إيران والغرب وقوس الله


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 5876 - 2018 / 5 / 18 - 11:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

كيف أرى إيران؟

إيران كنظام خارج من إست التاريخ شيء وإيران كأمل ورجاء شيعيين شيء آخر

إيران كخط إيديولوجي ديني شيء وإيران كخط سياسي شرق أوسطي شيء آخر

إيران كحاكم بجبة وعمامة شيء وإيران كحاكم مركزي كل غرب آسيا وكل وسطها وكل جنوبها تحت طيزه شيء آخر

إيران كقوة إيرانية شيء وإيران كقوة إقليمية شيء آخر

إيران كطاقة للنفط والغاز شيء وإيران كطاقة للعمل والإنتاج شيء آخر



كيف أرى الغرب؟

الغرب كنظام متطور شيء والغرب كأسى ويأس شعبيين شيء آخر

الغرب كخط إيديولوجي وثوقي (مُؤَكَّد من غير بينة) شيء والغرب كخط سياسي مهيمن على الشرق الأوسط شيء آخر

الغرب كحاكم بقميص وبنطلون شيء والغرب كحاكم لا مركزي العالم من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه تحت طيزه شيء آخر

الغرب كقوة غربية شيء والغرب كقوة عالمية شيء آخر

الغرب كطاقة للتقدم والبناء شيء والغرب كطاقة للنهب والابتزاز شيء آخر



كيف أرى قوس الله (قوس قزح بطيب المسك كلام علي بن أبي طالب)؟

قوس الله كنظام خارج من مهبل العصر شيء وقوس الله كنمط حديث وطراز حديث وأسلوب حديث شيء آخر

قوس الله كخط غير إيديولوجي غير مذهبي شيء وقوس الله كخط سياسي لشرق أوسط تتقاسمه أمم خمس قوامه التطبيق العملي الذي هو محاولات تغيير العالم وبخاصة وسائل الإنتاج التي تقوم عليها البنى الاجتماعية شيء آخر

قوس الله كحاكم بدون حكم (كدولة بدون دولة) شيء وقوس الله كحاكم مركزي الشرق الأوسط فوق طيزه وكحاكم لا مركزي العالم فوق طيزه شيء آخر

قوس الله كقوة ذاتية الحركة شيء وقوس الله كقوة مطردة القاعدة شيء آخر

قوس الله كطاقة للخلق والإبداع شيء وقوس الله كطاقة للتدابير الحازمة والأعمال المنظمة شيء آخر



لماذا قوس الله والغرب وإيران؟

لأن الواحدة لا يمكنها العمل دون الأخرى إيران ثاني أكبر احتياطي غاز طبيعي في العالم ورابع أكبر احتياطي نفط في العالم وابتزازها من طرف أمريكا والغرب شيء "طبيعي" كغازها ونفس الشيء ابتزاز جيرانها الأثرياء بالنفط والغاز مثلها قانون لا ينطبق على جيرانها الفقراء أرمينيا وأذربيجان وأفغانستان وباكستان وتركيا وهذا برهان قاطع على اصطناع الوجه الحربجي لإيران في السيطرة على العالم وبرهان ساطع على طرحي الموضوعي لعمل مشترك شَراكي ممكن وحالاً بين الغرب بين أمريكا وبين إيران تحت رعاية "المؤسسة" قوامه تكييف إنتاج الحرب إلى إنتاج سلمي فنرضي بذلك أساطين السلاح ومآله تمويل المشاريع الشرق الأوسطية الكبرى فنرضي بذلك رجال المال

لأن سياسة الغرب في الشرق الأوسط وسياسة إيران في الشرق الأوسط وجهان لعملة واحدة هي قوس الله بعد أن انتهى عصر الحرب وبدأ عصر السلم وما يجري اليوم في الساحتين الأمريكية والإيرانية شيء "طبيعي" من تراكمات الأعمال العدائية عليهما والحالة هذه الدور الأساسي لقوس الله في هذه المرحلة هو تطمين البلدين فلن يبقى للإرعاب مكان ولن يبقى للابتزاز مكان كل شيء سيكون كما يتمنى هذا الطرف أو ذاك وقوس الله خير ضمان

لأن الزمن الأقوى من كل برنامج سياسي يفرض طريقة جديدة في التعامل الدولي فالغرب كدولة وإيران كدولة اليوم هما دولتان كتعامل أقول كتعامل يكون بينهما تعامل الواحدة مع الأخرى وكفعل أقول كفعل يكون كذلك بينهما فعل عوامل متعددة للواحدة مع الأخرى عوامل الإنتاج والنمو في مقدمتها تحت إشراف قوس الله كدولة بدون دولة وكأحدث نظام مناسب للعصر

لأن الشعب الإيراني الشعب الأمريكي شعوب الشرق الأوسط الشعوب الغربية الشعوب في العالم قد ملت التماثل والرتوب في سياسة لم تتبدل منذ عقود وعقود "سياسة الغالب والمغلوب" بينما كل شيء ممكن وفي الحال للعمل معًا حسب قواعد جديدة ستساهم في رسمها "المؤسسة" دون أن تمس بالمصالح العليا لإيران بالمصالح العليا لأمريكا بالمصالح العليا لدول المنطقة والعالم مصالح الأقوياء قبل الضعفاء

لأن الإنسانية إيرانية الإنسانية أمريكية الإنسانية روسية الإنسانية سعودية الإنسانية إسرائيلية (بالنسبة إلى الشعب الإسرائيلي لا إلى حكامه) إلى آخره إلى آخره إلى آخره والإيديولوجيا تُفرغ الإنسانية من إنسانيتها وتجعل منها بربرية كما حصل يوم أمس في غزة (ما فعله الحكام الإسرائيليون يلطخ ضمير الإنسانية) وقبل يوم أمس في دمشق أو في صنعاء أو في بغداد أو في أو في أو في ولأن كل شيء يتوقف على القيام بخطوة واحدة في اتجاه الآخر صديق الغد كما يحصل اليوم بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، فالرد الإيراني على الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي هو الإنفاق الإيراني على "المؤسسة" هذا الإنفاق هو في الوقت ذاته هذا الإنشاء المبدع والخلاق الذي سيقوم عليه السلم الإيراني السلم الشرق الأوسطي السلم العالمي والهناء الإيراني لإيران الحديثة والشرق الأوسط الحديث، والرد الإيراني على افتتاح السفارة الأمريكية في القدس يكون بافتتاح قوس الله في باريس ولندن وواشنطن وما سيتبع ذلك من اعتراف عالمي ضمني بالقدس عاصمة للدولتين، وكذلك الرد الإيراني على مذبحة غزة هو ألا تتكرر مذبحة كهذه أبدًا في عمر الإنسانية بسهر "المؤسسة" على مصير الإنسانية، وبكرم إيران، وبإعادة الدور الأمريكي إلى باقي الأدوار الدور الأمريكي الحكيم لا الدور الأمريكي اللئيم الذي من واجب أمة الأمم أن تلعبه، فنضع حدًا لعذابات عمرها سبعون عامًا –كفى يلعن دين ألف كفى!- من عمر فلسطين والفلسطينيين ولتساؤلات إسرائيلية بنفس العمر لم ترح العمر ولن تريح العمر –فأية حياة خراء هي هذه!- وآخر مذبحة ارتكبت في غزة تلطخ الضمير اليهودي–لم أزل أذكر طلابي اليهود في السوربون الذين كانوا يصرخون ضد الجرائم الإسرائيلية واليوم الطلاب اليهود في جامعات العالم-، تلطخ ضمير الإنسانية أيةً كانت التبريرات، النازيون أيضًا كانوا يبررون لمذابح اليهود بينما كل تبرير هو توكيد، إضافة إلى الردود السابقة كل الأسباب الداخلية الإيرانية الملحة الملحة الملحة التي تدفع الأشقاء إلى الإسراع بإنشاء قوس الله