أسئلة لفهم ماهية فكرة الإله والإنسان


سامى لبيب
الحوار المتمدن - العدد: 5725 - 2017 / 12 / 12 - 20:54
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع     

نحو فهم الإنسان والحياة والوجود (77) .

غاية أى كاتب أن تصل افكاره لجمهور القراء ليحاول أن يجتهد فى تقديم أفكار متماسكه تحترم عقل القارئ مستخدماً فى ذلك منطقه وحجته وثقافته وبلاغته فى إطار نهج معتاد يكون الكاتب مرسلا ً للأفكار والقراء فى وضعية الإستقبال .
جال فى خاطرى فكرة أداء جديد فى الكتابة سبق أن قدمته فى مقالات سابقة ولاقت نجاحاً بأن يصل القارئ لأفكارى بدون أن أمليها وألح عليها وذلك من خلال طرح الفكرة فى سؤال لأترك ماكينة التأمل والفكر أن تعمل ويصل كل عقل إلى مرساه , وأتصور هذا الأداء الأفضل فى تصدير الأفكار والأكثر تأثيراً , فعندما يخوض العقل معارك يشحذ فيها تفكيره وتنطلق تأملاته ودهشته وقلقه وشكوكه بذاته , فهذا أفضل حالاً من تقديم الأفكار معلبة دليفرى وبذا نتحرر عما إعتدناه من نهج نمطى فى التعاطى حيث نكون فى موضع الإستقبال والتلقى والتأثر كنتاج تاريخ طويل من ثقافة التلقين ليكون موقفنا القبول بما يُلقى لنا اذا كان فى إطار الثوابت ورفضه إذا كان يعارضه , لذا فلنجعل السؤال يثير فينا السؤال والدهشة والتأمل والبحث عن جواب محركاً الثوابت .

- القلق الفكرى أسمى أشكال القلق لأنه تعبير عن ذهنية متقدة متفاعلة مؤثرة ومتأثرة .. فعندما يعبأ ذهنك بالكثير والكثير من الغيبيات ولا تجد أى أثر لهذه الأشياء فألا تتوقف قليلا .. عندما تجد سهام النقد موجهة نحو مسلماتك ومعتقداتك لتنال منها بسهولة فألا تجعلك تقلق .. عندما تفتقد لأى حجة تدعم معتقداتك سوى أنها كده أو أنها حكمة الإله فألا يجعلك تقف متأملاً حجية إيمانك .. ألا تقلق عندما تجد أن كل منظومتك الفكرية مع عظم وهول إدعاءاتها لا ترتكز على دليل ثبوتى واحد يؤكدها , فكل الامور لا تزيد عن ظنون تقبل فى الاتجاه المقابل ظنون وإستنتاجات أخرى .. هل تستطيع أن تُنمى حس القلق فى داخلك ولا تقتله على مذبح سخافة أفكار الاخرين .. إعتقادك بشئ معين بعد مخاض قلق سيكون أسمى وأشرف لك من الانبطاح أمام فكرة تتشبث بها بدون أى سند .. هل تستطيع أن تجرب لذة وقسوة القلق .

- تساءل بشجاعة عن فكرة وجود إله ولا تدفن أسئلتك , لأنه إذا كان موجود فرضاً فسيحترم بحثك وأسئلتك وعقلانيتك بدلاً من هذا الإيمان التسليمى البغبغائى , كما من المُفترض أنه خلق لك العقل لتسأل به , فليس من المنطق أن يخلقه ولا تعمل به , أما ما يقال عن إله يرفض السؤال والشك والعقل المُفكر كحال إله الكتاب المقدس. " توكل على الرب بكل قلبك وعلى فهمك لا تعتمد " امثال3:5 . أو إله القرآن "يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تُبد لكم تسؤكم " فهو ليس جدير أن تعبده حتى بإفتراض وجوده .

- هل الجهل إستدعى وجود إله ؟ أى أنا أجهل هذا الأمر .. إذن الله موجود . كذا القول بأن هذا من فعل الله هل هو إجابة لسؤال أم إجابة من ليس له تفسير.. هل هى إجابة عقل جاهل إستسلم أمام صعوبة السؤال وأرتضى أن يخمد السؤال ويستريح .

- هل الخوف هو منتج الأفكار والأيدلوجيات ؟ هل لو نزعنا الخوف من الفكرة فألا يعنى هذا جدية الفكرة ؟

- نتصور أن النجوم لها سبباً ووظيفة لتكون مصابيح وهداية للملاح .. فهل هى كذلك ؟. هل النجوم التى تعتبر بمثابة مواقد نووية أكبر من شمسنا أو تعادلها أى تزيد عن حجم أرضنا مليون مرة على الأقل تكون وظيفتها أن تكون بمثاية نقط ضوئية لعيوننا الجميلة لنراها أحيانا بصورة باهته فى ليالى صيفية أو ترشد ملاح فى رحلته الصحراوية او البحرية ؟!. هل جاء هذا التصور من خيال وغرور أعطى للنجوم هذه الوظيفة ؟ ام هكذا وظيفتها أم نحن تواجدنا فرأينا النجوم من زاوية رؤية لتظهر لنا كنقاط مضيئة فبحثنا لها عن وظيفة ومعنى فى وعينا الذى لا يتصور وجود تنعدم فيه الغاية والوظيفة والمعنى .

- هل توجد غاية ووظيفة خارج الانسان أى هل توجد غاية ووظيفة للأشياء الغير عاقلة ؟ أى هل هناك غاية ووظيفة للأكسجين أن يُصدأ الحديد وأن يبحث الحامض عن قلوى لينتج ملح .

- هل يمكن أن تتكون أى فكرة سواء معقولة أو خيالية بدون أن تستعين وتتأسس على صور ومشاهد من الوجود المادى .. إذا كان يستحيل فماذا يعنى هذا ؟ هل يعنى أن الوجود سبق فكرك ووعيك بل شكل مفردات الوعي والفكر ,وأن أى تصور بدون وجود مادى حاضر يصير فكرة خيالية وليس وجود ؟.

- هل الحكمة والمعنى والغاية مصاحبة لكينونة الأشياء أم جاءت من تقييم الإنسان بعد وجود الأشياء ؟

- هل توجد جزيئات فى الوردة إسمها جمال مسئولة عن جماليات الزهور أم أن الجمال توصيف نفسى إنسانى للأشياء ؟ مد الخطوط على إستقامتها .

- هل يمكن تصميم شئ بدون وجود مفردات هذا الشئ فى الوجود ؟. وهل نفهم ونعقل الأشياء بعد وجودها أم قبل وجودها ؟.

- المهندس يصمم المنازل والمنشآت , فمن مصمم الكهوف ومن نحر الجبال ؟. هذا السؤال جدير بالإهتمام ولكن خطأه إستخدام كلمة "من" كفرض إجابة .

- هل كل مُسبب للنار هو عود ثقاب من الكبريت ؟ أليس معظم النيران فى المشاهد الوجودية تأتى بسبب آخر غير عود الثقاب ؟ كما أن عود الثقاب جاء من مجمل مشهد طبيعى وهذا له معنى كبير لمن أن يريد ان يمنطق الأمور ويبحث .

- السببية منهج فكرى منطقى يبحث عن مُسببات الأشياء , ولكن هل يصح إعطاء مُسبب لسَبب بدون إثبات أن هذا السَبب من ذاك المُسبب حصراً ؟

- يقولون لايمكن أن يكون الكون بهذا التعقيد بدون عقل مفكر صنعه ,وأقول أن هذا العقل الذي صنعه لابد أن يكون معقد أكثر من صنعته (الكون) ,فهل من المنطق أن تنسب للأقل تعقيداً ضرورة وجود صانع وتلغي السؤال عن وجود صانع للأكثر تعقيداً ؟!

- هل يوجد شئ إسمه خلق فى الوجود ؟ فالخلق هو إيجاد الشئ من العدم ولا يوجد شئ إسمه عدم , فلنقل إيجاد وتصنيع .

- ما معنى الشروق والغروب والزلازل والبراكين على الكواكب الأخرى المهجورة فى مجموعتنا الشمسية ؟.
هل يمكن القول أن المعنى هو فكر وإنطباع إنسانى عن الأشياء التى نعتنى بوجودها وأن الطبيعة تمارس فعلها بلا وعى ولا حكمة ولا إهتمام بمعانينا .

- هل توجد كليات فى العالم ؟ الكليات تنفى وجود الضد وتلغى وجوده تماماً بينما الضد حاضر دوماً بل الضد هو الذى يمنح الصفة إمكانية الوجود والمعرفة والتحقق والتميز وإلا فلن نعرفها..عندما لا توجد أضداد فحينها ستوجد كليات فى العالم أليس كذلك ؟

- إذا كانت جزيئات أجسادنا جاءت من وحدات وجودية أخرى كإنسان أو حيوان أو نبات , فكيف يتم التجميع فى فنتازيا يوم القيامة .

- كيف تعتقد بوجود إله عظيم لهذا الكون العظيم الذى يحتوى على مئات المليارات من المجرات والنجوم والكواكب ليعتنى بحبة رمل فى مملكته ليرصد سلوك كل طفيل يعيش على سطح حبة الرمل تلك ويرتب له أقداره ورزقه معتنيا أن يرسل لهم موسى والمسيح ومحمد ؟ فهل هذا يعنى أننا أمام إله تافه أم هى نرجسية الإنسان وغروره ليتوهم مثل هذه القصة ؟!

- عدد النجوم فى الجزء المرئى من الكون يبلغ عشرة أضعاف عدد حبات الرمل فى جميع شواطئ وصحارى العالم .! هل لك تخيل قيمة وجود الأرض فى هذا الكون الهائل؟. هل من المنطق والعقل أن يكتفى صاحب هذا الكون الهائل إذا كان له صاحب فى إقامة الحياة على الارض وترك كل هذا الوجود خربا ؟!. هل من المنطق أن يُقام كل هذا الكون الهائل من أجل ذرة غبار تافهة ؟! إذا كان المغزى من الوجود الإنسانى هو الإختبار ولكى يستفيد الانسان من الوجود فيكفى وجود الأرض والشمس والقمر فقط فما الداعى لمئات المليارات من المجرات والنجوم والكواكب ؟ هل يمكن القول أن مؤلفى الأساطير القديمة لم يتصوروا حجم الكون الهائل ؟

- إذا كان كل ما يعنى الإنسان هو وجود الشمس والقمر فقط فلما كل هذا الإسراف بوجود كون هائل ؟!. هل من العقل والمنطق أن يرسل ملاك بأجنحة من ريش من على بعد مليارات السنين الضوئية ليحكى مع نبى ويحل مشاكله العاطفية أو يحل مواقف حرجة يواجهها ؟!.. هل من العقل أن ينظر إلى حبة الرمل التى إسمها الأرض ليتأمل الفطريات التى تعيش فوق سطحها فيقدر لها ويرتب ويرصد ويدون ويسجل لهذه الطفلة التى تختلس قطعة من الحلوى وذاك المراهق الذى يقبل فتاته ؟.

- اللغة لفظاً وكتابة هى إتفاق البشر على ذبذبات صوتية ورسومات معينة , فهل يصح القول أن هذا كلام الله ؟!

- فكر فى مشاهد حياتك ملياً لتجد انك لو تأخرت أو سبقت فى نزولك لمشوار ما لنتج أحداث مغايرة عما حلت بك كذا لو دخلت كلية محددة لتتقابل مع زميلتك وتحبها ثم تقترن بها فماذا يكون حالك لو دخلت كلية أخرى .. قس على ذلك كافة أمور حياتك , فأليس هذا معنى العشوائية ؟.

- هل نأكل لإشباع جوعنا أم لبناء أجسادنا وتحسين وظائف وكفاءة الجسد ؟ لا تقل الإثنين فهل الجائع يبحث عن الإشباع والملأ أم يعتنى بالقيمة الغذائية ؟. هل نمارس الجنس من أجل الحصول على اللذة أم بغية الحفاظ على النسل ؟ لاتقل كلاهما فهناك شئ يسبق شئ .

- هل العقل يفكر ليصل إلى نتائج بدون وجود دوافع وراء عملية التفكير أم أن الدوافع الغريزية والسيكولوجية هى التى تأمر وتوجه ماكينة العقل .؟ هل نحن نفكر وننفعل فيما لا يمس مصالحنا وإحتياجاتنا وأوتار آلامنا , فلا نفكر ولا ننفعل بإنفجارنجم كبير فى الكون ولكن سنتألم بسقوط حجر من جبل على رؤوسنا وسنبحث عن سبب سقوطه .!!

- هل الأفكار تعبير عنا أم نحن تعبير عنها ؟ هل وقوعنا فى مستنقع الركود والتخلف سببه أننا جعلنا أنفسنا تعبير عن الأفكار وتقديم التبريرات لها ونسينا أننا من أنتجها لتعبر عن أنفسنا ؟! أليس سبب لخبطتنا وأوهامنا وخرافاتنا أننا جعلنا أنفسنا تعبير عن الأفكار ولم نفطن أننا من ننتج الأفكار لتعبر عنا ؟

- أيهما منطقى أن يفسر المجهول بالمعلوم أم يفسر المعلوم بالمجهول ؟.

- ماذا تقول عن صانع صنع صنعته وهو فى غير حاجة إليها ؟ هل هو تسالى أم عبث ؟

- هل من المنطقى أن ينتج كائن قوي جبار كيان حر عنده القدرة على التفكير ثم حين يمارس هذا الكيان حريته وقدرته على التفكير يعاقبه .

- هل يصح القول بان الله أزلى أبدى وفى نفس الوقت تقول أنه الأول والآخر ؟

- هل الصفات الإلهية توصيف الإنسان للإله أم هى قدرات وإمكانيات أخبر بها الإله البشر عن نفسه وقدراته ؟ هل يصح القول بأن الإله عادل ورحيم وغفور وكريم ألخ من الأزل قبل وجود الإنسان أم الصفات الإلهية مُستحدثة ؟ .

- هل الإله ليس كمثله شى ؟ ولكن هذا القول ينسف كل أسماء وصفات وقصص الإله فيوجد مثيل له حتى ولو بنسب بسيطة ؟.

- هل يعرف الإله المنطق والمستحيل ؟ فإذا كان يعرفها فهو مقيد القدرات والإمكانيات كالبشر وإذا كان لا يعرفها فهل تستطيع قدرات الإله المطلقة أن يخلق إله مثله أو يخلق صخرة من فرط ضخامتها لا يستطيع دحرجتها ؟

- هل الله يدرك مستقبله ؟! فالله أبدى أى لا نهائى فى المستقبل وهنا صار المستقبل لانهائى فكلما أمسك الإله بمعرفة حدث مستقبلى فلا يكون هذا معرفة كلية فهناك حدث مستقبلى قبله وهكذا إلا مانهاية . من لا نهائية المستقبل يتعدد اللاهوت !

- هل من الصواب القول أن الله عرفوه بالعقل ؟ فهذا لا يجعله إله إذا عُرف بالعقل ليجعله معقولاً وسيصير كيان معقول خاضع لنفس طبيعتنا التى تدرك الأمور بالعقل علاوة أن عقلنا قد يخدعنا , فعقلنا هو من إتبع حواسنا وقال لنا أن الأرض مسطحه والشمس قرص يدور حول الارض مثلاً , فالعقل يتأثر ويخطأ فمن اين جاء هذا القول ؟ هل تعرف سر هذا الخلل ؟!

- هل من الصواب التعاطى مع المنطق لإثبات وجود إله ؟ فالمنطق أداة الإنسان للتفكير فى مجال الوجود المادى , بينما الإله غير مادى وليس كمثله شئ أى ذو طبيعة غير مادية فلا يخضع لمنطقنا .

- قانون حفظ المادة والطاقة يقول أن المادة لا تخلق من عدم ولا تفنى إلى العدم , وهذا يعنى أن المادة أزلية أبدية , فهل توجد أزليتان وأبديتان فى الوجود ؟!.

- أختم الأسئلة بسؤال طريف فى مشهد طريف وهو تشابه الممارسات والمداعبات الجنسية للحيوانات مع ممارسات الإنسان طالباً منكم تفسيرها .
مداعبات .
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcR3nCzt5ZgdkPdDETnGe52VSs9aREfeXx1kGFc4Y_PXugUvTlRa6g
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQQCewLlaBD3H6E9QOTGzVQ2rzsvKQthCExKRVknWB6FF3lN_n1
الممارسة الجنسية وجها لوجه .
http://www.alzakera.eu/music/vetenskap/Biologia/sex/0097-6.jpg
فرنساوى .
http://i.ytimg.com/vi/1tm9FL8AaJA/0.jpg
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRWPogUJBhtYQHLaXM21sUa2EpKWkKShbOwwhDtu36JC_INGNyi1w
- هل الإله أوحى لنا وللقرود بتلك المداعبات والممارسات ؟ , ولكن هذه وضعية لا تليق بفرضية الإيمان بأن الإله شَرف الإنسان بالعقل , ونفخ فيه من روحه , وميزه ومنحه الفطرة , فهل تلاقت فطرتنا مع فطرة القرود أم هناك إحتمال أن يكون الإنسان قد شاهد القرود وهى تمارس الجنس فقلدها , ولكن كثير من البشر يمارسون الجنس هكذا ولم يشاهدوا قرود فى حياتهم , أو يكون القرود شاهدت الإنسان وهو يمارس الجنس فأعجبت بطريقة ممارساته فقلدها , ولكن القرود تعيش فى الغابة قبل أن يتواجد الإنسان لتراقبه . أليس الأصح القول أن الإنسان ينحدر من القردة العليا ليبقى فى أعماق جيناته وذاكرته ممارسات أجداده الأوائل ولا داعى هنا للفطرة وشرف التمييز ؟.

دمتم بخير .
- "من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .