حوارات بين علي خامنئي وأفنان القاسم 1


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 5758 - 2018 / 1 / 15 - 18:21
المحور: الادب والفن     

علي: وكما تقول، دكتور، المرأة البيضاء، مثلك، لا أحبَّ إليَّ من ذلك، حَبَّ مَنْ حَبَّ وَكَرِهَ مَنْ كَرِهَ، من بين كل النساء.
أفنان: أحببناها.
علي: مهما يكن من أمر.
أفنان: فعنت بنا الأمور.
علي: هل تدري لماذا؟
أفنان: لأنها تعرف بأبيضها كيف تشعل أسودنا.
علي: لأنها تعرف بأسودها كيف تشعل أبيضنا.
أفنان: ذكاؤك يتكلم، سيدي المرشد الأعلى، بلسان من لا ينقض عهدًا.
علي: في الواقع، الثدي بأبيضه وأسوده حريق الشهوة، ونحن الرجال حَطَبُهُ بكل ألواننا، شاءت الأقدار أن نكون ما نحن عليه، شئنا أم أبينا.
أفنان: كلامك كلام الحكيم.
علي: كلامي كلام العشيق.
أفنان: أنت تعرفني أكثر من غيرك، غير باحث عن التأويل، لكني أولف، عندما أكون في حضرتك، بين الرجل الحكيم والرجل.
علي: أنا لست ظلي، وظلي ليس أنا، أنا أنا، في الحكمة أنا، وفي الحب أنا.
أفنان: حضورك إذن حضور الماء.
علي: على بطن المرأة البيضاء أم على كفلها؟
أفنان: في حضنها.
علي: في حضنها أنا البحر.
أفنان: وهي؟
علي: الله والشيطان.
أفنان: المهدي.
علي: لهذا أنا البحر في حضنها، فيكون موجي موجًا. دكتور، أنت كافكا ولينين، كما تردد، في مناسبة وغير مناسبة، لأنها لك الله والشيطان، مثلما هي لي.
أفنان: ومثلك هي لي المهدي.
علي: كلانا واحد على اختلافنا.
أفنان: كلانا واحد على اشتباهنا.
علي: أنا المشتبه عليه.
أفنان: أنا المشتبه فيه.
علي: لهذا أشبهك.
أفنان: كلانا متشابه الخواص.
علي: والوضع.
أفنان: أو الوضع.
علي: والوضع دكتور، اسألني لماذا؟
أفنان: أسألك لماذا؟
علي: لأن كلَّ واحدٍ منا جزيرة.
أفنان: شبه جزيرة.
علي: شبه قارة.
أفنان: شبه قارة هندية.
علي: فارسية.
أفنان: إذن لا شبيه لنا.
علي: عندما أنظر إلى النساء، تحت جنح الظلام، أرى البيضاء من بين ألف، فأقول إني أشابه أمي.
أفنان: وأنا أشابه أبي.
علي: كلانا متشابه الخواص والوضع.
أفنان: أو الوضع.
علي: لتبقَ على موقفك ولأبقَ على موقفي، هذا بعض شيء مما كانه الحسين.
أفنان: هل تعرف، يا شقيقي، أنني كلما أستمع إلى "الزحف الهنغاري" لبرليوز أعيش الملحمة، فأرى.
علي: ماذا ترى؟
أفنان: الثورة بين موقفين هما واحد.
علي: الثروة بين موقفين هما اثنان.