كارل ماركس...... كيف تتجاهلون مئويته الثانية؟!


ثامر قلو
2018 / 5 / 6 - 17:28     

لا شك أن كارل ماركس صار المفكر الاعظم على مر العصور والازمان, ليس حسب أهل اليسار فحسب , بل انه صار كذلك حسب أغلب المفكرين وأساتذة الجامعات العالمية المرموقة على مستوى العالم الذي اجري من قبل وكالات عاالمية متخصصة في هذا المجال قبل بضعة سنوات .
ويكاد هذا السموا الذي يناله كارل مارس يحظىى بالقبول , سواء من أهل اليسار أو اليمين على السواء , فعند المرور وملامسة عشرات التجارب العالمية منذ بدايات القرن العشرين حتى يومنا هذا , تنهض عشرات الشواهد التي تزكي سمو مكانة الرجل وعلو كعبه في هذا العالم المتغير.
ماركس لم يعد مفكرا لنا نحن أهل اليسار فقط , بل صار الاستنجاد به من قبل أهل اليمين ورأسماليوا هذا الزمان أكثر حضورا ,فكلما سقطوا صرعى أو ترنحوا بسبب هبوب عاصفة اقتصادية أو أزمة مالية هرعوا لمطالعة رأس المال , الكتاب الذهبي الذي يخلد كارل ماركس أبدا الى جانب ماديتيه التأريخية والديالكتيكية طبعا , يهرعون طمعا لايجاد الحلول الناجعة لازماتهم تلك التي اكتشفها وعراها ماركس في آن , حتى بات ماركس مفكرا تستثمر منجزاته الفكرية من قبلهم أكثر من أن يكون مفكرا لليسار الذي بات الكثير من تياراته يتخلى عن ارثه ويتكابرون علي فكره في الوقت نفسه!
كارل ماركس شقى محاولا انتاج الافكار التي تحرر الطبقات العاملة من نير الاستغلال وبث الروح الثورية في نضالهم المرير للخلاص من عبودية رأس المال , ولم يكن في خلده أبدا ,أن هؤلاء الاوغاد من قوى الرأسمال المالي سوف يستثمرون أفكاره لاطاله مسيرتهم وتكديس المزيد من الثروات مقابل تفاقم بؤس الطبقات الكادحة وعموم الشغيلة الذين ينالون شيئا يسيرا من استحقاقانهم , ومرة أخرى لابد من التشديد على أن أفكار ماركس يجب أن تسخر لاستنهاض الروح الثورية للعمال وعموم الشغيلة لانها الطريق الذي يخرج عالم أكثر عدالة وتحقيق حلم ماركس بأن انتاج المزيد من الثروات تعني مزيدا من العمال هؤلاء الذين يطلق عليهم ماركس حفاروا قبر الراسمالية , ولكن هل يأتي يوما وتتحقق النبوءة , ويتحق قانون نفي النفي ويقبر العمال الذين تنتجهم كل يوم الرأسمالية , يقبرونها حقا.
الفكر الماركسي , فكر بسيط لايحتاج لعناء كبير لماهية فهمه وادراكه, اساسه الديالكتيك المادي أو التأريخي الذي يمكن اختصاره ببضع كلمات , أو بمعنى أخر تطور حالة المادة والفكر حتى بلوغ صيرورتها , فالديالكتيك هو العلم الذي يستقرىء الحالة حسب المنهج والمنطق غير أن هذا يولد الاختلاف , ولكن أي اختلاف فالمنطق عند الديني , أو الداعشي مثلا يختلف, فعندهما لا ضرر أن يفني المرء كل حياته لنيل آخرة تنعمه في مماته ... الاخرة التي لم يرها لا أبوه ولا أمه ولم يلمس وجودها أحد , لكنهما يصران على وجودها , فذلك ليس المنطق الذي يستقرأه العلم الماركسي أبدا,هذا عند السجال مع الصغار أما السجال بين الكبار فقد طوى صفحته الفكر الماركسي, فقد صار السجال حول أسبقية المادة أم الفكر ترهات في هذا الزمن الذي تكثر فيه الوف الشواهد .
ومرة أخرى نقول ,أن الفكر الماركسي ,فكر يشيع , فكر حتمي لابد من حدوثه وتحققه عبر الازمان , يشيخ ويتجدد حسب تطورحركة الحياة , تشبه حالته أن يسكب أحدهم دلو من الماء فيتلمس جريان الماء مغطيا مساحة من الارض حتى استكانته بمعنى أن جريان الماء بصورته كان حتميا فهذه هي المشاعية بعينها .