في الأنتظار ليلة سماوية


عباس علي العلي
الحوار المتمدن - العدد: 5896 - 2018 / 6 / 7 - 19:33
المحور: الادب والفن     

البحث عن المصير في ليلة قدرية
أنوء فيها بحملي
وحملي ينوء بما فيه
وبيني وبين الحمل لغة سرية
لايفقهها فقيه
ولا يفهم علتها حكيم
حملي الموت المتربص بي في كل لحظة وهن
وكل لحظاتي موهونة
لولا أني أمسك بقدري من عنق مفتول
لأدركني مباغتا من خلف ضياعي
لم أعد أشتهي البقاء
لم أهرب من دنو الأجل
ما يؤخرني عن الرحيل ... أمنية
أن أرى حملي وقد حاصره المصير
فنذهب سويا
لا غالب ولا مغلوب
بل طالب ومطلوب
من يدلني على جدار الصبر
الذي سمعت جدتي تقول
أنه يظهر في ليلة سماوية
مرة في كل العمر
عندها تتغير المسارات
وتنتهي إحساسات الخيبة
أو تتفاقم
فتنفجر عن صبح جديد
ليس ككل الأصباح
تتحرر أقدام السائرين الواقفين في منعطف الطريق
وتصير أحلام المساكين جسورا من أمل
وها أنتظر منذ ستين عاما كيف يكون الأنفجار
أو كيف ينتحر الصبر على دكة الأحلام الجميلة
وحملي معي
يقصم ظهري
وأنا في غيبة الجب أبحث عن ملاذ
عن سفينة نوح في صحراء الواقع المزيف بالترهات
ويمضي مساء
ويأتي مساء
وعيني شاخصة نحو السماء
تبحث عن علامات ليلة قدرية
من ألف ليلة مرت
وألف عام
وما زال الكلام يرن في أذني
أنها ليلة في كل العمر
إنها ليلة بقدر العمر
ليلة لا يفارقها الضياء
حتى النجوم تصطف كحرس أمبراطوري
يستقبل ما هو جديد
ولا من جديد برغم الستون
ما من جديد
وما من ليلة سماوية صادقة....