بعد احتلال عفرين وتشريد سكانها / الاتحاد الأوربي يسترضي أردوغان ويدعم دكتاتوريته


رشيد غويلب
الحوار المتمدن - العدد: 5834 - 2018 / 4 / 3 - 01:12
المحور: الارهاب, الحرب والسلام     

عقدت في 26 اذار الفائت في مدينة فارنا البلغارية قمة اوربية –تركية مصغرة. وضم الوفد التركي، الذي ترأسه رئيس الجمهورية رجب طيب ادوغان: وزير شؤون الاتحاد الأوربي عمر سيليك، وزير الخارجية، مفلوت كافوس أوغلو، وزير الاقتصاد، نهات زيبيكشي وزير التجارة بولند توفينكي. ومثل الاتحاد الأوروبي كل من رئيس المفوضية الأوروبية كلود يونكر ، ورئيس المجلس دونالد تاسك مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي ، فيديريكا موغيريني.
وعكست تصريحات أردوغان لدى مغادرة انقره خليطا بين المرونة والتشدد والمزايدة: "ان الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي يظل هدفنا الاستراتيجي"، وحذر الاتحاد الأوربي من تجاهل مخاوف أنقرة "هذا خطأ كبير"، ويجب "دعم محاربة تركيا للإرهاب وليس انتقادها". وتحت هذا العنوان قامت قوات أردوغان المتحالفة مع مليشيات ارهابية، ومنظمات فاشية تركية باحتلال منطقة عفرين السورية وتدميرها وتشريد سكانها، والبدء بخطط تغيير طابعا الديموغرافي ، في سياق حرب أردوغان العدوانية ضد الشعب الكردي.

نقد ولكن!

وكان المجلس الأوربي قد اصدر قبيل انعقاد القمة المصغرة قرارا أدان فيه الأعمال غير الشرعية المستمرة لتركيا في شرق البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجة. وسبق للسفن الحربية التركية إن منعت في شباط الفائت، شركة ايطالية من القيام بعمليات حفر في المياه الدولية القبرصية، وفي موقع آخر اصطدمت دورية تركية بقارب من خفر السواحل اليوناني بالقرب من مجموعة من الجزر في بحر ايجه ، وهو أمر مثير للجدل بين أثينا وأنقرة. وأعرب المجلس الأوربي عن قلقه العميق إزاء استمرار احتجاز مواطني الاتحاد الأوروبي من قبل اجهزة أردوغان الأمنية.
وعلى اساس ما تقدم يفترض إن تشهد العلاقات الأوربية التركية حالة من البرود، ولكن الواقع يؤشر صورة مختلفة تماما: تركيا هي الشريك التجاري السادس الأكثر أهمية للاتحاد الأوروبي. وهناك مواقع انتاج أوربية في تركيا تستغل اليد العاملة الرخيصة، مع غياب الضمانات الاجتماعية للعمال، وتغييب دور النقابات.

سياسة الاسترضاء الأوربية

وعلى هذه الخلفية يعرب الاتحاد الأوربي عن قلقه لاعتقال مواطنين اوربيين، ولكنه لا يقول كلمة واحدة بشأن القمع المتواصل والمتسع للمعارضة والصحفيين، والتي تمخضت عن اعتقال 160 الفا خلال اقل من سنتين، يعاني خمسون الفا منهم ظروف اعتقال لفترات طويلة. وتشمل قائمة المعتقلين كذلك محامين وقضاة. واشار تقرير مفصل لمكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف إلى تعرض مئات الآلاف من المواطنين إلى انتهاكات حقوق الإنسان ، وإلغاء حرية الصحافة والتعبير ، وتعطيل استقلالية القضاء.

تمويل اوربي
لسياسة العسكرة

وقبل أيام من القمة المصغرة كشفت مجلة "شبيغل" الإخبارية الالمانية "أن دول الاتحاد الأوروبي قد زودت الحكومة في أنقرة بتقنية مراقبة أمنية للإشراف على الحدود التركية السورية بقيمة 80 مليون يورو". وهذه المناطق الحدودية ليست فقط موقعا لممارسة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وعمليات الإعدام دون الرجوع الى القضاء، بل شكلت قاعدة انطلاق لاحتلال عفرين وتدميرها.
وعلاوة على ذلك ، و في إطار برنامج التنمية الإقليمي تم تحويل 35,6 مليار يورو لتمويل إنتاج مدرعات تركية يستخدمها أردوغان لمحاربة حركة التحرر الوطني الكردستانية. وهناك 30 مليون يورو قدمت لشركات تنتج طائرات بدون طيار تستخدم لمراقبة الحدود التركية – اليونانية. إلى جانب تعاون اجهزة شرطة الاتحاد الأوربي مع اجهزة الشرطة التركية في ملف "محاربة الارهاب"، مع الاشارة إن ممارسة إي نقد لسياسة أردوغان يصنف تلقائيا على انه عمل ارهابي.

المؤتمر الصحفي

في المؤتمر الصحفي الختامي ، قال أردوغان إن المرحلة الأصعب من العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا تم تجاوزها. وقال إن تركيا كبيرة وشابة ومهمة. ويبقى الانضمام الى الاتحاد الأوروبي الهدف الاستراتيجي للبلاد. ويلتقي جميع المحاورين باحترام ومحبة. ودعا الاتحاد الأوروبي إلى تحويل ما تبقى من الثلاثة مليارات يورو الموعودة بموجب اتفاق منع عبور اللاجئين إلى الضفاف الأوربية ، لأن تركيا لم تتلق سوى 1,8 مليار يورو.
وعلى الفور طمأن رئيس المفوضية الأوروبية يونكر أردوغان بضمان تقديم ثلاثة مليارات يورو أخرى. وقال "يجب ألا يكون هناك شك في أن الاتحاد الأوروبي سيحترم التزاماته". وأضاف أن الاجتماع كان " وديا للغاية" ووصف أردوغان بأنه "صديق". وبالتالي فإن الاتحاد الأوروبي سيكافئ أردوغان بمبلغ إضافي قدره 3 مليارات، لان حروبه تستمر بإنتاج لاجئين ، يتم منعهم من الوصول إلى اوربا.