من يتذكر ثورة اكتوبر البلشفية


فؤاد النمري
الحوار المتمدن - العدد: 5745 - 2018 / 1 / 2 - 20:35
المحور: ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا     



كان جميلا ان يفرد "الحوار المتمدن" ملفاً خاصاً للذكرى المئوية لثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى . أما أن ينشر الحوار المتمدن كل المقالات التي تطعن في الثورة وتنسب كل المثالب لها فمن الإنصاف ولو بمقدار ألا ننسب كل الإنكار للثورة لهيئة التحرير بل هم الكتاب الذين يتحملون معظم الوزر . جميع الكتاب الذيم شاركوا في الملف لم يكونوا على قدر المهمة . وكيلا يتهمني بعضهم بالفوقية دفاعاً عن النفس أدرج هنا ثلاث نقاط لا يجوز القفز عنها، قفز عنها جميع الكتاب المشاركين في الملف .

النقطة الأولى وهي المجودات الحربية العملاقة التي بذلها الاتحاد السوفياتي في مواجهة النازية ليس في ألمانيا وحدها بل وفي معظم الدول الأوروبية . أن يأمر ستالين خلافاً لأمر غرفة العمليات فتح جبهة حربية على عرض القارة الأوروبية يشارك فيها حوالي ثلاث ملايين جندياً بهدف إنقاذ جيوش الإنزال النورماندي من الهلاك في 12 يناير 1945 لهو أمر ينفي كل الترهات حول البيروقراطية وغياب الديموقراطية . المحللون الإستراتيحيون في الغرب إعترفوا أن الإتحاد السوفياتي ما كان ليكون بكل هذا الجبروت لو لم يكن اشتراكياً . أما الكتبة في الملف فيقفزون عن هذه الحقيقة العظمى .

النقطة الثانية وهي أن أحدا من كتاب الملف لم يذكر أن الثورة الإشتراكية ما كانت لتغيب إلا بسبب الصراع الطبقي الذي هو وحده محرك التاريخ . كيف لدولة البروليتاريا أن تنهار بغير الصراع الطبقي ؟ ألا يذكر الكتاب في الملف أمر الصراع الطبقي فذلك يعني أن أحداً من هؤلاء الكتاب ليس له أدنى علاقة بالماركسية وعليه لا يجوز له أن يشارك في الإحتفاء بالذكرى المئوية للثورة الاشتراكية . يبدو أن أحداً من هؤلاء الكتاب لم يقرأ كتاب ستالين "القضايا الإقتصادية للإشتركية في الاتحاد السوفياتي" الصادر في العام 1952 حيث يتحدث الكتاب عما دار في الندوة التي عقدها الحزب في العام 1951 وكان معظم المنتدين يرون وجوب تسعير الصراع الطبقي بخلاف ستالين الذي كان يرى أن تسعيرالصراع الطبقي من شأنه أن يشكل خطراً حقيقياً على الثورة .

النقطة الثالثة وهي النقطة الأهم والتي تفيد أن الثورة الإشتراكية البلشفية لم تمت وهي ما زالت حيّة في الأرض . ثورة التحرر الوطني 1946 – 1972 ما كانت لتكون بدون المظلة السوفياتية وخروج الإتحاد السوفياتي من الحرب كأقوى قوة في الأرض . خلال تلك الثورة نجحت كل المستعمرات والدول التابعة في فك ارتباطها بمراكز الرأسمالية وبذلك سدت منافذ فائض الإنتاج المتحقق بالضرورة في مراكز النظام الرأسمالي العالمي وانهار النظام في ارضه . لم يعقب انهيار النظام الرأسمالي أي نظام للإنتاج . عالم اليوم هو عالم فوضى الهروب من الاشتراكية التي بدأتها البورجوازية الوضيعة السوفياتية . البورجوازية الوضيعة السوفياتية قوضت النظام الاشتراكي دون أن يكون لديها البديل . ثمة من يزعم أن البورجوازية الوضيعة الروسية هي اليوم في طور بناء النظام الرأسمالي وهذا زعم لا يستحق المناقشة، ليس لأن البورجوازية الوضيعة هي عضوياً عدو للنظام الرأسمالي بل لأن النظام الرأسمالي انهارفي العالم فكيف له أن يعود في روسيا !؟