رد مؤيد احمد على سؤال للرفيق مروان الاشتراكي عبر تعليقات التالية على الفيسبوك


مؤيد احمد
الحوار المتمدن - العدد: 5760 - 2018 / 1 / 17 - 18:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

رد على سؤال للرفيق مروان الاشتراكي
عبر التعليقات التالية على الفيسبوك


مروان الاشتراكي : الوعي موجود ولايحتاج الى كتب ونظريات نحن بحاجه الى التنظيم وبحاجه الى من يبادر به او ان يمارسه كواقع كما النقد والتحليل ..


فؤادة محمد: اين موجود الوعي دخيل ربك ؟هل في ملايين المشّاية أم في اللطّامة أم فتّاحين الفال الذين جمّعوا ملايين الدنانير من الجهلة , اوصحيح نحن بحاجة للتنظيم ,وهذا لا ياتي بدون وعي, على الأقل وعي ثوري , بحاجة للتنظيم المُنظّم من قبل احزاب او منظمات نزيهة ,لكون غالبية الثورات التي قامت بدون تنظيم بائت بالفشل


مؤيد احمد: كلام علمي وماركسي دقيق حول عقدة فشل الثورات.. ان العالم لا تنقصه الاحتجاجات و الانتفاضات او حتى الهبات الثورية فهذا ما نراها تحديدا في منطقتنا بوفرة وبالأخص منذ 2011 . ان ما تنقصه هو انتصار هذه الثورات و تحقيق أهدافها وهذا الانتصار بحاجة الى التنظيم و القيادة الثورية . وفي هذا السياق يأتي دور النظرية الثورية. ان النظرية ليست أيديولوجيا بل احد ميادين النضال الطبقي لذا ان انكار دور النظرية الثورية هو إحلال نظرية أخرى مكانها. فحينما نتحدث عن النضال الثوري والتغيير الثوري للعالم فهذا غير ممكن بدون حركة ثورية و كلنا نعرف بان لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية.
مروان الاشتراكي:لايوجد انكار لنظرية ثورية لكن انكار للجمل الثورية خارج الاحتجاجات والهبات . كومونة باريس اكتوبر لاتحققها النظرية منفصلة اذ النظرية تاتي من الممارسه وليس ماركس من اتى بالكومونه بل الكومونه هي التي غذت افكاره فالنظرية متغيرة بتغير واقع ما وحدث ما وضرف ما وليست ابدية تنبع من القرن التاسع عشر واي تاويل او تجديد يعتبر تحريف لانها خارج نص مؤطر ..
السؤال للرفيق مؤيد ماذا تحلل الثورة المضاده الستالينية وخيبة العمال بالتحول والخلاص من القهر والاستغلال حيث النظرية وشخوصها وحزبها كان موجودان وتربوا بحزب ثوري بلشفي واحد . وتحولت الدولة الى اسطورة وشركه والاعضاء البلشفيين الى موضفين بيروقراطيين وبات الحزب بسبب نظرية ايضا وصي على العمال وهنا بدء استغلال برجوازي وفاشي نبع من نص وقراءة بالنظرية نفسها .. اذا كان المسار الثوري هو نضوج البروليتاريا العفوي.والعمل السياسي الذي قد تقوم به عناصر منظمه عامل تشويش.لابد من الاستنتاج ان العمل النظري هو تسلية مثقفين خاصة تتم على هامش التاريخ.وهؤلاء المثقفين منفصلين انفصال كامل عن العمال .فليس للنظرية هنا مايجذب العمال او امكانية اي مشاركه بهذه الحالة تكون النظرية لدى هؤلاء المثقفين لاتملك من النظرية سوى الكلمه فهم مختصون ومنفصلون عن العمال


مؤيد احمد: رفيقي العزيز مروان ، النقاش معك له طعمه الخاص وممتع.
ان المواضيع التي تطرحها بحاجة الى التناول بالتفصيل وتبادل الآراء بشأنها وهذا بطبيعة الحال غير مناسب هنا وغير مجد في سياق تعليقاتنا المختصرة الحالية. لذا اكتفي بهذا الرد.
على أي حال، انك ومادام توجه سؤال لي فاحتراما لك لا بد وان اسجل جوابي على تساؤلك. لقد اكدت في تعليقي السابق على ان النظرية، واضيف واقول، ان النضال النظري، وجه من أوجه النضال الطبقي. وهذا يعني، ضمن ما يعني، انا لا اتحدث عن النص ولا عن الجمل الثورية ولا عن نظرية معزولة عن الصراع الطبقي والصراعات الاجتماعية والسياسية للطبقة العاملة والفئات الكادحة وهباتها الثورية. بالعكس ان النظرية هي أداة الرد على معضلات ومسائل تقدم وتطور هذه الحركة الطبقية والهبات الاجتماعية فهي غير منفصلة عنها.
آخذين ذلك بنظر الاعتبار، ان النظرية الثورية والنظرية الماركسية تحديدا مرتبطه بوجود طبقة ثورية أي البروليتاريا المعاصرة ونضالها التحرري. انه من المعلوم ، من يريد، من مدافعي البرجوازية ، ان يوجه ضربة للماركسية وينتقدها لا يبدء من نظرية ماركس انما يبدء من نفي وانكار الطبقة العاملة ودورها بمثابة طبقة ثورية في العالم الراسمالي المعاصر. ان النضال النظري وجه من اوجه النضال الطبقي البروليتاري أي النضال التحرري والاشتراكي العمالي و يحتاجه البروليتاريا في معاركها الاجتماعية التحررية الكبيرة ولكن اول عمل يقوم بها المثقفون اليساريون البرجوازيون الصغار هو الدعوة الى اللامبالاة تجاه النظرية والتبليغ للشعبوية والسعي لابعاد البروليتاريا والقادة البروليتاريين عن تعلم مبادئ نظرية تحرر البروليتاريا المعاصرة أي المادية التاريخية والماركسية و تطويرها من خلال استخدامها في معاركها الطبقية المعاصرة.
ان تقديس عفوية الجماهير والشعبوية والاقتصادوية ظواهر قديمة قدم الحركة العمالية وهو جزء من تجليات نفوذ الأفكار البرجوازية في الحركة العمالية. ان التسلح بالماركسية وتبني الأفق الشيوعي الثوري في الحركة العمالية هو في وقت نفسه تامين الاستقلال الطبقي للبروليتاريا ليس بمثابة فئة انما بمثابة طبقة اجتماعية ثورية تحاط بفئات مضطهدة عمالية وكادحة واسعة . فالنظرية الثورية اذن ليست مسألة مرتبطة بالمثقفين ولا علاقة لها بالمثقفين البرجوازيين الصغار. على العكس انهم يكرهون النظرية الثورية بالاساس ويعوضون عنها بالشعبوية وتقديس التخلف الفكري او السفسطائية والجمل الثورية.
الان الى جوابي على سؤالك حول الستالينية وغيرها وتجربة الاتحاد السوفيتي . في الحقيقة، من المستحيل هنا حتى الإشارة الى محاور تصوري عن الأسباب التي أدت الى اخفاق تجربة الثورة البروليتارية في روسيا. ولكن بداية اود التاكيد على مخالفتي لرايك بصدد دور النظرية فيما يخص التحولات في الاتحاد السوفيتي من سيطرة الستالينية وغيرها. وهذه ليست بسبب تقليل شأن النظرية الثورية واهميتها في تحقيق التحول الثوري الاشتراكي للاقتصاد، حتى في تلك الفترة أي في المرحلة الأولى من الصراعات داخل الاتحاد السوفيتي وبالاخص بعد موت لينين، انما بسبب تقيمك النظري لاسباب حدوث تلك التحولات. ان ذلك الكم الهائل من التحولات والتغييرات في الاتحاد السوفيتي التي تشير اليها انت، كانت حقا تحولات على قدر كبير من الأهمية وكانت انعكاسات وتجليات لمسارات اعمق واشمل وعملية تاريخية اكبر من دور الأحزاب والنظرية. جوهر الموضوع هو ان الطبقة العاملة و تيارها الاشتراكي في روسيا فقدت زمام المبادرة لاجراء التغير الثوري لبناء الاقتصادي للمجتمع اي إيجاد ثورة اقتصادية في علاقات الإنتاج في روسيا ، في أوساط العشرينيات من القرن الماضي. وبالتالي ونتيجة لذلك الإخفاق انها تراجعت وفقدت كل مكتسباتها السياسية والنظرية وغيرها وتحولت جميع الظواهر السابقة الى نقيضها. وهذا هو ديالكتيك التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الكبيرة التي تحدث. فقد تحول حكم المجالس العمالية الى سيادة الدولة البيروقراطية، وتحولت البلشفية الى الستالينية، وتحولت سيادة النظرية الثورية الى سيادة لا نظرية والتنظيرات الاختيارية والذهنية وكاريكاتور النظرية. ان تقيم فشل تجربة الاتحاد السوفيتي بفشل النظرية الثورية والبلشفية عموما ليس تقيما علميا ولا يعكس التاريخ كما حدث. ان الستالينة والبيروقراطية والنظرية الميكانيكية الخالية من الحياة لا تربطها شئ بالنظرية الماركسية انما هي ظواهر جديدة ولها قوانين حركتها الخاصة و ووجودها المستقل. ان البلشفية والنظرية الثورية الماركسية والحزب البروليتاري الثوري هي أدوات النضال الطبقي للبروليتاريا المعاصرة كذلك ولكن في هذا العهد التاريخي والوقت الحالي ولطبقة عالمية حية جديدة وبشكلها المعاصر. ان اخفاقاتها في الاتحاد السوفيتي والظواهر المتلازمة لتلك الاخفاقات لا تشكل ماهيتها ولا تشكل عناصر تعريفها ولكن تشكل دروسا مريرة يجب استنباط الدروس منها في مسيرة النضال من اجل الانعتاق الاجتماعي من كابوس سيادة راس المال على حياة ومصير الانسان المعاصر.
16 كانون الثاني 2018