أسئلة لفهم الحياة والوجود وفكرة الإله


سامى لبيب
الحوار المتمدن - العدد: 5769 - 2018 / 1 / 26 - 14:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع     

- نحو فهم الإنسان والحياة والوجود (79) .

هذا المقال الذى يأتى فى سلسلة "نحو فهم الحياة والوجود والإنسان " ذو أداء جديد فى الكتابة حيث أقدم افكارى من خلال أسئلة تطلب الإجابة عليها من القارئ , أسئلة مجردة لا أقدم فيها إجاباتى ورؤيتى مناشداً منطق وعقلانية القراء فى التعاطى , هى محاولة للخروج من النمط التقليدى التقريرى فى الكتابة تبغى الحراك الفكرى والوصول للأفكار من خلال التأمل والتحليل النقدى الذاتى بعيداً عن التأثير الفج للكاتب , راجياً ان تثمر هذه المحاولة بالخروج بأفكار وقناعات ذاتية .
بعض الأسئلة تحمل إسقاط وتنبيط وتوريه على أفكار مماثلة لذا من الرائع أن تحدد إجابتك وموقفك حتى ولو بينك وبين نفسك , وتكون الأمور أكثر روعة عندما تطرح أفكارك للنقاش والجدل والصراع .

- ماهو المنطق واللامنطق ؟ هل تفسير المجهول بالمعلوم إجراء منطقي , أما تفسير المعلوم بالمجهول فهو شكل من العبث والهراء واللامنطق ؟

- هل تصح السببية بدون إثبات أن هذا السَبب جاء من ذاك المُسبب حصراً ؟ هل يصح الإعلان عن المُسبب بدون وجود خبرة وتراكم معرفى عن أن هذا المُسبب أنتج هكذا أسباب ؟

- هل يجوز تعميم صفات البعض على الكل ؟ وهل يجوز إعتبار أن مصدر كل النيران جاءت من عود كبريت فقط ؟

- هل توجد قيمة للاشياء فى ذاتها مستقلة وخارجة عن تقييم الانسان ؟ هل توجد قيمة للذهب خارج الانسان كمانح القيمة للذهب ؟

- هل يوجد شئ إسمه جمال بذاته أى يحتوى الشئ على جزيئات إسمها جميلة أم أن الجمال نسبى تقديرى تقييمى إنطباعى توصيفى إنسانى .

- هل يصح القول بأن كوننا رائع ؟ فمنح صفة الروعة لكوننا يلزم إدراك ومقارنة مع أكوان اخرى , فنحن لم نشهد أكوان أخرى حتى نحكم بروعة كوننا قياساً بالأكوان الأخرى , فروعة الكون ليست فى كينونته بل من تقييمنا نحن ولكننا نسينا سؤال آخر أهم : من الذى يمنح الصفة ؟

- يقولون أن الشمس والقمر والحيوانات والنباتات وُجدت ليستفيد منها الإنسان لنسأل : لمن كان النحل ينتج العسل قبل وجود الإنسان ب 150 مليون سنه ؟ ولمن كانت النباتات تقدم إنتاجها قبل وجود الإنسان بمئات الملايين من السنين ؟ وما فائدة الأمطار قبل وجود الإنسان ؟ ولمن كانت الشمس تشرق وتغرب قبل الوجود البشرى ؟ كذلك الزلازل والبراكين والأعاصير ضربت الارض قبل وجود الإنسان العاصى ؟.. يمكنك إستحضار ملايين المشاهد الطبيعية الوجودية التى مارست وجودها قبل أن يوجد الإنسان على وجه الأرض , فماذا يعنى وجودها وفعلها قبل وجود الإنسان ؟ ومن نشأ أولا الإنسان أم الموجودات ؟ ومن تكيف وتوائم وتطفل على ماهو موجود الإنسان أم الموجودات ؟

- هل يوجد معنى للأشياء فى ذاتها أم أن المعنى فكر وإنطباع وتقدير انسانى .. عندما ندرك أن المعنى من إنتاجنا فهل ستنهار حينئذ أوهام وميثولوجيات كثيرة .

- هل يوجد وعى بالتفاحة بدون وجود صورة للتفاحة أو سرد توصيفى للتفاحة يقارب صورنا .. عندما ندرك أن المادة سابقة على الوعى بل تقوم بتشكيل مفردات الوعى فهل ستتلاشى أوهامنا وخرافاتنا .

- هل توجد غاية خارج الضرورة ؟ لو تأملنا سنجد أننا لا نمارس هَمْ واحد معين بالبحث عن الطعام من المهد إلى اللحد ولا تكون حياتنا إلا بهذا السعى , نحن لا نختلف عن الإنسان القديم فى نفس المنحى والغاية , بالبحث الدؤوب عن الطعام والغذاء ..قد يتغير الشكل والوسيلة ولكن يبقى المضمون والمغزى واحداً كسعى وصراع من أول لحظة لآخر لحظة على الطعام لنأكل فنشبع فنجوع فنجرى بحثاً عن الطعام مرة أخرى , هل يحق لنا السؤال وماذا بعد ؟ فهل هذا هو المعنى والغاية ؟ وهل تخيل غاية فى عالم أخروى يحل اشكالية المعنى والغاية ؟ حسنا وماذا بعد أيضا ؟!.

- هل الكون كله منذ الانفجار الكبير كان نظاماً أم فوضى وسواء كان تقييمه نظامى أو عشوائى فما معنى النظام والعشوائية ؟ هل هى مفاهيم خارج الإنسان ؟ هذا سيقودنا لسؤال : هل وجود الوعي سابق للمعنى أم أن المعنى سابق للوعي ؟ هل الانسان هو من يخلق المعني ؟

- إدراكنا للملكية لا يأتى إلا بوجود مُلاك آخرين لهم نفس الملكية أو ينازعوننا على ملكيتنا ؟ فلو وجدت وحيداً فى الحياة هل تقول إنى أمتلك هذا أو ذاك ؟ .. هل ستدرك قيمة هذا أو ذاك ؟.

- الديناصورات وُجدت وعاشت وإنقرضت قبل أن يتواجد الإنسان فلم يتواجد آدم كى يسميها , أما الأحفاد فإكتشفوا أحفورياتها وسموها , فما معناها بالنسبة لقصة الخلق الأسطورية التى تزعم أن الحيوانات خلقت من أجل الإنسان ؟
هل هذا السؤال يتخلص من حرجه عندما نعلم ونفهم أن الوجود لم يوجد من أجلنا وأنه غير معنى بنا فنحن وحدة وجودية ليست لها أهمية شأنها شأن أى وحدة وجودية فلا يوجد إحتفاء بوجودنا .

- فيروس لا يرى بالعين المجردة يؤدى إلى حتفنا .. فيروس غير واعى ولا عاقل غير مخطط ولا مدبر أدى إلى إنهيار إنسان عاقل .. حيوان منوى غير عاقل أنتج إنسان عاقل .. هل هناك من وجه الفيروس ليخترق أجسادنا أو الحيوان المنوى ليخترق البويضة أم أننا تواجدنا فى ظرف مادى أتاح للفيروس أن يخترق أجسادنا , وظرف مادى آخر غير مرتب جعل حيوان منوى واحد من ملايين الحيوانات المنوية يخترق جدار البويضة ؟
هل نتصور أن هناك من وجه الفيروس وأرشد الحيوان المنوى ؟.. هل مقاومتنا للفيروس أو عزلنا للحيوان المنوى هو ضد إرادته ومشيئته ؟ .. هل نحبط كل مخططاته المرصودة والمدونه والمريدة أم هى لعبة الطبيعة ؟

- لماذا الإصرار العنيد بأن هناك وجود عاقل فى وجود بلا عقل ؟ .. هل هو إسقاط الأنا على وجود مادى أم هناك غرور غبى يرفض أن نكون نتاج طبيعة غير معنية ولا مكترثة ولا واعية ؟

- ماهو اليقين والحقيقة المطلقة ؟ اليقين والحقيقة المطلقة هو إدراك الأشياء إدراكاً تاماً كاملاً بيناً مصحوباً بمعاينة ومعايشة وإختبار دائم للأشياء , فهل يوجد شئ اسمه الحقيقة المطلقة واليقين ؟

- هل يمكن إدراك الشئ بدون نقيضه ؟ أى هل يمكن ان ندرك الألم بدون وجود الراحة واللذة ؟ هل يمكن إدراك اللذة بدون المرور على الألم ؟

- هل قداسة الشئ فى مكنونته أى فى وجوده الفيزيائى أم من حالة نفسية وذهنية تعترى الإنسان فيمنح الشئ القداسة والتقدير والإحترام ؟

- ما إشكالية السؤال بلماذا ؟ وهل من المنطق التعاطى مع "لماذا" بحثاً عن الغائية أم بغية البحث عن الاسباب ؟

- هل العقل يفكر ليصل إلى نتائج بدون وجود دوافع وراء عملية التفكير .. أم أن الدوافع الغريزية والسيكولوجية هى التى تأمر وتوجه ماكينة العقل ؟ هل يمكن للإنسان أن يفكر خارج إطار تجنب الألم والبحث عن اللذة ؟

- هل من الضرورة ان يكون المهندس طيب وخير ؟ فألا يمكن أن يكون مهندساً رائعاً وظالم وشرير ؟

- ماذا تقول عن كبير المهندسين الذى قام بتصميم مدينة كبيرة كنيويورك ولكنه غفل عن إمداد المدينة بالمياه والكهرباء والصرف الصحى إلا غرفة واحدة يتيمة ! فهل يحق توصيفه بكبير المهندسين والمصممين؟!

- هل الله موجود بالضرورة الآن أو قبل مليار سنة من الآن مثلاً ؟ بمعني ما الدليل ان الله بعد خلق الكون الحالي لازال موجوداً حتى الآن ؟ أليس من الممكن أن يكون قد فنى مثلا أو تحول الى شيء آخر أو حتى صار الكون نفسه بما فيه أى تحول الإله من صورة الى أخرى ؟ هذا السؤال جائز ولا ينفى سببيتهم .

- ما المانع فى أن يكون هناك قوة خالقة نسميها الإله قامت بإنتاج وتصنيع الوجود ولا تعتنى برصد الإنسان وتسجيل خطاياه وحسناته ولا تطلب الإيمان والعبادة والطقوس فهى قوى كامله غير محتاجة ؟

- هل من الممكن أن تمنح أحد صفة بدون وجود الموصوف وموضوع وفعل الصفة ؟

- أيختار الإله ما هو صالح لأنه صالح أم أن الصالح صالح لأنه الإله يختاره ؟

- هل ما يمنعك من قتل إنسان أنك تخاف من الله ؟ وهل ما يحولك عن السرقة الخشية من عقاب الله ؟ وهل ما يحولك من مضاجعة أختك هو غضب الله وإنتقامه ؟
لو رفضت وجود إله لعدم قناعتك بوجوده فهل هذا سيدفعك لتقفز على أختك وتقتل وتسرق ؟ أم أنك لن تمارس هذه الأفعال المشينة سواء هو موجود أم غير موجود .. هذا هو الفرق فى مفهوم الاخلاق أن تمتنع خوفاً من العصا أو عن قناعة أن هذا الفعل غير جيد .. هكذا أفهم الأخلاق .

- هل يمكن ان تنشأ حالة حب داخل الإنسان تجاه إلهه أو حالة حب فى الإله تجاه عبيده أم هذا وهم وحالة نفسية تخيلية ؟ فالحب يعنى وجود المُحب والتفاعل والتعاطى معه فى علاقة وجدانية تشترط الحضور , كذا هل يمكن توصيف الإله بالمحبة ,فماذا كان حاله قبل وجود الانسان ؟

- لماذا هناك دول وأنظمة قمعية تُمارس التعذيب ؟ لماذا تم ممارسة التعذيب طوال التاريخ البشرى؟ هل فكرة التعذيب مُقتبسة من تعذيب الآلهة للبشر أم أن فكرة التعذيب الإلهى مُقتبس من البشر ؟

- سؤال لم نسأله لأنفسنا : ماذا يستفيد الإله من خلق الإنسان وإختباره ؟ أى إجابة ستفسد فكرة الألوهية ووجود إله .!

- الإله ليكون إلها فلابد أن يكون بحال ليس كمثله شئ , ولكن كل الأديان تتناول تشخيص وتمثيل وتجسيد الإله , فهل هى أديان خاطئة أم هكذا هو فكر بشرى محدود بالوجود المادى أنتج فكرة الإله ؟

- الإله خلق كل إنسان ويعلم مصيره قبل خلقه بملايين السنين أهو فى الجنه أم فى الجحيم , فهل تتوافق فكرة حرية الانسان مع علمه ؟ أى هل حرية الإنسان يمكنها ان تعاند علم وترتيب الإله المُسبق ؟

- هل السجود والركوع فى الصلوات من أوامر الإله أم إقتباس مشهد الخضوع والسجود للسلاطين القدامى ؟

- هل مشهد عرش الإله الذى يحمله ثمانية من الملائكة هو هكذا مشهد حقيقى أم أنه إقتباس من موكب سلاطين وملوك الزمن القديم أم السلاطين القدامى إقتبسوا من الميثولوجيا الدينية هذا المشهد ؟

- سن هتلر قانون فى ألمانيا النازية أن من يكسر قواعد المرور فسيُعذب فى معتقلاته حتى وفاته ؟ ما رأيك فى هذا القانون ؟ وهل هناك أفظع من هتلر فى قسوته وإنتقامه ؟

- لماذا ينزعج الإله من الزنا بالرغم أنه نفس الاداء الجنسى كما فى منظومة الزواج ؟ الإجابة لن تخرج عن رؤية وإنزعاج إنسان لنسأل ثانية لماذا ينزعج الإله ؟.. هل فهمنا الآن ما معنى الاخلاق وماهى ماهية الدين ؟

- ماهى الأيدلوجية الدائمة الحضور واللاعبة على اوتار الغرائز لتحقق الحلم الذكوري الثلاثي الأبعاد المال والسُلطة والنساء ؟

- سؤال صاحبنى العمر كله حتى الآن بأن أرضنا مجرد حبة رمل واحدة فى صحراء الكون الهائلة فهل من العقل والمنطق توهم أن هناك إله أوجد هذا الكون الهائل الذى يحتوى على مليارات المجرات والنجوم والأجرام ليعتنى بتمجيد وتسبيح ورصد حال طفيل كائن على سطح حبة الرمل ؟ أليس هذا إستخفاف بفرضية هذا الإله العظيم إذا كان هو المُنتج ؟

دمتم بخير
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .