خلال دفاعها عن الحقوق والمطالب الاقتصادية للعمال.
تشكلت المجالس العمالية بعد هروب ارباب العمل اثر الثورة الايرانية الى خارج البلاد. بدأت هذه المجالس في قطاعي الصناعات والخدمات من اجل السيطرة على ادارة وانتاج المصانع او ادارة الخدمات. العديد من المعامل جرى تاميمها بعد سقوط الشاه، وقد تمت ادارتها من قبل المجالس العمالية، او الشورى. وكانت المجالس مدفوعة ومتحمسة لتحقيق هدفين: الاول هو المشاركة في ادارة الانتاج وخاصة من قبل القطاعات التي كانت تدار من قبل الدولة او القطاع العام، والثانية العمل على تقاسم السلطة مع ارباب العمل، او المشاركة في الادارات التي قام بتعيينها النظام الجديد بعد نظام الشاه.
فمن القضايا التي تعقبتها المجالس العمالية في ايران هي السيطرة على الشؤون المالية لمعاملهم، من اجل معرفة الصادرات والواردات ومعرفة الارباح، والمصاريف والكلف لمعاملهم، واين تذهب تلك الارباح لمن تباع المنتوجات، وكم يعاد استثماره من مداخيل المبيعات. من جهة اخرى سعوا الى السيطرة على وتنظيم الاجور والمنافع، تحسين ظروف العمل، الاهتمام بقضية الاسكان، واهتموا بالامور المتعلقة بادارة الانتاج وتنظيم ادارة العمل، شراء الوسائل المطلوبة للانتاح، مبيعات الشركات، الاشراف على المسائل المالية.
فأذن وضعت المجالس العمالية في ايران نصب اعينها، وكما وضح كلا من شيلا كوهين وعاسف بيات، هدف حماية العمال من اية اجراءات تعسفية يمكن ان يلجأ اليها ارباب العمل، وذلك عبر تغيير العلاقة السلطوية داخل اماكن العمل والمعامل. هذا يعني اكتساب العمال ومجالسهم القدرة على ادارة والسيطرة على تشغيل وصرف العمال عن العمل. كذلك سعت المجالس الى تحقيق رغبة العمال الجامحة في سيطرتهم وتحقيق سيادتهم على انفسهم من اجل تحقيق اهدافهم هم، كما اشار اليه الدستور الذي كتبوه هم بانفسهم اي العمال اي دستور المجالس العمالية.
لم يسبق ان تأسست في ايران مجالس عمالية قبل عام 1979. رغم انه جرى، وفقا لعاسف بيات في مقالته -العمل والديمقراطية في ايران ما بعد الثورة- تأسيس مراكز او تجمعات مجالسية في زمن ابعد من ان يتذكره الجيل الذي قام بالمجالس العمالية اواخر السبعينات. انذاك كانت المجالس او الجمعيات تأسست في المدن الشمالية في ايران خلال الثورة المشروطية في ايران 1905-1907. من جهة اخرى، وايضا وفقا لنفس الكاتب، لم تتولد فكرة المجالس نتيجة ادوار لعبتها احزاب يسارية او اتحادات عمالية، بل قامت الاحزاب بعد تشكيل تلك المجالس، باعطائها اطر نظرية وان باشكال بسيطة.
الا ان بداية انحسار دور المجالس العمالية قد بدأ، واول ما بدأ، حين طلبت مجالس العمال المعونات المالية من الدولة الجديدة، وهي الجمهورية الاسلامية التي تأسست في اعقاب الثورة. حيث اغتنمت الجمهورية الاسلامية التي ولدت للتو، تلك الحاجة لتفرض رجالها على ادارات المجالس، ثم لتبدأ رويدا رويدا بتاسيس المجالس العمالية الاسلامية والتي كانت تمثل ادوات للتدخل في اماكن العمل من اجل السيطرة على المعامل، واستبدال الشورى التي اسسها العمال وبشكل عفوي، بمجالس العمال الاسلامية التابعة للسلطة، والتي تأسست بشكل فوقي، لتكون بديلا لها. كان الغرض من تلك المجالس ليس الدفاع عن حقوق العمال، ولا تلك الاهداف التي تعقبها العمال حين اسسوا مجالسهم، اي تحقيق سيادتهم، وادارتهم لمعاملهم وانتاجهم، بل العكس كان جل اهتمام المجالس العمالية منصبا على تلقين العمال ونشر الثقافة الاسلامية في المعامل، وليس حماية حقوق العمال، او تعزيز ادارتهم الذاتية. لقد كان ألاضطهاد السياسي عاملا اساسيا في هزيمة الحركة المجالسية في ايران، اضافة الى عوامل اخرى من قبيل عدم وجود احزاب اشتراكية او شيوعية تعمل جنب الى جنب مع هذه الحركة المجالسية.
الا انه ورغم قيام الجمهورية الاسلامية وكعادتها، باستخدام اشكال القمع للسيطرة على اعتصام العمال. الا ان الطبقة العاملة في ايران، يبدو انها لم تنسى تجربتها المجالسية، فقد سعت عام 2004 لتنظيم مجالسها من جديد.
فقد تشكلت لجان عمالية متفرقة في عدد من المدن في سقز في كردستان، تضم خياطين وخياطات، وخبازين، وعمال الطابوق، والصناعات الكهربائية، على اثر استخدام السلطة للعنف ضد عمال البناء الذين شاركوا في اعتصام واضراب قرب قرية خاتون اباد في منطقة كيرمان، مع اسرهم، تاركة اربعة عمال قتلى واصابة 300 بجروح، واعتقال اخرين. لقد اثار استخدام العنف وحفز العمال في اماكن اخرى للاحتجاج. فقد اعلن عمال الصناعات الكهربائية في البرز، انفسهم انهم المسؤولون الوحيدون عن الشركة، وتحمل مسؤوليتهم على التوزيع، والمالية، والادارة والاتصالات، والتسعيرة، وشراء المواد الاولية، والانتاج، والنشاطات الثقافية والحفاظ على امنية الشركة. اي بكلمة اخرى، ان سعي الطبقة العاملة في ايران الى تنظيم نفسها في مجالس عمالية، لم ينتهي، وليس هنالك من سبب يمنع عمال ايران من تنظيم مجالسهم مرة اخرى في المستقبل.
في الختام لا بد من القول بانه قد تتشابه المجالس العمالية في ايران وتلك التي تأسست في روسيا عام 1905، اي بمعنى انها كانت عفوية، ولم تكن منظمة من فوق، بل بدأت بمبادرة ذاتية من العمال انفسهم، وانها حظيت بتدخل الاحزاب لاحقا، بين مؤيد او محافظ، الا ان هدفها لم يكن الاستحواذ على السلطة السياسية كما كان الامر مع السوفيتات في روسيا. وكما تعلم التجارب التاريخية من كومونة باريس الى عمال النفط في ايران، بان البرجوازية على اهبة الاستعداد دائما وابدا الى قمع العمال وحماية مصالح الرأسمال، ان لم يأخذ العمال السلطة بايديهم.
في الحلقات القادمة من هذه السلسلة سنتطرق الى الفوارق بين الشكلين التنظيميين، للنقابات والمجالس العمالية. كما سنعرج على تجارب مجالسية اخرى للتعلم من دروسها، وبالاخص تجربة الحركة المجالسية في العراق، وتجربة المجالس في الاحياء السكنية.
المصادر:
Assef Bayat, Labor and Democracy in Post-Revolutionary Iran. https://openaccess.leidenuniv.nl/bitstream/handle/1887/11853/12_606_013.pdf?sequence=1&origin=publication_detail
Cohen workers’ councils: the red mole of revolution.
Donny Gluckstein, Workers’ Councils in Europe, A Century of Experience,
Emmanuel Ness and Dario Azellini in Ours to Master and Our to Own( 2011)
International Solidarity Committee, Iran, Violation of Workers’ Rights May 2013 http://cupe.on.ca/wp-content/uploads/2015/05/Booklet-IRAN-violaion-of-workers-rights-prepared-for-CUPE-OD-ISC-FINAL-May-22-2013-2.pdf
Smith, Steve. 1983. Red Petrograd: Revolution in the factories, 917–18. London and New York: Cambridge University Press
منصورحكمت- مقالات حول المجالسية. http://hekmat.public-archive.net/