إلى المعنيين بالحوار السوري في سوتشي


بدر الدين شنن
الحوار المتمدن - العدد: 5763 - 2018 / 1 / 20 - 14:39
المحور: الادب والفن     

بصراحة شعبية مطلقة.. يمكن تقديم شيء ، لا يحتاج لتحليل سياسي وتاريخي .. في تعريفنا لسوريا . وبأسلوب لا يتقيد بالرسميات المشكوك فيها في الخارج . ولذلك نحن نرى أن لا ’جناح علينا فيما نقول ..

أننا عندما نقول .. في الشرق والغرب عندنا .. سوريا .. نعني بلاداً واسعة جميلة .. متنوعة الحياة .ز والطبيعة .. والجمال .. تدعى أيضاً بلاد الشام .

أي البلاد .. التي تتشابك بكل شيء .. يعزز فيها الود .. والحب .. والمصالح .. والقرابات العائلية .. والنشاطات الحضارية المشتركة .

وعندما تشرق الشمس الذهبية .. وتنطلق إلى العالم .. إلى قلوب .. وعقول .. وحياة الآخرين . يقول بعضهم .. لقد جاءت سوريا .. ويقول العض الآخر .. إنها بوابة الشمس .. ونافذة النور .. ونقول نحن .. إنها لنا .. لنحيا كلنا .. من النور .. والدفء .. والإ لقــة ..

وعندما نقول سوريا .. يرحل صوتنا إلى الاتجاهات الأربعة .. التي تكاد في سوريا .. أنن تتوحد باتجاه واحد .. لأنها تحمل وعاء المناخ الرائع المشترك .. تزينه الألوان الجميلة .. التعددية المتكاملة .

وننظر في سوريا .. إلى الآفاق السماوية .. نترقب .. لنتجنب الأعاصير .. لنأخذ من نخيلها .. وزيتونها .ز ورمانها .. وثمارها .. عصارة الصحة .ز والسعادة .ز والنضارة .. ونكسب الرغيف الساخن الأسمر .

* * *
وعندما نقول سوريا .. أو بلاد الشام .. أو بوابة الشمس . نعرف أننا نسبح في فضاء كوني .. يجمع أروع ما في الكون .. الأرض .. والسماء .. والإنسان .. في مجال واحد يبلغ الكمال .. فضاء تحدى آلاف السنين .. من الجهد .ز والتفكير .. والإبداع . وقدم للإنسانية دولاباً .. يعزز الحركة ويوسع الآفاق.. وحرفاً يطلق الكلمة والوعي .. وشعلة تنير الدرب .. والعقل .. والحلم .

* * *
وعندما نقول سوريا .. لا نعني قرى وبلدات .. ومساحات سكنية وزراعية .. وأعداد قاطنيها .. أكثر قليلاً .ز من عشيرة أو قبيلة . إننا نعني وطناً .. مساحته التاريخية الراسخة .. هي .. مليون كيلو متر مربع .. . سلب أربعة أخماسه اللصوص الأشقاء .. والجوار .. والدوليون .. ويريدون المزيد .. ونعني .. مئة مليون سوري .. هجرت الحروب والأوبئة .. أكثر من نصفهم
ورغم ذلك .. ومهما حاربوها .. وقسموها .. وهجروا الكثير من أبنائها .. تبقى هي سوريا التاريخ العظمى .. التي لا تضاهيها سوريا أخرى .

* * *

وعندما نقول سوريا .. في هذا الزمان .. نقول المجزرة ..
نقول أسوار وأبراج .. وأبواب المجد المهدمة ..
ونقول أطفال رضع تبكي .. بلا حليب .. ولا مرضعات .. ولا أمهات .
ونقول شيوخ يبحثون .. في أكوام الردم .. عن كسرات خبز مرمية .
ونقول صبايا يتفتحن مثل أزهار الجنة .. تسبىنى عبدات ذليلات .. وتنتهك أعراضهن ..
ونقول شباب كسر مستقبله .. وتعليمه .. ليقاتل .

* * *

وتفتح الستائر .. في صالة كبيرة .. في مدينة سوتشي السياحية ..
ويتوافد عدد من السوريين إلى الصالة ..
الذين دعاهم القيصر القصير " بوتين " .
للحوار المفترض ..
حول ما بهم الشعب السوري ..
في الحرب .. وهوامش الحرب .
حول الدم الهدور ..
والدمار المرعب ..
والعمران المهدوم ..
والظلام الذي عتم بوابة الشمس ..
بالجريمة الجماعية .
والذبح ..
وبظلامة المظلوم .

* * *

وفي مقهى مجاور للبرلمان السوري بدمشق .. جلس عدد من الأشخاص .. من أعمار مختلفة .. اعتادوا مساء اللقاء والحوار .
وبدأ أحدهم اللقاء بقوله .. بانفعال وارتعاش ..
- كم كان بودي أن يكون بوتين بيننا .. لسألته : هل كل المدعوين إلى سوتشي ..هم سوريون حقاً .. وتهمهم كلهم سوريا حقاً ؟ .. وتابع الرجل : إن السوري .. ابن البلد .. ابن الأخ .ز ابن العم .. ابن الوطن .. لا يذبح قريبه أو أخيه . ولا ينشر الظلم . ويسرق لصالح الأجانب والطامعين .
وتسأل فتاة تنضح شباباً وانفعال .. وكأنها تخاطب .. بوتين .. وتقول
- الحوار حول ماذا .. وهل يحتاج على المستوى السوري .. والمصالح السورية وحسب . كل هذ المؤتمرات .. والحوارات المتجولة .. بين أبناء شعب واحد .. كما عائلة .. وطنية واحدة شاملة ..
وتدخل شاب وسأل ..
- أين دمشق أقدم عاصمة في التاريخ .. أبن السوريون في سوريا .ز وما ردهم .. زما رأيهم .؟ ..