لعنات يومية في مذكرات شعب


عباس علي العلي
الحوار المتمدن - العدد: 5732 - 2017 / 12 / 19 - 20:51
المحور: الادب والفن     

لعنات يومية في مذكرات شعب

الوقوف على حافة اللا منتهى
كانت أمنية مجنونة
ولدت من خيال أحلامي
فعمدتها
بلهيب ولظى
فصار الناس من حولي
يتجنبون المرور في دروب مررت بها
كي لا تصيبهم لعنة
الأحلام.....
المستحيلة
*****
كتبت القتيلة التي مزقوا جسدها بالأمس
على كفنها
عاركم لا تغسله الدماء
وأنتم مثل معزى
تتحين الفرصة لترى عورة الخروف
لتضحك على منظر بائس
ها أنا بينكم
لعنة تلاحق عيونكم
حتى تعمى.....
*****
بعض الألم يرميه الفقراء
على أرصفة المدينة
كي تتعود البكاء
أو تغسل قلوبا من لعنة الأنا
لم تتمرد الأرصفة
ولم ترحل ألامنا
والوضع تحت السيطرة
هكذا كتب عمال السلطان
تقريرهم اليومي
عن ملخص سعادة المجتمع
وفي الختام يتمدد مولانا مسترخيا
ينتظر أن يشكره الرب
على جميل ما صنع.....
*****
أطفال الشوارع المتسولين
في أرجاء شوارع مدينة الفردوس
ما كانوا
إلا مؤامرة
أرتكبها الشيطان وقوى الأستعمار
ورمى بها كلعنة
تطرق أبواب الفضيلة
فلا بد أن نقتل الشيطان
أو نغلق الشوارع
أو يموت الصبية المتسولين
ليهدأ الوضع وتموت الفتنة في مهدها.....
وينتعش الرب في معبده الفخم
****
اللحم الذي يطعمونه لكلاب السلطان فيه رائحة زكية
تشبه
رائحة جسدي
أو ربما
تشبه
رائحة الخبز المفقود في المدينة
كلاب السلطان في غاية السعادة
لأنها لا تشارك الفقراء
في لعنتهم المكتوب في أول مادة في الدستور
(الشعب مصدر...... والكلاب تتمع بالسلطة).