المظاهرات في إيران هذا ما توقعت!


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 5742 - 2017 / 12 / 30 - 15:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

مدينة مشهد

شاهد على ما قلته للأشقاء الإيرانيين: عظمة إيران في اقتصادها لا في حرابها، عظمة إيران في استثماراتها لا في حروبها، عظمة إيران في تصدير ثروتها لا في تصدير ثورتها، في بلد خارج من إست التاريخ اسمه سوريا أو في ثان اسمه لبنان ليس موجودًا على الخارطة أو في ثالث اسمه العراق منذ حمورابي لم يجد هوية أخرى غير دجلة والفرات بين أفخاذ نسائه. هذه البلدان نريدها أن تقف على أقدامها نعم اعتمادًا منها على إيران معاصرة بأتم معنى الكلمة في بلدها، وليس على إيران يتظاهر مواطنوها احتجاجًا على ارتفاع أسعار رغيف الخبز والبندورة والخيار، فما بالك كنادر الأولاد ووسائل النقل والكافيار! هل يُعْقَلُ أن يفكر إيراني واحد أنه فقير في بلد هو ثاني أكبر مُصَدِّر للنفط والغاز في العالم؟ هل يحلم الخيام بألا يجد أقرانه عملاً في القرن الحادي والعشرين؟ هل يكون الحاكم عند حسن الظن به وفي الليل يسهر المرضى دون دواء؟ روحاني تراجع عن إصلاحاته المدنية لأنه من بين ما يريد، وما يريد لا يريده الإيرانيون، إعادة الكهرباء إلى سوريا، تريليون سيدفع، مقابل تريليون سيدفعها بوتين، كيف والحال هذه لا يصرخ الإيرانيون "انسحبوا من سوريا وفكروا فينا"!

سياسة

مواقع النفوذ التي توارثها الغرب منذ "مالطا" وأورثنا إياها سياسة لم تعد تماشي عصرنا، سياسة اهترأت كأساس للاقتصاد، اليوم الاقتصاد كأساس للسياسة، لهذا جئت بمشروعي الجبار "قوس قزح"، لتغيير وجه الشرق الأوسط، لتغيير وجه العالم. باستراتيجية الجيو استثمار ننهض بإيران، وننهض بأمريكا، وننهض بباقي دول المنطقة والعالم. بتأسيس محاور العواصم الخمس الفذة (طهران للتكنولوجيا، الرياض للمال، تل أبيب للصناعة، القاهرة للزراعة، الرباط للثقافة) نبني الشرق الأوسط والعالم، وندشن لطريقة جديدة في إدارة شئون العالم، تحت إشراف قوس قزح بمشاريعها الاستثمارية الجبارة، وقد حل الاقتصاد محل السياسة، فانظروا بالله عليكم هيئة الأمم التي اهترأت، والتي لم تعد على "الموضة" اليوم. الموضة اليوم تتطلب مؤسسة اقتصادية دولية، تحل مشاكل العالم الاقتصادية، مشاكله الاقتصادية التي هي مشاكله المصيرية، قوس قزح بممثليها في سائر عواصم العالم، وبوفود عواصم العالم لديها في مقرها الأساسي في لندن.

ابنتي الصغرى

موجودة الآن في طهران للمعالجة، فانظروا عندما تكون طهران قِبلة للصحة، بنورها تطفئ باريس، لندن، نيويورك! ابنتي الصغرى أبدت ملاحظات ثلاث: إيران نظيفة ليست كالجزائر قذرة، على الرغم من كون الاثنتين بلدًا ليس متطورًا. نساء إيران يرمين على رؤوسهن الوشاح، ويتركن الحرير كالحور ينثال على أكتافهن انثيالاً. الإيرانيون حَفِيُّون كرماء من أطيب الناس، أحرار في رؤوسهم، قادرون على أن يكونوا للحضارة ركنًا. إنها الطاقة الكامنة الأخرى التي لإيران، البشرية، فماذا ينتظر حكامها؟

قبل أن أبدأ

بتطوير "مشروعي الإيراني"، وأنخرط في سلك أسلاكه، كنت أعتقد أن إيران هي التي تركض من ورائي، وبالتالي، كنت أعتقد أن عملنا أمر مفروغ منه، كنت أعتقد أن هناك قناعة بما أرسم على أعلى المستويات، وإذا بي أجدني أنا الذي أركض من وراء إيران! فإلى متى؟ اعتقال المتظاهرين لن يمنع غيرهم من التظاهر، واتهام طرف ثالث سلاح الضعيف، كما أن في الحديث عن "محاولات الأعداء" اعتداء على الذكاء الإيراني! الإيرانيون يريدون "إيران أولاً"، ليس بالمعنى الشوفيني كما هو لدى ترامب، بالمعنى الحياتي، معنى، المستقبل فيه، لا نريده أسود لأطفالنا، وهو سيكون أسود إن لم يفعل القادة الإيرانيون شيئًا آخر غير "الترغيب أو الترهيب"، طريقة لم تعد تنفع، وإن نفعت، فلوقت قليل. الشيء نفسه فيما يخص استراتيجية إيران في المنطقة، المحور الحربجي كارثة لن تقوم إيران منها بسلام. الذين يخدعون القادة الإيرانيين من أساطين الخطاب السائد المهترئ والمضلل يقولون "محور المقاومة" –يا سلام سلم!- التهويل ليس عادة من عاداتي، الترويع ليس أداة من أدواتي، الحلول نعم عادة من عاداتي وأداة من أدواتي، حلول خلاقة يجب أن تكون سريعة راديكالية غير عادية، ما أريده العمل على كل الجبهات التي نسيها أو شطبها أو أهملها أساطين التدليس، فأنا ومن هم معي جاهزون للعمل حالاً، وبشكل سريع.