خالدة في الذاكرة...


محمد الحنفي
الحوار المتمدن - العدد: 5748 - 2018 / 1 / 5 - 15:26
المحور: الادب والفن     

هي في الحياة...
ضرورة...
وفي الممات...
اغتصاب للحياة...
والمجرمون...
عندما يغتالون...
صحافية...
يغتالون...
فينا الإنسان...
يغتالون الحق...
في أي معلومة...
وحق الاطلاع...
على ما يجري في الحياة...
من أجل...
تأبيد الاستبداد...
أو من أجل...
فرض استبداد بديل...
لا يدركون...
في معنى الإنسان...
أن تحترم...
إنسانيته...
ولا أن تنال رضاه...
عما تقوم به...
في حقه...
مما ينسجم...
مع إعلانات...
ومواثيق...
واتفاقيات حقوق الإنسان...
*****
ألا أيتها المغتالة...
لقد اغتال الإرهاب...
فيك الجمال...
وإتقان العمل...
وحب الاطلاع...
وفضح تهريب الأموال...
والحكام الناهبون...
لا يقبلون ذلك...
ولا يرضونه...
لحواشيهم...
من الناهبين الكبار...
من المتمتعين...
بامتيازات الريع...
من المستغلين...
للعمال / الأجراء...
لباقي الكادحين...
لتجار السموم...
******
فتهريب الأموال...
حلال على كل الحكام...
على حواشي الحكام...
على المستغلين...
وبدون حدود...
وفضح تهريب الأموال...
حرام...
على الصحفيات...
على من يحمل غيرة...
على كل الأوطان...
على من يحرص...
على أن تبقى الأموال...
داخل كل وطن...
حتى يبقى في خدمة...
كل وطن...
في خدمة شعبه...
في خدمة كادحيه...
******
وأنت يا سيدتي...
فضحت...
تهريب الثروات...
إلى بنما...
فكان جزاؤك...
أن تصيري جزءا...
من شظايا السيارة...
عند التفجير...
فتصيري من عالم الغيب...
تصيري شهيدة...
لتنضافي...
إلى شهداء كل الأوطان...
القاموا بواجبهم...
من أجل الشعوب...
فاستشهدوا...
وصاروا شهداء...
على تخلفنا...
على بعدنا...
عن تقدمنا...
عن تطورنا...
عن استيعاب...
معنى الحياة...
******
يا أيتها السيدة...
الشهيدة...
ما كنت يوما...
لأعرفك...
حتى صرت شهيدة...
ما كنت يوما...
لأتصور...
أن مثلك...
تصير شهيدة...
أن صحافة الجد...
لا زالت قائمة...
في هذا العالم...
أن صحافية...
تحمل...
من عمق الجمال...
فضلت...
أن تصير شهيدة...
على أن تبيع...
مستقبل كل جاد...
في الصحافة...
******
فالحكام الناهبون...
اللا يختلفون...
عن تجار السموم...
لا يهتمون...
إلا بما ينهبون...
يتركون الشعوب ضحية...
لتجار السموم...
يجعلون السموم وسيلة...
لانسحاب التفكير...
إلى ما قبل تاريخنا...
إلى عصر الهمج...
حتى يتأتى...
نهب الثروات...
حتى يصير...
ما قبل تاريخنا...
حاضرا فينا...
يغيبنا عن واقعنا...
حتى يستمر نهب الحياة...
إلى جانب نهب الأموال...
******
والأموات...
من ثنايا الشعب...
يتكاثرون...
يتناغمون...
يتواعدون...
على الموت في كل حين...
تاركين المجال...
للحكام...
بدون شعوب...
بدون إنسان...
يناهض نهبهم...
لأموال الشعب...
******
وأنت يا سيدتي...
أديت دورك...
قبل الاستشهاد...
لتصيري شاهدة...
على أن عصر التخلف...
لا زال...
قائما فينا...
وأن مثلك...
من تتطوع...
لفضح تخلفنا...
إلى أن يمسك...
كل الحكام...
عن نهب الثروات...
حتى لا تصير...
إلى حسابات أبناك الرأسمال...

ابن جرير في 05 / 01 / 2018

محمد الحنفي