مرحى لكارين بيرس وبرحى لحنا غريب


فؤاد النمري
الحوار المتمدن - العدد: 5853 - 2018 / 4 / 22 - 18:52
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

مرحى لكارين بيرس وبرحى لحنا غريب

ما أعادني لكتابة تحية لسفيرة بريطانيا في مجلس الأمن السيدة كارين بيرس (Karen Pierce) هو قراءتي للأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني السيد حنا غريب في "الحوار المتمدن" 20/4/2018 يعلق أهمية كبرى على بناء الصين "إقتصاد السوق الإشتراكي" وهو ما قرره المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني المنعقد في أكتوبر 2017 .
نحن لا نملك هنا إلا أن نحيي سفيرة بريطانيا في مجلس الأمن السيدة الفاضلة كارين بيرس وهي توبخ مندوب روسيا قائلة .. "كارل ماركس يتقلب الآن في قبره وهو يسمع مندوب الدولة التي قامت على مبادئه يدافع عن وحش يقتل شعبه" . سفيرة بريطانيا في مجلس الأمن وهي من حزب المحافظين كما تقضي الأمور تدرك تماما أن مبادئ الماركسية الإنسانية النبيله لا تستقيم وسياسات العصابة الحاكمة في روسيا التي تصل إلى حد حماية وحش يقتل شعبه . هذه السيدة البريطانية النبيلة من حزب المحافظين ترفض أن يتنكر حكام روسيا لمبادئ ماركس الإنسانية النبيلة، ولذلك علينا نحن الماركسيين تجاه هذه السيدة النبيلة أن نهتف عالياً .. مرحى، مرحى لكارين بيرس !!

بالمقابل نقرأ من يدعي الشيوعية بل هو الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب يتنكر لأولى المبادئ الماركسية . إقتصاد السوق يحكم بأن تستبدل كافة منتوجات المجتمع بالنقود وفق قيمتها التبادلية الرأسمالية أي أن السلعة تستبدل بقيمة ما تختزنه من شغل بعد خضوعها لميكانزمات السوق بالطبع مثل قانون العرض والطلب . السوق هو تلك الماكينة الهائلة الجبارة التي تبتلع كل إنتاج المجتمع وحسب قيمته السوقية (Exchange Value) توزع الحقوق على كل طبقات المجتمع وأفراده، حق العمال بالأجور وحق الرأسماليين بفائض القيمة وحقوق الفلاحين وعمال الخدمات . وهكذا فالسوق لا تنتج إلا النظام الرأسمالي والذي هو في الجوهر توزيع الحقوق في الإنتاج القومي تبعاً لتقسيم العمل بين الطبقات والأفراد على العكس تماماً من جوهر "النظام" الإشتراكي.
أما "النظام" الإشتراكي فشغله الشاغل الوحيد هو إلغاء كل الحقوق فليس لأي من الطبقات أو الأفراد في المجتمع الإشتراكي أية حقوق ولا حتى البروليتاريا التي تعود كل السلطة إليها من خلال دولتها الدكتاتورية . ما يعود على الجميع ليس بدلات الإنتاج بل معاشات لا علاقة لها بقيمة إنتاجهم . الإشتراكية تلغي الحقوق وتلغي الطبقات وتلغي تقسيم العمل . الإشتراكية هي في الحقيقة ليست نظاماً إجتماعياً بل هي فترة قصيرة نسبياً تعد فيها البروليتاريا إنتقال المجتمع إلى الشيوعية حيث يخلق الإنسان من جديد كامل الإنسانية . الحزب الشيوعي، حزب البروليتاريا يأخذ على عاتقه أن بخلق من الإنسان الحالي الذي يؤمن حياته بالممتلكات إلى إنسان آخر حياته مؤمنة بلا ممتلكات، يعمل في إنتاج الحياة لأنه إنسان فقط تتحقق إنسانيته بالإنتاج الذي وحده ميّز الإنسان عن الحيوان ودون أن يحقق أية حقوق .
وهكذا فتجاه السيد الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني الذي لا يميز بين الرأسمالية والإشتراكية علينا نحن الماركسيين أن نهتف عالياً .. برحى، برحى لحنا غريب !!