كان الله في عوننا نحن اليساريين


حمدى عبد العزيز
الحوار المتمدن - العدد: 5773 - 2018 / 1 / 31 - 00:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     


كنت أتمني علي المستوي الشخصي أن يكون هناك موقف موحد لليسار من الإستحقاق الرئاسي الحالي ، وذلك لايمنع من الاحترام الشديد لحق كل تنوع من تنوعات اليسار في إتخاذ مايراه من مواقف ..

لكن الواقعي والمؤكد الآن بعد صدور بعض المواقف والبيانات عن بعض احزاب وتنوعات اليسار .. هو أنه لن يكون هناك موقف موحد لقوي اليسار المصري من الإستحقاق الرئاسي الحالي ..

أنا أيضًا لا أحب أن تتواصل نوبات البكاء علي اللبن المسكوب وقتاً طويلاً .. لذلك فإنني أتمني وأرجو أن يكون وارداً في أفق كافة تلك التنوعات فيمابعد انقضاء الإستحقاق ألا تسمح المواقف المتباينة والمختلفة حول هذا الإستحقاق بانسداد كافة السبل الممكنة للعمل المشترك كحد أدني للوصول إلي صيغ مجمعة لإرادة اليسار المصري ..

وألا نصل بهذا الإختلاف إلي درجة أن تتسبب المواقف من الإستحقاق الرئاسي إلي المزيد من الإنقسامات والتشرذمات والخلافات الضيقة الأفق وتعمق خنادق القصف المتبادل وخاصة أن أزمة اليسار المصري وهشاشة أوضاعه لاتخفي علي أحد وأن إحدي المهام الأساسية لتنوعاته هي الوصول إلي طريق الإستشفاء من هذه الأزمة وتلك الأوضاع الهشة ..

كان الله في عون الجميع ..
من أيد إعادة انتخاب الرئيس في سياق يراه هو صحيح ..
ومن لم يؤيد إعادة إنتخاب الرئيس وفقاً لتقييمه لسياسات النظام علي صعيد الإنحيازات الإجتماعية والسياسات الإقتصادية وطريقة إدارة جهاز الدولة وإدارة أزماتها المتنوعة خلال الأربع سنوات الماضية ..

وبما أن الفأس قد وقعت في الرأس الآن وأيد من أيد مستبقاً مواقف الآخرين ، ورفض من رفض بحرص علي أن يستبق رفضه الجميع ، وتحفظ من تحفظ ، وانتظر من انتظر لإعلان الموقف الذي يناسبه في الوقت الذي يناسبه ..
، وكان ما كان ..
فالمطلوب كحد أدني الآن ..
هو إغلاق باب المزايدات نهائيًا من الجميع تجاه الجميع مع الإحتفاظ بضرورة إعادة تقييم موضوعية في إطار الرفاقية لكل المواقف الخلافية بعد إنتهاء الإستحقاق الرئاسي بكافة ملابساته ، لعلنا نصل إلي يوماً ما لموقف مشترك حول طبيعة المرحلة ، وطبيعة السلطة ..
، وبالتالي طبيعة المهام التي يتحتم توحيد الصفوف حولها ..
تصبحون علي يسار قوي موحد ..

ـــــــــــــــــ
حمدى عبد العزيز
27 يناير 2018