الفاشية الجديدة : الحلف الصهيوني لنتنياهو و ترَمپ و آل سعود 1-10


حسين علوان حسين
الحوار المتمدن - العدد: 5873 - 2018 / 5 / 15 - 13:17
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

1. تمهيد
هذه الورقة هي محاولة لوصف مميزات العقيدة "الفاشية الصهيونية الجديدة" للقرن الواحد و العشرين ممثلة بالإيديولوجيات و التحالفات و التطبيقات العدوانية الجامعة بين "الحزب الجمهوري" في الولايات المتحدة الأمريكية و حزب "الليكود" في الكيان الصهيوني و الأنظمة الملكية الرجعية القروسطية في نجد و الحجاز و الإمارات و البحرين بفعل المشتركات الإيديولوجية القائمة بينهم و التي أشعلت الحرب العالمية الثالثة (2003- ؟) بقيادة محور أمريكا- إسرائيل- السعودية - الامارات - البحرين - الكويت في الشرق الأوسط (أفغانستان ، العراق ، ليبيا ، لبنان ، سوريا ، اليمن ، حتى اليوم ، و إيران و سوريا و اليمن و لبنان و العراق و أيران و و و غيرها من بلدان الشرق... غداً ؟) التي تذكرنا بالمشتركات للمصالح الاقتصاسياسية التي فرّخت "الحلف الفولاذي" بين هتلر و موسوليني خلال الأعوام 1936-1945 الذي قاد لإشعالهما أتون الحرب العالمية الثانية التي تكفلت بإبادة ما يزيد على خمسين ملوناً من البشر الأبرياء .
2. التعريف بالمصطلحات
الفاشية الجديدة : الحلف الصهيوني العالمي لتدمير أنظمة الشعوب المعارضة الليكود
الحركة الفاشية الجديدة قوامها هو التحالف العنصري العدواني القائم ، منذ عام 1973 و لحد الآن ، بين ”الحزب الجمهوري الأمريكي" و طغمة وول ستريت الصهيونية و المحافظين الجدد في الولايات المتحدة الأمريكية من جهة ، مع "حزب الليكود" الصهيوني و ملوك آل سعود و حلفائهم في الشرق الأوسط من جهة أخرى ، و الذي يتأسس على الإيمان المطلق و التطبيق الرسمي الدائم للعقائد الموصوفة لاحقاً من طرف حكومات الولايات المتحدة الأمريكية عالمياً و الكيان الصهيوني و ملوك آل سعود و حلفائهم في الشرق الأوسط بغية الإبادة الجماعية لمعارضي فاشية الليكود و آل سعود . تقسيم العمل بين أطراف هذا الحلف العدواني المستهتر بكل القيم و القوانين الدولية يتم بتولي الرئيس الأمريكي من الحزب الجمهوري بالتهيئة لشن العدوان على البلد المختار للاستفراد به في الشرق الأوسط و من ثم احتلاله عسكرياً بمساندة لوجستية صهيوسعودية و ذلك تنفيذاَ لأوامر حزب الليكود المطابقة لعقيدة المحافظين الجدد من الصهاينة الأمريكان حول وجوب إقامة "النظام العالمي الجديد" لتكريس "هيمنة إمبراطورية الشر للفاشية الصهيونية الجديدة" على مقدرات شعوب العالم أجمع ، فيما يتكفل آل سعود بتمويل كل الحروب القائمة و التي ستقوم ضد كل بلدان الشرق الأوسط .
الحرب العالمية الثالثة
تشبه الحرب العالمية الثالثة سابقتيها بكونها حرباً عابرة للدول بفعل قيامها على رقعة جغرافية واسعة تمتد من أفغانستان إلى بلدان المغرب العربي و ذلك بين محور الفاشية الصهيونية الجديدة من جهة و الشعوب و الجماعات و الأفراد المقاومة لهذه الفاشية الجديدة . و هي تختلف عن الحربين العالميتين بكونها حرباً متقطعة و متجددة على مراحل (و إن كانت الجيوش التي تشعلها باقية تحت الإنذار دائماً استعداداً لشن العدوان في أية لحظة) لأنها تفضل اعتماد الأسلوب العسكري "المضمون" المتمثل بـ "الإستفراد" بكل نظام ضعيف غير منبطح لها على حدة لمنع تكون أي حلف محلي قوي في الشرق الأوسط أو في غيره من مناطق و قارات العالم من شأنه الوقوف نداً لحلف الشر الفاشي الجديد المستطير لـ "أمريكا-إسرائيل- السعودية" الجاثم على صدور كل الشعوب في الشرف الأوسط و العالم أجمع . و تنصهر في أتون مراجل هذه الحرب الكبرى ثلاثة أنواع من الحروب : الحروب الحارة ، و الحروب الباردة ، و الحروب الاقتصادية لضمان ديمومة الانبطاح السياسي لشعوب أفغانستان و إيران و تركيا و مصر و سوريا و العراق و فلسطين و لبنان و الأردن و بلدان شبه الجزيرة العربية و السودان و ليبيا و المغرب العربي و غيرها عبر تكريس هذا الانبطاح و الحلب و التدمير بكل السبل العدوانية و الاجرامية الممكنة سواء بالتدخل الحربي المباشر أو بالواسطة لإسقاط كل الأنظمة السياسية في كل بلدان الشرق الأوسط و العالم غير المنبطحة لأمريكا و اسرائيل و آل سعود . كما تختلف هذه الحرب العالمية عن سابقتيها بكون المحور الفاشي فيها مدجج فأفظع منظومات الإبادة الجماعية (أقوى القنابل النووية و النيوترونية من مختلف الأنواع و الحجوم ، الأساطيل الجوية و البحرية ، الأقمار الصناعية الحربية و الدبابير المؤتمتة ، الصواريخ البالستية العابرة للقارات ، الأسلحة الليزرية ... إلخ) في حين أن المحور المعادي للفاشية منزوع الأسلحة المماثلة ، يل و حتى أعزلاً من كل سلاح في كثير من الحالات مثل المشاركين في مسيرات العودة العزلاء القائمة في غزة الآن حيث يباد الآلاف من المحتجين العزل و المسالمين بتسديد الرصاص الموجه بالليزر إلى رؤوسهم و صدورهم حصراً "باعتبارهم "أرانب إرهابية" حسب لوائح الناموس للعقيدة الفاشية المقدسة التي لا يعلوا أي قانون عليها " و بالحماية التامة لهذه الإبادة المجرمة الجبانة من طرف مجلس الأمن الدولي .
3. المبادي الأساسية للفاشية الصهيونية الجديدة
إيديولوجياً ، تنطلق الفاشية الجديدة للحركة الصهيونية من قاعدة أسطورية وهمية يصار إلى إخضاعها للتحويرات الإيديولوجية بغية تسليكها خصوصاً نحو ترقية المشاعر القومانية الشعبوية التي يجري تسويقها كخيار وحيد للخلاص القومي القائم على إعادة استيلاد الإيمان بالأسطورة الوهمية بالأعلوية العنصرية لتجاوز الانحلال و السقوط . عملياً ، يُصار إلى تقوية العنجهية العنصرية و تكريسها باستمرار عن طريق انشاء أقوى الصناعات العسكرية تحت الإشراف المباشر للدولة لتجهيز أقوى الجيوش العسكرية في العالم بآخر المبتكرات لأسلحة الإبادة الجماعية و أجهزة الرقابة و التجسس و القتل الموجه الممنهج القائم على احتلال أراضي الغير (الحرب الحارة) و فرض سياسة الأمر الواقع مع الاحتقار التام و الممنهج و المستمر لأي التزام بمبادئ القانون الدولي و بلوائح حقوق الإنسان و بالمنظومات الخلقية كافة (اسرائيل و أمريكا و السعودية هم دائماً فوق كل القانون) ، مع الهوس المجنون بالأمن القومي و بالتفوق العسكري "الأبدي" ، مع خلق الأعداء الوهميين ككباش فداء يتم نحرهم بغية اصطناع الوحدة الوطنية عبر السعي لنزع كل أسلحتهم المؤثرة بشيطنتهم المستمرة بترويج الأكاذيب و الافتراءات بحقهم في حرب (باردة) ضروس ضد هذا النظام أو ذاك ، و عبر السيطرة على أقوى وسائل الإعلام و الاتصالات في العالم و مجلس الأمن الدولي و البنك الدولي و النظام المصرفي العالمي و المؤتمرات و المحافل الدولية و الكونغرس الأمريكي لفرض العقوبات (الحرب الاقتصادية) على من يختارون تسميته بـ "البلدان المارقة" أو "الدول الراعية للإرهاب" في حين أن الدول الراعية فعلاً للإرهاب اليوم ليست هي إلا الولايات المتحدة الأمريكية و الكيان الصهيوني و السعودية نفسها ، و لا توجد دول غيرها ترعى الارهاب في كل أنحاء العالم .
سياسياً في الداخل : التحالف مع القوى الرجعية و المحافظة و خصوصاً المؤسسة الدينية كقناع للتغطية على تفشي الانتهازية السياسية في استخدام المال السياسي و الاستغلال الدنيء لوسائل الاتصال السريع و الحرب النفسية للغش في الانتخابات و على تفشي الفساد السياسي و المالي و المحسوبية و الهوس المريض بالجنس . خارجياً : التحالف السياسي الستراتيجي بين الولايات المتحدة الأمريكية (بترسانتها الحربية الجبارة و قواعدها العسكرية المنتشرة حول العالم) و اسرائيل و أمراء النفط في الجزيرة العربية خارج إطار الناتو تارة و داخله تارة أخرى .
اقتصادياً : حماية مصالح الشركات الرأسمالية الكبرى في كل أرجاء العالم عبر تمكينها من الاستغلال البشع للعمالة الأجنبية الرخيصة و التمتع بالبترول الرخيص ، و تيسير غزوها الممنهج لكل الأسواق حول العالم (و بعكسه : فرض العقوبات الاقتصادية الرهيبة عليها) ، و السيطرة على أسواق المال و المصارف و مجموعة البنك الدولي و صندوق النقد الدولي ، و إغراق دول العالم الثالث بالديون الضخمة التي تزيد أكلاف خدمتها على مجمل العائدات لدخلها الوطني السنوي ...

يتبع ، لطفاً .