الأعراب وحدهم يؤدلجون الدين الإسلامي.....4


محمد الحنفي
الحوار المتمدن - العدد: 5847 - 2018 / 4 / 16 - 17:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     


(قالت الأعراب آمنا قل لم تومنوا ولكن قولوا أسلما ولما يدخل الايمان في قلوبكم).
قرءان كريم

(الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله).
قرءان كريم


الأعراب واستغلال الدين:....1

لقد جاء في القرآن الكريم، في مرحلة نزول الوحي على محمد بن عبد الله: (الأعراب أشد كفرا، ونفاقا، وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله).

وهذه الفقرة من القرآن، تؤكد لنا أن هؤلاء، سوف يكونون محكومين بإثبات أن الأعراب مؤمنون بالدين الإسلامي، وأن الدين الإسلامين محمي بهم على مر العصور، وأن حمايته من مهامهم. أي أنهم يعملون على أدلجة الدين الإسلامي، حتى يصير في خدمة مصالحهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.

ولذلك، فاستغلال الدين الإسلامي، رهين بوجود الأعراب في الأصل، واستمر بوجود الأعراب على مر العصور. والمقصود بالأعراب، هنا، هم المدر. أي البدو الوافدون على الحاضرة، من أجل الاستقرار بها، فلا يجدون ما يفعلون إلا استغلالهم للفهم السطحي للدين الإسلامي، الذي يريدونه في خدمتهم، من أجل الإثراء السريع، بطريقة، أو بأخرى، من الأعراب الوافدين على الحواضر، من كل فج عميق، يتمسكون بعاداتهم، وتقاليدهم، وأعرافهم، التي نشأوا عليها، متمسكين بالانتماء العرقي، والقبلي، والمذهبي. وهو ما يصطلح على تسميته بالنظام الطائفي، وينقلون معهم كل ذلك إلى الحواضر المختلفة، التي يتجنبون فيها مخالطة السكان المتحضرين، الذين ولدوا، ونشأوا فيها، وتعودوا على احترام الاختلاف في كل شيء، بما في ذلك: المعتقدات، وبدون تعصب إلى أي معتقد، أو مذهب، مما يجعل سكان الحضر، أكثر تسامحا، وتجاوزا لما يترتب عن الاختلاف، أو الخلاف فيما بين سكان الحاضرة، في الوقت الذي نجد فيه: أن الوافدين على الحواضر، من البوادي المختلفة، أكثر تعصبا للرأي، أو المعتقد، أو المذهب، تبعا للتعصب إلى العشيرة، أو إلى القبيلة، أو العائلة، أو الأسرة، حتى وإن كانت مرتكبة لفعل مهين.

وإذا كان هم سكان الحاضرة، هو أن يعيشوا بسلام، وأن يتواصلوا فيما بينهم، وأن توفر لهم الإمكانيات المستجيبة لمتطلبات الحياة: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، فإن الوافدين من البوادي المختلفة، إلى الاستقرار في الحواضر المختلفة، لا يهمهم إلا جمع الثروات الهائلىة، التي يعملون على الحصول عليها، بكل الوسائل المشروعة، وغير المشروعة، بما في ذلك ممارسة الدجل، وادعاء معرفة الغيب، والانخراط في مختلف التوجهات الدنيئة، وخاصة تلك التي تمكنهم من الحصول عل جزء من الثروات، التي تتلقاها من جهات أجنبية، مقابل تنفيذ ما يطلب منهم، لصالح هذا التوجه المؤدلج للدين الإسلامي، أو ذاك، معبرين عن استعدادهم للقيام بأي عمل يضمن له الثراء في الحياة الدنيا، والحور العين في الحياة الأخرى.

لذلك، كان الأعراب الوافدون من مختلف البوادي، إلى مختلف الحواضر، مقصدا لمختلف التوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي؛ لأنهم أكثر انجذابا للخطاب المؤدلج للدين الإسلامي، وأكثر سعيا إلى تبني هذا الخطاب، والترويج له، في صفوف الوافدين من مختلف البوادي، الذين لا يبحثون إلا عن الثراء السريع، ومهما كانت الوسيلة، التي تمكنهم من ذلك.

ولذلك، فليس من العيب عندهم الاتجار في الدين، وفي السموم، وفي كل الممنوعات، وفي قطع الطرق، وفي الدفع بنسائهم، وبناتهم إلى ممارسة الدعارة، إذا كانت مصدرا من مصادر الدخل.

والذي دفعنا إلى القول بذلك، هو اعتقادنا، بأن الهجرة من مختلف البوادي، إلى مختلف الحواضر، هو الحصول على الثروات، وأن الثروات، يمكن الحصول عليها بالطرق المشروعة، وغير المشروعة، بما في ذلك الانخراط في الحركات الإرهابية، إذا كان سيؤدي إلى التسريع في عملية الإثراء.

وانطلاقا من المعطى المذكور، وفي حالة قيامنا بجرد الانتماء المناطقي للمعتقلين، بسبب انتمائهم إلى الحركات الإرهابية، أو إلى المجموعات الإرهابية، أو إلى الخلايا الإرهابية النائمة، في أي بلد، بما في ذلك المغرب، سنجد أنهم يفدون على الحواضر من مختلف البوادي، حتى وإن كانوا متعلمين، وحصلوا على أعلى الشهادات، وأن الداعي إلى الالتحاق بالإرهابيين، في أي مستوى من مستوياتهم التنظيمية، هو ما يتلقونه، أو ما تتلقاه أسرهم من تعويض عن ذلك، بل إن النساء، أنفسهن، كن يقدمن أنفسهن كمجاهدات للنكاح، مقابل ما يتلقينه من تعويضات عن ذلك.

وأغلب العصابات التي تتشكل في مختلف المدن، تتشكل من بين الوافدين على الحواضر، من البوادي المختلفة، وخاصة الذين يتسلحون بالعيون المختصة في قطع طرق المارة، من أجل سلب ممتلكاتهم المختلفة، بما في ذلك ما يتوفرون عليه من أموال.

وإذا بحثنا في صفوف المعتقليت، من ممارسي النهب، والسرقة، وقطع الطرق، والاتجار في السموم، وفي الممنوعات، سنجد أنهم من الوافدين من مختلف البوادي، التي تعاني من الإهمال، والفقر، وشدة الحاجة، والجوع، وغير ذلك، مما لا يمكن الإتيان على ذكره، في هذا السياق.

وحتى أولئك الذين تمكنوا من إيجاد عمل ما، في القطاع الخاص، أو القطاع العام، فإننا نجد أنهم لا يحترمون المهام التي كلفوا من أجل القيام بها، ولا يخلصون في أداء تلك المهام، بل نجد أنهم يرتشون، وينهبون ما أسند إليهم تدبيره من أموال، بطريقة، أو بأخرى، ولإقامة مشاريع اقتصادية، تعطاها الأولوية، على حساب المهام، التي كلفوا بها في القطاع الخاص، أو في القطاع العام؛ لأنه يشعر أن مهمته في الحياة، هي تكديس الثروات، والحصول على الممتلكات، التي تمكن الوافدين على الحواضر من تحصين أنفسهم ضد الفقر، والجوع، والمرض، مع المبالغة في الاستغلال، على على مستوى إعداد السكن، وعلى مستوى التأثيث، وعلى مستوى التبضع. وفوق كل ذلك، يتظاهرون بأنهم متدينون، أي أنهم يمارسون استغلال الدين، إلى جانب استغلال المنصب، إلى جانب استغلال المشاريع الخاصة، التي يقوم بها، إلى جانب الارتشاء، ونهب الثروات، التي يوكل إليهم أمر تدبيرها، لإخلالهم في المهام التي تسند إليهم؛ لأن النازحين من البوادي، يلهثون وراء الثراء، حتى وإن كان مصدره غير مشروع، أو يلحق الأضرار الكبيرة بالمجتمع، وفي مثل هؤلاء النازحين من البوادي، في اتجاه المدن، أو الحواضر، مهما كان حجمها، نجد أن هذا التشبيه، الوارد في القرآن الكريم، يصدق على أي واحد منهم. فهو (كالكلب، إن تحمل عليه يلهث، وإن تتركه يلهث). واللهث وراء الثراء، يجعل ممارسه، غير مبال بما يجري حوله: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، ولا يعمل على فرملة تطلعاته، التي قد تجره إلى ممارسة الخبث، بشكل، أو بآخر، ودون أن ينتبه إلى أن ما يمارسه خبث؛ لأن ما يهمه هو الثروة.

وللتغطية على ممارسة الخبث، في سبيل الحصول على الثروة، فإن الوافدين على الحواضر المختلفة، من البوادي المختلفة، يتظاهرون بالتدينن ليتحولوا إلى رجال دين، لجعل المجتمع يغض الطرف على ممارسة الوافدات، والوافدين، على الحواضر المختلفة، من البوادي المختلفة.

والأعراب، كذلك، هم المتأسلمون، الذين لا يتعاملون مع الدين الإسلامي، إلا من منطلق مصلحتهم منه، لا من منطلق الإيمان به، والتحلي بالقيم النبيلة، التي تنضح من نصوصه، مما يساهم في تطور المجتمع، وتقدمه على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية؛ لأن التحلي بالقيم النبيلة، لا يشكل اهتمام الأعرابي، بقدر ما ينال اهتمامه، مما يجعله يرتدي الدين الإسلامي، أمام جميع أفراد المجتمع، لجعلهم يعتقدون أن الدين الإسلامي هو دينهم، من باب التضليل، ولجعلهم يغضون الطرف عما يقومون به، مما يقودهم إلى التأسلم، والقيام بأعمال تصرفهم عن الاهتمام بالدين الإسلامي، إلا إذا كان ذلك من باب التوظيف الأيديولوجي، والسياسي، ليعتبر كافة الناس، كل ما يصدر عنهم، من الدين الإسلامي، حتى وإن كان غير مناسب، وغير منسجم مع ما جاء به الدين الإسلامي، وهو ما يجعلنا نعتبر: أن الدين الإسلامي يتعرض للتحريف على أيدي هؤلاء البدو، ال (أشد كفرا، ونفاقا، وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله)، كما جاء في القرآن.

ولذلك، نستطيع القول، بأن غالبية مؤدلجي الدين الإسلامي، نازحون من البادية، في اتجاه مختلف الحواضر، في أي بلد، يتعاظم فيه شأن مؤدلجي الدين الإسلامي، إلى درجة التسرطن، والتعاظم، وتهديد كيان الدولة القائمة، في أي بلد، من خلال العمل على السيطرة على أجهزتها المختلفة، إما عن طريق الانتخابات، التي يعتبرها المسؤولون فعلا ديمقراطيا، أو عن طريق ممارسة كل أشكال العنف المادي، والمعنوي، لتحقيق الهدف الأسمى من التأسلم، والمتمثل في امتلاك الثروة، وفي السيطرة على أجهزة السلطة، بأنواعها المختلفة، لحماية الثروة، وجعل السيطرة على السلطة مدخلا لمراكمة المزيد منها، وهو ما يجعلنا نعتقد: أن الدين الإسلامي، ما هو إلا وسيلة لجعل الأعراب المتأسلمين، يوظفونه أيديولوجيا، وسياسيا، من أجل الوصول إلى السلطة، وتوظيف السلطة، من أجل الوصول إلى تكديس المزيد من الثروات، لينسبوا إلى الله أنه رزقهم، من حيث لا عين رأت، ولا أذن سمعت.