معركة سيناء 2018… سيمفونية الحسم الأسطورية


فاطمة ناعوت
الحوار المتمدن - العدد: 5817 - 2018 / 3 / 16 - 13:47
المحور: الادب والفن     

=============================


في جميع بيانات "القيادة العامة للقوات المسلحة"، التي بلغت حتى الأحد الماضي خمسةَ عشر بيانًا، ينسِبُ المتحدثُ العسكريُّ كيانَ "القوات المسلحة" إلى الشعب المصري. فلا يقول: "تستمرُّ القواتُ المسلحة"، بل يقول: "تستمرُّ قواتُكم المسلحة". وفي تحويل: "ال" العَهد، إلى الضمير "...كم" تكمنُ رسالةٌ شديدة البلاغة والقوة والذكاء.
"وتستمر قواتُكم المسلحة والشرطة في بذل كلِّ غالٍ لرفعة الوطن وسلامة شعبه الكريم"، هكذا اختتم البيانُ قولَه، ليتحوّلَ كلُّ مواطنٍ مصريٍّ من "متابع"، إلى "مُشارك". من "مُشاهِد" إلى "ضالع"، من “منتظر” إلى “فاعل”، من "مواطن" إلى "مقاتل"، ومن "مُنصِتٍ" إلى "عازف" في سيمفونية أسطورية هائلة، قوامُ عازفيها مائةُ مليون عازف مصريّ.
لم يسبق لتاريخ العالم أن شهِد سيمفونيةً بهذه الفرادة والاستثنائيّة. فكلُّ سيمفونيات العالم تتكوّن من أربع "حركات" أو أقلّ. بينما سيمفونية سيناء العظيمة عديدةُ الحركات مفتوحةٌ على المدى. بلغت السيمفونيةُ حتى الآن خمس عشرة حركةً، ويعلم الله متى ستكون "السوناتا" الأخيرة التي تختم السميفونيةَ بالضربة القاضية على الإرهاب الأسود، ليعقبَها تصفيقُ جماهير العالم بأسره.
وكلُّ سيمفونيات العالم تُكتَبُ من أجل أوركسترا واحد وحيد. لم يشهد التاريخُ سيمفونية يتشارك في عزفها أكثرُ من أوركسترا، إلا سيمفونيةَ "سيناء "2018 الفريدة التي تشارك في عزفها أوركسترا الجيش المصري، مع أوركسترا الشرطة المصرية، مع أوركسترا مؤسسات الدولة. وفي كل حركة من حركات السيمفونة يبرزُ بطلٌ صولو، يمثّل "أوركسترا فرعية"، تعزفُ لحنَها الخاص: القوات الجوية، القوات البحرية، التشكيلات البرية، قوات حرس الحدود، المجموعات القتالية المشتركة من التشكيلات التعبوية والشرطة، كتائبُ المهندسين العسكريين، المخابرات الحربية، كتائب المعلوماتية، جهاز الشؤون المعنوية للقوات المسلحة، قطاع الأحوال المدنية التابع لوزارة الداخلية، وغيرها الكثير من الصوليستات التي تتكامل فيما بينها لتخلق نغمًا متكاملا من الهارموني الموسيقي القتالي المتقن. لكن هناك أوركسترا جديدًا يعزف لحنَه الراقي في خلفية المشهد الأوبرالي المدهش. "سلاح الظهير الشعبي" كما أسمّيه. فالشعبُ المصريّ الشريف يؤمنُ بخطورة ما يجري في سيناء الآن، فاصطفّ خلف جيشه العظيم يدعمه ويؤازره ويدعو له مع كل خفقة قلب مصري ينبضُ فوق تراب هذا البلد العريق، مصر الطيبة. أوركسترا الشعب المصري، الذي يعرف حتمية تلك المعركة الشريفة المشتعلة في سيناء الآن، ويعرف أن لا نهضةً لمصر بدون تلك المواجهة، ولعلّها أشرسُ معاركنا وأشرفها؛ لأنها تذود عن شرف مصر وتكتبُ مستقبلَها.
نذكر بالفخر كلَّ جنديٍّ مصريّ يجودُ بدمائه الآن من أجلي ومن أجلك ومن أجل مصر، ونذكر بالخير كلَّ شهيد مصريّ شريف قدّم حياته قربانًا لهذا الوطن، ونذكر بالحبّ كل أمٍّ يحترق قلبُها على وليدها، لكنها لم تبخل بأثمن ما لديها من أجل الوطن. اللهم اِحمِ أسودَ مصر البواسلَ في سيناء، وإليهم أقدّم هذه الأغنية التي ستسمعونها قريبًا بصوت أجمل حناجر مصر، على نغمات أرقى موسيقيي مصر.

***
تعظيم سلام لجيش بلادي
حامي أرضي
حامي عرضي
معركتنا جوا سينا
معركة دم وشهيد
...
جندي واقف ع الحدود
عينه صقر
قلبه حديد
...
أنت ابن لكلّ أمّ
أنت مجد في كلّ فمّ
وأنت درع لكل دمّ
في عروق ولادي
...
تعظيم سلام
تعظيم سلام لجيش بلادي.

*

جنود بلادي
ياللي بتضحوا بحياتكم
لأجل ما غيركم يعيش
إنتوا ع الجبهة دروعنا
واحنا عزم مينتهيش
...
جندي بلادي
في الوطن أعظم نشيد
وفي السما
عايش شهيد
….
تعظيم سلام
تعظيم سلام لجيش بلادي.

*

جندي بلادي
دمّك الغالي فداني
دم طاهر
يروي أرض النيل فاتطرح
في القلوب شمس وأغاني
دم أحمد
دم مينا
يختلط في أرض سينا
خضّب التربة العفيّة
طرحت زهور
خضّر الصحرا العصيّة
خلا كل الضلمة نور

تعظيم سلام
تعظيم سلام لجيش بلادي.

*

جيش بلادي
هو تاج مصر الشريف
يحمي تاريخها وحاضرها
لو حتى طيف
مرّ بسماها
من عدو عاوز دمارها
مش هايطلع له نهار
...
جيش بلادي
هو تاج مصر وشرفها
كلنا شايلين جميلك
اللي بيشوف
والكفيف
أما اللي بيخون الوطن
مش مِننا!
ده وباء وجيف
تطرده الأرض اللي طاهرة
من تراب طِيبة العفيف

تعظيم سلام
تعظيم سلام لجيش بلادي.