أمي السيدة القديمة


عباس علي العلي
الحوار المتمدن - العدد: 5810 - 2018 / 3 / 9 - 01:22
المحور: الادب والفن     

شجرة مباركة
زرعها الله بيده وخلقها من طين
وقال لها ولزوجها
أيتها النفس كوني حياة
فكانت يد الله التي يخلق بها الإنسان
تلك السيدة آدم
عروس خلائق الله الرب
والجوهرة المكنونة في تاج الوجود.....
مدت جذورها في ذاك الطين
تبحث عن سر الوجود
بوجودها أينعت ثمار مختلفة ألوانها
وملئت حمل الأرض
إنها أمي التي جعلها الجمال من محبة
فصارت سلاما وحنينا وقارورة من عسل
أمي أيتها السيدة الأولى التي أرضعت وليدا من ضعف
فصار جبارا
من ضعف
وضعيفا من تجبر
أنها قدر القدر
وفتنة الدهر
ولزوم لا بد له من إلتزام.....
كانت بداية الخلق
من كلمة وطين
ثم صار الموجود نقطة من ماء مهين
ضعف بقوة
وقوة لا تستهين
إنها أنت ايتها السيدة الأم
بك ينصاع القدر
ولك تستولد الأحلام حلمها
في كل لحظة أنت سيدتها
وكان الإنسان
وكان كل شيء ممكن حتى الخيال
فما شاخت قواك
ولا وهن العظم حتى يستبدل الله يده الجميلة
كوني انت
لأنك أنت الكون
والكون بين يديك زهرة
أمي العظيمة
السيدة الجديدة القديمة....