( فى سبيل الله ) فى التعامل البشرى الدنيوى وفى اليوم الأخر :


أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن - العدد: 5812 - 2018 / 3 / 11 - 22:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

( فى سبيل الله ) فى التعامل البشرى الدنيوى وفى اليوم الأخر :
مقدمة :
1 ـ قلنا كثيرا إن الاسلام السلوكى يعنى السلام ، وأن الايمان السلوكى يعنى الأمن والأمان ،أى ان يكون الفرد مأمون الجانب . وقلنا إن الاسلام القلبى هو التقوى بمعنى إسلام القلب لرب العزة جل وعلا بالايمان به وحده لا إله غيره ، وأن يتقى الفرد ربه جل وعلا فيبتعد عن المعاصى ويعمل الصالحات . وعلينا أن نتعامل مع أى إنسان حسب سلوكه ، فإذا كان مسالما مأمون الجانب فهو أخ أو أخت فى الاسلام الظاهرى السلوكى حسب تعامله ، ولا شأن لنا بدينه ، سنيا / شيعيا / صوفيا / مسيحيا / يهوديا / بوذيا / هندوسيا / بهائيا / ملحدا ..الخ . نتزوج منه ويتزوج منا . ما فى قلبه من إيمان أو كفر مرجعه الى الله جل وعلا يحكم عليه وعلينا رب العزة جل وعلا يوم الدين .
2 ـ هذا على المستوى الفردى . فماذا عن الدولة الاسلامية التى أسسها خاتم النبيين ( عليهم السلام ) . نناقش هذا من خلال مصطلح ( فى سبيل الله ) .
3 ـ أهمية مصطلح ( فى سبيل الله ) أنه يأتى فى موضوعى الهجرة والقتال والجهاد : ( من يهاجر فى سبيل الله ومن يجاهد ويقاتل فى سبيل الله ) . مصطلح ( فى سبيل الله ) يوحى بأن الحكم عليه يكون مخصوصا برب العزة جل وعلا فقط يحكم به يوم القيامة ، فهو وحده الذى يعلم من هاجر فى سبيل الله ومن جاهد وقاتل فى سبيل الله . وبالتالى فليس لنا أن نتعامل بهذا ، فنحن لا نعلم غيب القلوب ، ولا نعرف هل (فلان ) هاجر فعلا فى سبيل الله أو لغرض آخر ، وهل فلان جاهد فى سبيل الله أم لهدف آخر .
4 ـ المفاجأة أن الله جل وعلا فى التشريع القرآنى الاسلام يجعلنا نتعامل حسب الظاهر ، فمن هاجر ( زاعما أنه مهاجر فى سبيل الله ) علينا أن نتعامل معه حسب زعمه ، ومن يجاهد ويقاتل زاعما أنه فى سبيل الله عليما أن نتعامل معه حسب زعمه . ليس لنا أن نفتّش عن قلبه وليس لنا إلا أن نتعامل معه حسب الظاهر . هنا روعة التشريع الاسلامى .. ونعطى بعض التفصيلات :
أولا : التعامل الدنيوى حسب الظاهر :
1 ـ فى بداية إستقرار المهاجرين فى المدينة حدث تغيير فى العلاقات فى مجتمع المدينة ، ترك مهاجرون نساءهم فى مكة وتركت مهاجرات أزواجهن فى مكة وإستقر الجميع فى المدينة ، وقد تركوا خلفهم أموالهم وبيوتهم ، وآخى النبى عليه السلام بين المهاجرين والأنصار ، وكان الكثير من المهاجرين والمهاجرات فى حاجة للعون . ضاق الملأ من كبار الأوس والخزرج والذى كان مسيطرا على ( يثرب ) قبل الهجرة من هذا الوضع إذ فقد مكانته ونفوذه . وإستغل الوضع الاجتماعى القلق وقتها فنظّم نشر إشاعات إشاعات كاذبة تطعن فى أعراض بعض المؤمنات من المهاجرات والأنصار . هذا هو المعروف بحديث الإفك والذى نزلت فيه آيات من سورة ( النور ) تبرىء المؤمنين والمؤمنات ، وتشير الى أن الذى تولى نشر هذا الموضوع ينتظره عذاب اليم ، قال جل وعلا : (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنْ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) النور ) . تعرضنا لهذا الموضوع بالتفصيل فى كتابنا ( القرآن وكفى ). ولكن الذى يهمنا هنا أن بعض من اسهم فى نشر الاشاعات الظالمة كان من المهاجرين ـ ربما تقربا للملأ المنافق فى يثرب . الله جل وعلا دعا من نالته هذه الإشاعات الظالمة أن يعفوا وأن يصفحوا عن أولئك المهاجرين والمهاجرات.قال جل وعلا:( وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) النور 22 ). يلفت النظر هنا أن الله جل وعلا وصف أولئك المهاجرين والمهاجرات بقوله (وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) . أى مهما فعلوا ، وبغض النظر عن هدفهم من الهجرة فهم مهاجرون فى سبيل الله . بهذا الزعم هاجروا ، ومع أنهم وقعوا فى عصيان فهذا لا يحرمهم من صفة ( المهاجرين فى سبيل ) ، وعلى المسلمين التعامل معهم حسب هذا الظاهر ، حتى لو أخطأوا وعصوا .!
2 ـ فى بداية الهجرة الى المدينة ظهر مصطلح (الموالاة )أى أن يوالى المؤمنون من المهاجرين والأنصار بعضهم بعضا ضد العدو الذى يهاجمهم . الموالاة تعنى إسلاميا أن توالى دولتك التى تتعرض لهجوم معتد ضد ذلك العدو المعتدى. جاء هذا فى قوله جل وعلا:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ ) الأنفال 72 ). الذى نتوقف معه هنا هو قوله جل وعلا فى التعامل الظاهرى:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) ، فكل المهاجرين هم مهاجرون فى سبيل الله ـ هذا هو الظاهر ، وهذا هو الذى نتعامل به ، وليس لنا أن نفتش عن ضمائرهم .
3 ـ قريش مشهورة بمكرها . فى حالة الحرب وفى مواجهة مكر قريش وإستغلالها الهجرة فى إرسال جواسيس ـ خصوصا من النساء كان لا بد من الحذر . يتجلى هذا الحذر فى ضرورة إجراء إختبار ( أمنى ) للمهاجرات ، لا شأن له بالايمان القلبى لأن هذا الايمان مرجعه لعلام الغيوب جل وعلا . قال جل وعلا :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ ۖ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ ۖ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ ۖ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ۖ ) الممتحنة 10 ).
4 ـ كانت الهجرة للمدينة نقطة قوة وايضا نقطة ضعف . بالهجرة يتزايد العدد ، ولكن بالهجرة يتسلل جواسيس . الأخطر منهم كانوا من الأعراب الذين هم أشد كفرا ونفاقا ، بعضهم كان يأتى الى المدينة يعلن إسلامه ، ويتجول فيها يتعرف على مواطن الضعف ، ثم يأتى مهاجما معتديا ، وبعضهم كان يعقد معاهدة سلام وعدم إعتداء ثم ينقضها منتهزا ثقة المسلمين به.هذا نوع خطير جدا من المنافقين ، نزل فيه تشريع خاص فى التعامل معهم فى سورة النساء ( 88 : 91 ). منه قوله جل وعلا عنهم : ( وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ۖ فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ ۖ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ) النساء 89 ).مع كفرهم ونفاقهم وخطورتهم فإن مجرد هجرتهم توصف بأنها ( فى سبيل الله ). هذا تشريع غاية فى الرُّقى .
5 ـ يماثله تشريع آخر فى القتال . جيش يهاجم المسلمين معتديا ، وفى أرض المعركة يتعرض جندى من هذا الجيش للقتل فيصرخ ( السلام عليكم ) . عندها يجب حقن دمه ، لمجرد قوله ( السلام ) لأن الاسلام هو دين السلام . قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) ) النساء 94 ) . (ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) يعنى قاتلتم فى سبيل الله . ومن يقاتل فى سبيل الله ليس له غرض فى مغانم .
ثانيا : فى اليوم الآخر
الرحمن جل وعلا هو الذى يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور . هو جل وعلا الذى سيعلم حقيقة من هاجر فى سبيله ومن جاهد وقاتل فى سبيله . فى يوم الحساب لا مجال للمزاعم والنفاق . عن أحوال المهاجرين والمجاهدين فى سبيل الله جل وعلا حقا وصدقا نزلت آيات كثيرة ، منها :
1 ـ قال جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) البقرة 218 ) علامة الذى يهاجر ويجاهد فى سبيل الله أنه يرجو رحمة الله يوم الدين ، وسيغفر الله جل وعلا له يوم الدين .
2 ـ قال جل وعلا : ( وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً ۚ وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ) النساء 100 ). المهاجر فى سبيل الله يتعرض للكثير من المشاق ، ولكن يجد سعة وفضلا من ربه جل وعلا ، وإذا مات فأجره مضمون عند ربه جل وعلا.
3 ـ قال جل وعلا :( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) الأنفال 74 ). هم عند الله جل وعلا المؤمنون حقا . وهم مغفور لهم ، قال جل وعلا : ( ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِن بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ) النحل 110 )، وهم الأعظم درجة ، قال جل وعلا : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ) التوبة 20 )
4 ـ قال جل وعلا : ( وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ۖ وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) النحل 41 )، ( وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) الحج 58 ) الله جل وعلا يعدهم بالحسنة فى الدنيا وفى الاخرة .
5 ـ ثم هناك أجر من يثقتل فى سبيل الله أن يكون منعما فى البرزخ بلا موت ، قال جل وعلا : ( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) آل عمران 169 ).
6 ـ ونفس الأجر ينتظر الذى يقاتل فى سبيل رب العزة جل وعلا ، قال جل وعلا : ( فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ۚ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ) النساء 74 ) وهى أعظم تجارة مع رب العزة ، قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ (13) الصف ) .
7 ـ وعن المهاجرين والمقاتلين فى سبيل الله قال جل وعلا : ( وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) الحج 58 )، ( فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ) آل عمران 195 ). الله جل وعلا هو وحده الذى يعلم عمل كل فرد . ومن يهاجر ويجاهد ويتعرض للإضطهاد فى سبيل الله يجد أجره يوم الدين .
أخيرا :
مع هذا كان بعض المؤمنين المهاجرين يوالون قريش المعتدية ، فقال لهم رب العزة : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ ۙ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي ۚ تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ ۚ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1 ) الممتحنة ). هنا فرض الموالاة للدولة الاسلامية ، والله جل وعلا الذى يعلم ما فى القلوب يحذرهم إن كانوا هاجروا فى سبيل الرحمن جل وعلا فعلا فلا يصح أن يوالوا المشركين المعتدين .