الحاجة رابحة حين تغادرنا...


محمد الحنفي
الحوار المتمدن - العدد: 5792 - 2018 / 2 / 19 - 09:11
المحور: الادب والفن     

ما كانت في هذي الحياة...
إلا إنسانة...
تجاه أسرتها...
تجاه عائلتها...
في ربوع هذا الوطن...
تجاه أقاربها...
في كل هذا العالم...
تجاه الجيران...
وكل المحبين للحياة...
في كرامتها...
°°°°°°
فالإنسانية في كل السلوك...
لا تفارقها...
والناس حين يعرفون...
أن الحاجة رابحة...
إنسانة...
أن إنسانيتها...
ملتصقة...
بأشعة ضوء القمر...
بأشعة شمس النهار...
وكل نجوم الليل...
يقصدون المجال...
التتواجد فيه...
من أجل التزود...
من إنسانيتها...
°°°°°°
فهل نستمد قوانا...
من إنسانية الحاجة رابحة؟...
وهل نمتلك...
أن تصير الإنسانية منا؟...
°°°°°°
غادرتنا الحاجة رابحة...
وما عدنا نراها...
لكن إنسانيتها...
صارت فينا...
قيما تثرى...
قيما تنمو...
قيما تنتشر...
من كل أقاربها...
في المجتمع...
فقد نجحت...
في إعداد نشأتها...
وصارت كريمة...
مع كل الحفيدات / الأحفاد...
مع كل الأصهار...
لا تتدخل...
في شؤون الغير...
ولا تعتبر...
من لا يحترم...
إنسانية كل الأفراد...
إنسانية المجتمع...
إنسانية كل العمال / الأجراء...
إنسانية...
كل العاملات / الأجيرات...
إنسانية الكادحات / الكادحين...
في أي قرية...
في أي مدينة...
وفي كل مسار الحياة...
°°°°°°
والحاجة رابحة...
كانت أما عظيمة..
ككل العظيمات...
من الأمهات...
كانت مربية...
لكل الأولاد...
مهما كانوا...
في الأسرة...
في العائلة...
في الحي...
حتى صارت مثالا...
للاحتضان...
وصار الجميع في كل الربوع...
ممن يعرفون الفقيدة...
يقدرون العطاء...
يحترمون الأسلوب...
في التربية...
يعتبرون الطريقة...
معتبرة...
متقدمة...
متطورة...
في علوم التربية...
°°°°°°
يا سيدتي...
يا من افتقدنا منك الجسد...
إننا على نهجك...
نسعى إلى أن نصير...
مستعيدين...
قوتنا...
ممتلكين لقدرتنا...
على أن نسترجع كل الذكريات...
على أن تكوني حاضرة...
فيما بيننا...
يا سيدتي...
ما حيينا...
ما دام هناك بنات / أبناء...
ما دام الاستمرار...
بين الحفيدات / الأحفاد...
°°°°°°
فالأمل كل الأمل...
أن تصير القيم...
المنبعثة...
من أسلوب الحاجة رابحة...
في التربية...
بشخصيات من نشأوا...
ومن نشأن على يديك...
بشخصيات...
الحفيدات / الأحفاد...
بشخصيات الأفراد...
العاشروك في كل مكان...
انتقلت إليه...
عشت فيه جزءا...
من حياتك...
والملاذات الكثيرة...
لا تتساوى مع ملاذك...
ولا ترقى إليه...
رغم البساطة...
الكانت تميزه...
رغم الأمل...
الصار منبعثا...
من كل محيطك...
حتى تمتد كل القيم...
في كل عالمنا...
بين البشر...
اليصيرون ساعين...
إلى تمثل نبل القيم...
حتى يصير الناس جميعا...
يعيشون...
على نهجك في التربية...
°°°°°°
يا أيها الناس...
يا من إليهم...
تم إنتاج نبل القيم...
في مسار حياة الفقيدة...
لتصير خالدة...
بإنتاج نبل القيم...
التحولها...
إلى مقصد للعارفين...
نجاعة نبل القيم...
°°°°°°
يا أيتها التائهات...
يا أيها التائهون...
بين البشر...
إن الفقيدة...
خلفت منهجا...
يعالج مرضى التيهان...
فهلموا جميعا...
إلى منهج في الحياة...
بامتداد تربوي...
يعالج...
مرضى التيهان...
حتى يصير كل مجتمع...
خال من التيهان...
°°°°°°
فالفقيدة...
كانت خبيرة...
بعمق الإنسات...
وخبرتها...
تغزو الحياة...
بتمثل نبل القيم...
وما خلفته من منهج...
لإنتاج نبل القيم...
يصير فينا...
ومنا إلى كل البشر...
حتى يلتصق...
نبل القيم...
بكل الأطفال...
بكل الشابات...
بكل الشباب...
بكل النساء...
بكل الرجال...
في عالم...
يفتقد فيه الناس...
إنتاج نبل القيم...
في الروض...
في المدرسة...
وفي كل جامعات الدنيا...
لإنتاج البشر...
اللا وجود للإنسان ...
في جوهره...
اللا يعرف معنى...
لنبل القيم...
لأن إنتاج نبل القيم...
لا علاقة له...
لا بالروض...
لا بالمدرسة...
لا بالجامعة...
إنه أسلوب في التربية...
لا يتملكه...
إلا من يسعى...
إلى بناء عمق الإنسان...
في هذا الوطن...
وفي كل الأوطان...
حتى يلين الحديد...
ويصير الحجر...
ملتئما...
مع ما نسعى إلى بثه...
من نبل القيم...
وفي كل الفضاءات...
في عالم قد يتغير...
بانتشار نبل القيم...
في تطورها...
كما كانت تراها الفقيدة...
في عز الحياة...

ابن جرير في 15 / 02 / 2018

محمد الحنفي