لتحريض السياسي و”وجهة النظر الطبقية”


فلاديمير لينين
الحوار المتمدن - العدد: 6605 - 2020 / 6 / 29 - 09:55
المحور: الارشيف الماركسي     

نشر في الإيسكرا، العدد 16، 1 فبراير 1902.3
المصدر الأعمال الكاملة للينين بالإنجليزية، دار النشر باللغات الأجنبية، موسكو، 1961، المجلد الخامس، ص 337 – 343. أرشيف الماركسيين على الانترنت
الترجمة عن الإنجليزية وحدة الترجمة باليسار الثوري
دعونا نبدأ بمثل توضيحي .

سوف يتذكر القارئ الإحساس الذي خلقه الخطاب الذي ألقاه م . ا . ستاخوفيتش محافظ نبلاء محافظة أوريل في المؤتمر التبشيري الذي طالب من خلاله بضرورة أن يعترف القانون بحرية الضمير. لذا تخوض الصحافة المحافظة، التي تقودها موسكوفسكييه فيدوموستى، حملة شرسة ضد السيد ستاخوفيتش. وهي لا تستطيع أن تجد ما يكفى من الأسماء الحقيرة لتصفه بها وتصل تقريباً إلى حد اتهام كل نبلاء أوريل بالخيانة العظمى لأنهم قد أعادوا انتخاب السيد ستاخوفيش محافظاً. يبدو الآن، أن إعادة الانتخاب لها دلالة هامة وتحمل لدرجة معينة طابع احتجاج النبلاء ضد الطغيان البوليسي وانتهاكاته.


تقول موسكوفسكييه فيدوموستي أن “ستاخوفيتش ليس محافظاً للنبلاء مثلما هو المرح جداً ميشا ستاخوفيش، حياة وروح الحفل، والمحادث الذكي…” (عدد 348، 1901). هاكم ما هو أسوأ بالنسبة إليكم أيها السادة، دعاة الضرب بالهراوة. إذا بلغ الأمر حد أن يتكلم ملاك أرضنا المرحون عن حرية الضمير، فإن عار الكهنة والشرطة لابد وان يكون بلا حدود…

“ماذا يعنى جمهورنا “المثقف” العابث الذي يحرض ويطري اهتمام أمثال ستاخوفيتش بشئون إيماننا الأرثوذكسي المقدس، وموقفنا المشرف على مدار الزمن تجاهه؟” مرة أخرى، هاكم ما هو أسوأ بالنسبة إليكم أيها السادة، أبطال الأوتوقراطية، والإيمان الأرثوذكسي، والجوهر القومي. لابد أن أوتوقراطيتنا التي تمتطيها الشرطة ذات نظام رائع بالفعل، إذا كانت قد اخترقت حتى الدين بروح زنزانة السجن، لحد أن أنصار “ستاخوفيتش” (الذين ليس لديهم اعتقاد راسخ في شئون الدين، ولكن المعنيون، كما سنرى، بالحفاظ على ديانة مستقرة) يصبحون لا مبالين تماماً (إن لم يكونوا معادين بالفعل) لهذا الإيمان “القومي” الشهير. “… إنهم يسمون ديننا وهماً!! وهم يتهكمون علينا، وبفضل هذا “الوهم”، نخاف ونحاول أن نتجنب الخطيئة ونحن نقوم بواجباتنا دون شكوى، مهما كانت قاسية، لأننا نجد القوة والشجاعة على تحمل الأحزان، والحرمان، ونمتنع عن الكبرياء في أوقات النجاح والحظ المواتي…“. وهكذا ! ، فإن الإيمان الأرثوذكسي عزيز عليهم لأنه يعلم الشعب أن يتحمل البؤس “بدون شكوى“. يا له من إيمان مربح بالفعل للطبقات الحاكمة! في مجتمع منظم إلى حد أن أقلية ضئيلة تتمتع بالثروة والسلطة، بينما تعاني الجماهير بثبات من “الحرمان” و”الواجبات القاسية“، ومن الطبيعي تماماً بالنسبة للمستغلين أن يتعاطفوا مع ديانة تعلم الشعب أن يتحمل “دون شكوى” الجحيم على الأرض من أجل جنة سماوية مزعومة. ولكن في سياق حميتها أصبحت موسكوفسكييه فيدوموستى مهذارة للغاية. مهذارة جداً، في الواقع، حتى أنها صدحت بالحقيقة بدون فطنة. ونواصل القراءة : “إنهم لا يشكون في أنهم، أي أنصار ستاخوفيتش، إذا كانوا يأكلون جيداً، وينامون بطمأنينة، ويعيشون في سرور، فبفضل هذا “الوهم”“.

الحقيقة المقدسة! هذا هو واقع الحال بدقة. بسبب أن هذه “الأوهام” الدينية واسعة الانتشار بين الجماهير فإن أنصار ستاخوفيتش وأتباع أوبلوموف[1] وكل رأسماليينا الذين يعيشون على عمل الجماهير وحتى موسكوفسكييه فيدوموستي نفسها، “ينامون بطمأنينة“. وبقدر ما يتزايد انتشار التعليم وسط الشعب، وكلما أفسحت التحيزات الدينية مكانها للوعي الاشتراكي، كلما اقترب يوم انتصار البروليتاريا؛ الانتصار الذي سوف يحرر كل الطبقات المضطهدة من العبودية التي يعانونها في المجتمع الحديث .

ولكن بعد أن أفشت موسكوفسكييه فيدوموستي الحقيقة في هذه المسألة، طرحت، بغاية السهولة، مسألة أخرى تثير الاهتمام. ومن الواضح أنها تخطئ باعتقادها أن أنصار ستاخوفيتش “لا يدركون” مغزى الدين، وأنهم يطالبون بأشكال ليبرالية استناداً إلى “طيش” محض. ومثل هذا التفسير لاتجاه سياسي معاد ساذج بشكل غاية في الطفولية. والواقع في هذه الحالة أن السيد ستاخوفيتش قد برز بوصفه مدافعاً عن الاتجاه الليبرالي وقد برهن على أنه الأفضل على الإطلاق من قبل موسكوفسكييه فيدوموستي، وإلا، لم اقتضت الحاجة لشن حملة ضد خطاب واحد؟ ولم اقتضت الحاجة الكلام، ليس عن ستاخوفيتش، وإنما عن أنصار ستاخوفيتش، وعن “الجمهور المثقف”؟

كان خطأ موسكوفسكييه فيدوموستي عمدياً بالطبع. فهذه الصحيفة لا تريد – رغم أنها قادرة على – تحليل الليبرالية التي تستفزها من وجهة نظر طبقية. وهى لا ترغب في أن تفعل ذلك إن جاز القول، ولكن عدم قدرتها على أن تفعل ذلك يثير اهتمامنا لحد أكبر بكثير، لأن هذه شكوى يعانى منها حتى كثير من الثوريين والاشتراكيين. وهكذا، فإن مؤلفي الرسالة المطبوعة في عدد رقم 12 من الإيسكرا، التي تتهمنا بأننا قد تخلينا عن “وجهة النظر الطبقية” ذلك لأننا نجهد في جريدتنا لأن نتتبع كل مظاهر السخط والاحتجاج الليبرالي، يعانون من هذه الشكوى، كما يفعل أيضاً مؤلفو بروليتاريسكايا بوربا[2] و كذلك كراسات عديدة في “المكتبة الاشتراكية الديموقراطية“[3] الذين يتخيلون أن أوتوقراطيتنا تمثل الحكم المطلق للبورجوازية، مثل أنصار مارتوف، الذين يتطلعون لإقناعنا بأن نتخلى عن حملات التشهير متعددة الجوانب (أي أوسع تحريض سياسي ممكن) ضد الأوتوقراطية وأن نركز جهودنا بصفة أساسية على النضال من أجل الإصلاح الاقتصادي (أن نعطي شيئاً “إيجابياً” للطبقة العاملة وأن نقدم باسمها “مطالب ملموسة” لإجراءات تشريعية وإدارية “والتي تعد ببعض النتائج الملموسة“)، وبالمثل أنصار ناديجدين أيضاً، الذين تساءلوا مندهشين حينما قرءوا المراسلة في جريدتنا حول المنازعات الإحصائية قائلين “يا إلهي، ما هذا؛ جريدة زيمستفو؟“.

ينسي كل هؤلاء الاشتراكيين أن مصالح الأوتوقراطية تتوافق فقط مع بعض مصالح الطبقات المالكة، وفى ظل ظروف معينة فحسب، ولطالما حدث أن مصالحها لم تكن تتوافق مع مصالح هذه الطبقات ككل، وإنما مع مصالح فئة معينة فيها. إن مصالح فئات بورجوازية أخرى والمصالح المفهومة بشكل أعرض للبورجوازية بكاملها، لتطور الرأسمالية ككل، تؤدى بالضرورة لظهور معارضة ليبرالية للأوتوقراطية. على سبيل المثال تضمن الأوتوقراطية فرص البورجوازية في توظيف أشد أشكال الاستغلال فظاظة، ولكن، من ناحية أخرى، تضع آلاف العقبات أمام التطوير المكثف للقوى الإنتاجية وانتشار التعليم، وبهذه الطريقة تثير ضدها، ليس فقط البورجوازية الصغيرة، وإنما في بعض الأوقات حتى البورجوازية الكبيرة. تضمن الأوتوقراطية (؟) للبورجوازية الحماية ضد الاشتراكية، ولكن بما أن الشعب محروم من الحقوق، فإن هذه الحماية تتحول بالضرورة إلى نظام للانتهاكات البوليسية التي تثير عداء الشعب بكامله. لا يمكن أن نعرف من بعض الأطروحات العمومية ما هو نتاج هذه الميول المتناحرة، ما هي القوة النسبية لوجهات النظر، أو الاتجاهات، المحافظة والليبرالية داخل البورجوازية في اللحظة الراهنة، لأن هذا يعتمد على كل الملامح الخاصة للوضع الاجتماعي والسياسي في لحظة معينة. لتحديد هذا، لابد لنا من دراسة الوضع تفصيلاً وأن نراقب بعناية كل المنازعات مع الحكومة، بغض النظر عن من أي فئة اجتماعية نشبت. إن “وجهة النظر الطبقية” تحديداً هي التي تجعل من غير المسموح به لاشتراكي ديموقراطي أن يبقى لا مبالياً إزاء سخط واحتجاجات “أنصار ستاخوفيتش“.

وتظهر حجج وأنشطة الاشتراكيين المذكورين أعلاه أنهم لا مبالين بالليبرالية وهكذا يكشفون عن عدم إدراكهم للأطروحات الأساسية لـ”البيان الشيوعي“، “إنجيل” الأممية الاشتراكية الديموقراطية. دعونا نتذكر على سبيل المثال، الكلمات التي تقول بأن البورجوازية نفسها تقدم مادة للتربية السياسية للبروليتاريا بصراعها من أجل السلطة، بمنازعات فئات وجماعات مختلفة داخلها، الخ [4] فقط في البلدان الحرة سياسياً يكون للبروليتاريا مدخل سهل لهذه الأمور (وحتى هناك جزء منها فقط). وفى روسيا المستعبدة، على أية حال، يجب أن نعمل نحن الاشتراكيين الديموقراطيين بجدية حتى نحصل على هذه “المادة” من أجل الطبقة العاملة، أي يجب علينا نحن أنفسنا أن ننهض بمهمة شن تحريض سياسي عام وبمواصلة حملة تشهير عامة ضد الأوتوقراطية. وهذا الواجب ملزم بصفة خاصة في فترات الاختمار السياسي. يجب أن نضع في أذهاننا أنه يمكن للبروليتاريا في عام واحد من النشاط السياسي المكثف أن تحرز تدريباً ثورياً أكثر مما يمكن أن تحرزه في عدة سنوات من الهدوء السياسي. لهذا السبب فإن الميل الذي يبديه الاشتراكيون المذكورين عاليه بوعي أو بدون وعي لتضييق نطاق ومضمون التحريض السياسي هو ضار على وجه الخصوص .

دعونا نتذكر أيضا كلمات أن الشيوعيين يدعمون كل حركة ثورية ضد النظام القائم. غالباً ما تفسر هذه الكلمات بشكل ضيق للغاية ولا تؤخذ لتتضمن دعماً للمعارضة الليبرالية. لا ينبغي أن يُنسي على أية حال، أن هناك فترات يمكن لأي نزاع ينشب مع الحكومة نابعاً من مصالح اجتماعية تقدمية، مهما كان صغيراً، في ظل أوضاع معينة (ودعمنا واحد منها) أن يشتعل بحيث يتحول إلى حريق هائل. ويكفى أن نتذكر الحركة الاجتماعية الكبرى التي تطورت في روسيا من الصراع بين الطلاب والحكومة حول المطالب الأكاديمية،[5] أو النزاع الذي نشب في فرنسا بين كل العناصر التقدمية والعسكريين حول محاكمة صدر الحكم فيها على أساس دليل مزور.[6] وعلى ذلك فان واجبنا الملزم هو أن نشرح للبروليتاريا طبيعة كل احتجاج ليبرالي وديموقراطي، أن نوسعه وندعمه، من خلال المشاركة النشطة للعمال، سواء كان من الزيمستفو ضد وزارة الداخلية، من النبلاء ضد النظام البوليسي للكنيسة الأرثوذكسية، من رجال الإحصاء ضد البيروقراطيين، من الفلاحين ضد موظفي “الزيمستفو“، بين الطوائف الدينية والشرطة الريفية، الخ.. الخ. إن هؤلاء الذين يتعالون بازدراء على الأهمية الضئيلة لبعض هذه المنازعات، أو على “انعدام الأمل” من محاولات نفخها حتى تصبح حريقاً عاماً هائلاً، لا يدركون أن التحريض السياسي متعدد الجوانب هو موضع تركيز تتطابق فيه المصالح الحيوية للتربية السياسية للبروليتاريا مع المصالح الحيوية للتطور الاجتماعي ككل، لكل الشعب، أي لكل عناصرها الديموقراطية. إنه لواجبنا المباشر أن نشغل أنفسنا ونعنى بكل مسألة ليبرالية، وأن نحدد موقفنا الاشتراكي الديموقراطي منها، أن نساعد البروليتاريا على أن تقوم بدور نشط في حلها وأن تنجز الحل بطريقتها البروليتارية الخاصة. إن الذين ينكصون عن الاهتمام بهذه الطريقة (أياً ما كانت مقاصدهم) يتركون الليبراليين في موضع القيادة، ويوكلون إليهم التربية السياسية للعمال ويتنازلون عن الهيمنة في النضال السياسي لعناصر هي في التحليل الأخير ، قادة البورجوازية الديموقراطية .

لا يجب أن يجرى التعبير عن الطابع الطبقي للحركة الاشتراكية الديموقراطية بقصر مهامنا على الحاجات المباشرة الفورية لـ”الحركة العمالية في نقاوتها وبساطتها“. وإنما لابد أن يجرى التعبير عنه من خلال قيادتنا لكل جانب وكل تجلي للنضال العظيم من أجل التحرر الذي تخوضه البروليتاريا، الطبقة الوحيدة الثورية حقاً في المجتمع الحديث. على الاشتراكية الديموقراطية أن تنشر بثبات وبدون انحراف تأثير الحركة العمالية إلى كل مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية في المجتمع المعاصر. ويجب أن تقود، ليس فقط النضال الاقتصادي بل السياسي للبروليتاريا. لا يجب أن يغيب الهدف النهائي عن ناظرها للحظة، ولكن تواصل دعايتها دائماً للأيديولوجية البروليتارية – نظرية الاشتراكية العلمية، أي، الماركسية – وأن تحميها من التشويه، وأن تطورها قدماً. ويجب أن نكافح بلا كلل أي وكل أيديولوجية بورجوازية بغض النظر عن زيها الصارخ والعصري الذي يمكن أن تتلفع به. إن الاشتراكيين الذين ذكرناهم عاليه يتخلون عن وجهة النظر “الطبقية” أيضاً بسبب، وإلى حد، أنهم يبقون لا مبالين إزاء مهمة مكافحة “نقد الماركسية“. والأعمى فقط هو الذي يخفق في أن يرى أن هذا “النقد” قد تجذر بسرعة أكبر في روسيا مما في أي مكان آخر، وقد جرى احتضانه بحماس من الدعاية الروسية الليبرالية أكثر من أي أحد آخر، وتحديداً بسبب أنه واحد من عناصر الديموقراطية البورجوازية (وهى بورجوازية بوعي) التي تتشكل الآن في روسيا .

وتتطلب “وجهة النظر الطبقية” على الخصوص فيما يتعلق بالنضال السياسي دعم وتعزيز كل حركة ديموقراطية. لا تختلف المطالب السياسية لديموقراطية الطبقة العاملة من زاوية المبدأ عن تلك التي تخص الديموقراطية البورجوازية، وتختلف في الدرجة فقط. في النضال من أجل الانعتاق الاقتصادي، من أجل الثورة الاشتراكية، تقف البروليتاريا على أساس يختلف من ناحية المبدأ كما أنها تقف وحدها (سيأتي المنتج الصغير لمساعدتها فقط إلى المدى الذي يدخل فيه، أو مستعد لأن يدخل فيه، في مراتبها). في النضال من أجل التحرر السياسي، على أي حال، لنا حلفاء كثيرون، ولا يجب أن نقف لا مبالين نحوهم. ولكن بينما حلفاءنا في المعسكر الديموقراطي البورجوازي، في نضالهم من اجل إصلاحات ليبرالية سوف ينظرون دائماً للخلف ويسعون لتكييف الأمور، حتى يكونوا قادرين، كما في السابق، على أن “يأكلوا جيداً، ويناموا بطمأنينة، ويعيشوا في سرور“، على حساب أناس آخرين، فإن البروليتاريا سوف تسير قدماً حتى النهاية، دون أن تنظر خلفها. بينما أتباع ر. ن. س. (مؤلف مقدمة مذكرة ويتى) يساومون الحكومة على الحقوق السلطوية للزيمستفو، أو حتى على دستور، فإننا سوف نناضل من أجل جمهورية ديموقراطية. نحن لا ننسى، على أي حال، أننا إذا أردنا أن ندفع أحداً إلى الأمام، فيجب أن نضع أيدينا بشكل مستمر خلف أكتافه. على حزب البروليتاريا أن يتعلم دائماً كيف يمسك الليبرالي في نفس اللحظة التي يبدى فيها استعداده أن يتحرك للأمام بوصة، ويجعله يتحرك ياردة. وإذا ما كان عنيداً فسوف نتقدم إلى الأمام بدونه وفوق جثته.

ــــــــــــــــــــــ

[1] أوبلوموف – الشخصية الرئيسية في رواية بهذا الاسم كتبها إ . جونشاروف – كان أوبلوموف تجسيداً للروتين ، والركود ، والخمود.

[2] مجموعة بروليتارسكايا بوربا (النضال البروليتاري)، عدد رقم 1، طبعتها مجموعة الاشتراكية الديموقراطية في الأورال في 1899. أنكر المؤلفون، الذين تبنوا النظرات “الاقتصادوية“، ضرورة تأسيس حزب سياسي مستقل للطبقة العاملة واعتقدوا أن الثورة السياسية يمكن انجازها بواسطة الإضراب العام، وبدون تنظيم أولى وإعداد الجماهير وبدون انتفاضة مسلحة .

[3] “مكتبة العمال الاشتراكية الديموقراطية“؛ سلسلة من الكراسات طبعت بشكل غير قانوني في فيلنو وسانت بطرسبورج في 1900 – 1901.

[4] انظر “بيان الحزب الشيوعي“، ماركس وإنجلز، المختارات، المجلد الأول، موسكو، 1959 ، ص 21 – 65.

[5] المقصود هو الإضراب العام للطلاب الذي نظم في شتاء 1901 – 1902. شارك حوالي 30000 طالب في هذا الإضراب.

[6] يشير لينين إلى قضية دريفوس، وهو ضابط فرنسي في هيئة الأركان، يهودي، قدم لمحكمة عرفية في 1894 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة، بتهمة التجسس والخيانة العظمى ومن الواضح أنها كانت تهمة ملفقة. وتبين أن الدوائر الرجعية هي التي نظمت هذه المحاكمة الاستفزازية. عرت الحركة العامة للدفاع عن دريفوس التي تطورت في فرنسا فساد المحاكم وجعلت الصراع أكثر حدة بين الجمهوريين والملكيين. عفي عن دريفوس وأطلق سراحه في 1899. ولم يرد اعتبار دريفوس إلا عام 1906 بعد إعادة النظر مجدداً في قضيته.