القدس وطهران تلعبان الغميضة مع واشنطن


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 5872 - 2018 / 5 / 14 - 23:18
المحور: الادب والفن     

(بمناسبة افتتاح السفارة الأمريكية في القدس اليوم)

قال لنا بابا
العبنَ الغميضةَ معًا
ولا تتصارعنَ
أنتنَّ مَصْرِفُ الإصدار

قالت لنا ماما
العبنَ الغميضةَ معًا
ولا تتبارعنَ
أنتنَّ مرعى المَحَار

قال لنا عمو
العبنَ الغميضةَ معًا
ولا تتباغضنَ
أنتنَّ الشجرُ الحافلُ بالأثمار

قالت لنا عمتو
العبنَ الغميضةَ معًا
ولا تتناغصنَ
أنتنَّ أَغْرِبَةُ العَرَبِ السمراءُ منكنَّ إلى الشقارِ أقربُ والشقراءُ إلى السمار


قال لنا خالو
العبنَ الغميضةَ معًا
ولا تَخْطَلْنَ في كلامِكُنَّ
أنتنَّ خُطُواتُ الشيطان

قالت لنا خالتو
العبنَ الغميضةَ معًا
ولا الشكُّ يُخامِرُكُنَّ
أنتنَّ ضَرْبُ الأخماسِ في الأسداس

قال لنا جدو
العبنَ الغميضةَ معًا
ولا تُهَيِّجْنَنِي بأفخاذِكُنَّ
أنتنَّ مَلَذَّاتٌ جنسيةٌ أم شركاتٌ متعددةُ الجنسيات؟

قالت لنا جدتو
العبنَ الغميضةَ معًا
ولا تستولِ الدهشةُ عليكنَّ
أنتنّ عاهراتٌ وأنتنَّ أمَّهات


قال لنا المعلمُ
العبنَ الغميضةَ معًا
ولا تتركنَ أحدًا يقفُ على سرِّكُنَّ
أنتنَّ سِرُّ الأسرار

قالت لنا المعلمةُ
العبنَ الغميضةَ معًا
ولا تتسارَرْنَ
أنتنَّ الحبلُ السريُّ وَسُرَّةُ البلدِ والسيطرةُ على البحار

قال لنا المدربُ
العبنَ الغميضةَ معًا
ولا تتمانعنَ
أنتنَّ السيطرةُ على الغرائزِ والعقولِ وارتفاعِ الأسعار

قالت لنا المدربةُ
العبنَ الغميضةَ معًا
ولا تتراجعنَ
أنتنَّ سيفُ عيسى وسيجارةُ محمدٍ وحاسوبُ موسى لما موسى يراني فرجًا ويراكنَّ أجسادًا تعانقُ العواصفَ وتدقُّ الصواعقَ في الأقمار


قال لنا اللهُ
العبنَ الغميضةَ معًا
ولا تُصَلِّينَ
أنتنَّ لِلَّعِبِ صلاةٌ وللعبادِ بورصتي في السماء

قال لنا الربُّ
العبنَ الغميضةَ معًا
ولا تغطينَ بالصليبِ بطونَكُنَّ
أنتنَّ كنيستي وبطونُكُنَّ دارُ السفارةِ ودارُ البقاءِ ودارُ الفناء

قال لنا يهوه
العبنَ الغميضةَ معًا
ولا تَنْسُكْنَ
أنتنَّ كلُّ ما لا يصلني به آيفوني من مودةٍ ناشئةٍ ومَنْشَأِ الأزمات

قال لنا الشيطانُ
العبنَ الغميضةَ معًا
ولا تفكرنَ إلا في خَيْرِكُنَّ
أنتنَّ الشرُّ الكريمُ والجنسُ المثليُّ ومصانعُ الأسلحةِ الغاليةِ على قلوبِ الملائكةِ في كلِّ مكانٍ أحبُّهُ ولا يحبني طَيْرُهُ ويحبُّني بشرُهُ حبُّهُم لواشنطنَ والقدسِ وطهران