استغلال ونهب العمال عند ماركس


التيتي الحبيب
الحوار المتمدن - العدد: 6205 - 2019 / 4 / 19 - 09:26
المحور: ملف 1 أيار - ماي يوم العمال العالمي 2019 - سبل تقوية وتعزيز دور الحركة النقابية والعمالية في العالم العربي     

عند ماركس كل مفهوم يكتسى معنى دقيقا ومضمونا لا يقبل الغموض او التقريب ( à peu prés) تماما كما هي بل هي المفاهيم العلمية سواء في العلوم الاجتماعية او الحقة. وهذا ما سنتعرف عليه عند كلامه عن الاستغلال وعن النهب الذين يتعرض لهما العمال فاذا كان البعض يخلط بين المفهومين فماركس لايمكنه ان يقبل بذلك وهذا ما اسس له في الكتاب الثاني من راس المال. فالاستغلال سبق له وان وضحه حتى في الكتاب الاول وزاد في تفصيله في الكتاب الثاني ويعني به ان الراسمالي يشتري قوة العمل وهي الثروة الوحيدة التي يتوفر عليها العامل مقابل اجر.وهذا الاجر هو الكمية المحددة من النقود تمكن العامل من اعادة انتاج قوة عمله لكي يتمكن من بيعها في اليوم التالي.وعندما يبيع العامل قوة عمله والتي كانت سلعة ولما يتملكها الراسمالي فانها تكف ان تكون سلعة وتتحول الى راسمال وتندمج مع باقي مكونات الراسمال.انها تصبح ملك الراسمالي ويتحكم فيها ويوظفها في الانتاج حسب قوانينه ومشيئته وبهذه الكيفية فانه يستخرج منها مقابل الاجر ويضيف عليه فائضا تحصل من دون مقابل.في هذه العملية تكمن قضية الاستغلال عارية واضحة وهي علاقة الراسمال بالعمل المنتج علاقة الراسمالي بالعامل.
اما مسالة النهب فيشرحها ماركس باسلوبه الرائع كما يلي
لتسهيل الشرح والتحليل يقسم الراسمال الى قطاعين:
1- قطاع انتاج وسائل الانتاج وهو قطاع I
2- قطاع انتاج وسائل الاستهلاك II . ففي هذا القطاع الذي ينتج كل ما يحتاجه المجتمع للعيش تكون العلاقة بين العامل والراسمالي مزدوجة فالراسمالي يكون بمثابة الشاري لقوة العمل وهو بذلك يؤدي اجرا تماما كما شرحنا سابقا فتكون العلاقة القائمة بين العامل والراسمالي هي علاقة استغلال .بالاضافة الى واقع ان الراسمالي يكون شاريا لقوة العمل فانه في نفس الوقت بائع لوسائل الاستهلاك للعامل وبهذا يتقدم العامل الى الراسمالي قصد شراء ما يحتاجه لاعادة انتاج قوة عمله والانفاق على اسرته ..الخ وفي هذه العلاقة يتعرض العامل الى عملية استنزاف اجرته امام الاسعار التي يفرضها الراسمالي ويتعرض الى النهب تحت اشكال متنوعة وطرق ملتوية.
هكذا نفهم ان العلاقة المزدوجة بين الراسمالي والعامل اولا علاقة الاستغلال يكون مسرحها موقع الانتاج (المصنع والضيعة والمنجم ..الخ) ويتم فيها التصادم والصراع من اجل مقاومة الاستغلال عبر ادوات الدفاع منها النقابة ثم الحزب...اما العلاقة المرافقة وهي علاقة النهب التي يتعرض لها العامل فانها تحدث في السوق او في الحي السكني وهي بدورها تشهد مواجهة واصطدام بين العامل والراسمالي تكون بدورها عبر لجنة الحي او التنسيقية او الجمعية او التنظيمات الذاتية التي ينشئها سكان الحي وضمنهم بل وفي طليعتهم العمال.
التيتي الحبيب