مجداً للأول من أيار عيد العمال العالمي


الاتحاد العام لنقابات عمال العراق
الحوار المتمدن - العدد: 5858 - 2018 / 4 / 27 - 12:10
المحور: ملف الأول من أيار عيد العمال العالمي 2018 المعوقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في العالم العربي     

بيان صادر عن الاتحاد العام لنقابات عمال العراق
مجداً للأول من أيار عيد العمال العالمي
في ذكرى العيد المجيد لعمال بلادنا والعالم نقف باعتزاز وإكبار أمام السفر النضالي للمسيرة المقدامة، وللمعارك النقابية والطبقية الباسلة التي امتدت أكثر من قرن ونصف القرن من الزمان، ضد النهب و القهر وبشاعات الاستغلال والعبودية، ومن اجل انتزاع الحقوق المشروعة لعموم فئات الشعب، في العمل والأجور المجزية والضمانات الاجتماعية، ولإرساء أسس العدالة الاجتماعية، وصولا الى إقامة مجتمع إنساني حقيقي تنتهي فيه والى الأبد كل أشكال الاستغلال والتعسف والاستبداد، مجتمع الديمقراطية والعدالة الاجتماعية .
أيها العمال والكادحون ... يا أبناء شعبنا العراقي
تعيش بلادنا منذ سنوات ظروفاً صعبة، تزداد تعقيدا واستعصاء يوما بعد آخر، جراء الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية المترابطة، التي قاد إليها صراع المتنفذين على حاضر البلد ومستقبله، والتنافس على مغانم السلطة وثرواتها، وتحاصص الأحزاب والكتل السياسية الحاكمة في عموم المؤسسات، وإرساؤها نظام الحكم بعد التغيير في ٢٠٠٣ على أسس طائفية وأثنيه مشوهة، حالت دون إقامة مؤسسات مدنية وعسكرية حقيقية لدولة عصرية ديمقراطية .
فعلى الصعيد الاقتصادي، عاني عمالنا وكادحي شعبنا بعد أن دخلت بلادنا منذ سنوات أزمات مالية واقتصادية خطيرة، نجمت عن سوء التخطيط والإدارة، وعن السياسات الخاطئة وغياب الرؤية التنموية طوال السنوات الماضية، الى جانب استشراء الفساد المالي والإداري. و تعمقت هذه الأزمة بعد هبوط أسعار النفط الى مستويات متدنية، وتركت آثارها السلبية على مستوى معيشة المواطنين وعلى الخدمات والضمانات المقدمة لهم، كما على موازنة البلاد المالية والخطط التنموية ومشاريع البناء والاستثمار.
ولم يكن مستغربا في ظل السياسات الاقتصادية للحكومة، والطريقة التي انتهجتها للتخفيف من الأزمة، أن يقع عبؤها الأكبر على الفئات والشرائح الاجتماعية الضعيفة والكادحة، وأصحاب الدخل المحدود والفئات الوسطى. وهو ما أدانه اتحادنا العام وتصدى له، ضاغطا للتراجع عنه وتصحيحه. من جانب آخر أدت الأزمات المتواصلة وعزوف الحكومات المتعاقبة عن إيجاد حلول ناجعة لها، الى ازدياد السخط الشعبي وتصاعد المطالبة بالإصلاح والتغيير من طرف الجماهير الواسعة، التي تزداد معاناتها في ظل تدهور الخدمات وتردي الأوضاع المعيشية واستشراء الفساد.
وسجل اتحادنا العام ، الاتحاد العام لنقابات عمال العراق ، صفحة جديدة متميزة من صفحات الاحتجاج والنضال الجماهيريين، ومساهمته المباشرة بالحراك الجماهيري لعمال ومنتسبي شركات التمويل الذاتي والشركات العامة ، احتجاجا على نهج الدولة بتصفية منشآتها الاقتصادية ومعاملها، وعلى قطع رواتب العاملين فيها، إضافة الى مئات التظاهرات والإعتصامات الجماهيرية في عموم المحافظات وعدم تقديم الحلول الناجعة للعاملين في العقود والأجور اليومية في وزارة الكهرباء والعديد من الوزارات والمؤسسات الحكومية وضمان حياتهم ومستقبلهم .
يا عمالنا الأشاوس ..
في هذه المناسبة العمالية المجيدة لا بد من تأكيد أهمية مواصلة الضغط وتصعيد المطالبات الجماهيرية بإعادة هيكلة بنية الاقتصاد العراقي، وتنويع قاعدة الإنتاج الوطني عبر تعزيز وتطوير القطاعات الإنتاجية في الصناعة والزراعة والتشييد والبناء والخدمات، وتحديث وتطوير البنى التحتية، نظرا لأهميته الاستثنائية، وكونه يشكل صمام أمان لا يمكن من دونه تجنب أزمات مالية واقتصادية كارثية أخرى ,وخاصة خطورة ما نصت عليه المادة ( 33 ) من قانون الموازنة لعام 2018 في الإسراع بعملية إعادة هيكلة ودمج تشكيلات الشركات العامة أو إلغاء تلك الشركات على مستقبل الصناعة الوطنية في بلادنا .
الى جانب ذلك لا بد من إعادة تأهيل مؤسسات الدولة ودعم القطاع الخاص الخدمي والمنتج، و حماية الإنتاج المحلي من المنافسة عبر تطبيق قوانين التعرفة الكمركية وحماية المستهلك، وإلزام مؤسسات الدولة بشراء منتجات تلك الشركات .
أن اتحادنا العام يضم صوته الى الأصوات العمالية والنقابية المطالبة دون كلل بإلغاء القرار الصدامي رقم 150 لسنة 1987 والقانون الجائر 52 لسنة 1987 ، وإطلاق حق التنظيم والنشاط النقابيين في جميع المشاريع والمؤسسات الإنتاجية والخدمية. كما انه يدعو الى التعجيل في إصدار قانون جديد للتقاعد والضمان الاجتماعي للعمال وفق معايير العمل الدولية ، وإقرار قانون الحقوق والحريات النقابية وفق معايير العمل الدولية بعد مصادقة العراق على إنضمامه إلى اتفاقية 87 لسنة 1948 . كما يدعو اتحادنا الى وحدة العمل النقابي في العراق، مقدرا الجهود المخلصة التي تبذلها النقابات العمالية في هذا الخصوص.
تحية لقواتنا المسلحة الباسلة وهي تسجل الانتصارات الباهرة على فلول داعش الإرهابية، والمجد لشهداء شعبنا وطبقتنا العاملة الأبرار .
عاش الأول من ايار عيداً مجيداً لعمال العراق والعالم.
تحية لعمال العراق ولاتحادهم المجاهد – الاتحاد العام لنقابات عمال العراق وللحركة العمالية العالمية.
المكتب التنفيذي
للاتحاد العام لنقابات عمال العراق
26 / نيسان / 2018