سؤال اللحظة العربية


حمدى عبد العزيز
الحوار المتمدن - العدد: 5710 - 2017 / 11 / 26 - 22:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

مهم جداً لقوى التقدم والتحرير الوطنى فى المنطقة العربية عليها الآن وفى أقرب وقت أن تدرس وتناقش وتخرج بنتيجة تجيب على سؤال اللحظة العربية الآنية :

هل أن ضرب حزب الله والمواجهة مع إيران على أساس الخلاف الايدلوجى منزوع السياق مع حزب الله والذى يساوى بين حزب الله على إعتبار حقيقة أنه حزب مؤسس على أساس مذهبى ديني يستوى فى ذلك مع تنظيمات الفاشية الدينية وعلاقته الايدلوجية واللوجستية بالنظام الإيرانى
هل سيصب فى مصلحة شعوب المنطقة ؟

، أم أن النظر إلى حزب الله باعتباره جزءاً من سياق معقد للشأن اللبنانى المؤسس على التوازن الطائفي وما يتسم به من هشاشة بنيوية وأمنية وعسكرية فى مواجهة خطر اجتياح الدولة الصهيونية للبنان يلعب فيه حزب الله دور الفزاعة الكابحة والحجرة العسرة فى حسابات الدولة الصهيونية الطامعة فى الأراضى اللبنانية ؟
وبالتالي فمحاولة ضربه لن تصب إلا في مصلحة الدولة الصهيونية

كذلك هل أنه من المفيد الإنضمام إلى حملات تصعيد المواقف ضد إيران وإعلان الحرب عليها بمايعنيه ذلك من احتمالات وقوع تداعيات قد تضر بكامل شعوب المنطقة لتخرج الدولة الصهيونية من هذا الاستحقاق أكثر الرابحين كما خرجت من قبل فى استحقاقات ومواجهات سابقة ؟

أم أن الأمر بالنسبة لإيران ينبغى أن ينظر إليه على أساس أن إيران تتموضع الآن كقوة إقليمية كبرى وهذه حقيقة ينبغى التعامل مها ، وتجاهلها يعد من قبيل الغباء الاستراتيجي ..

،وأن خلافاتنا معها من الممكن وضعها على مائدة التفاوض بهدف الوصول لتعايش معها كجارة لها أهميتها الجيوسياسية على أساس إحترام الجوار وحل النزعات الحدودية بالتفاوض وتبادل عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام التنوعات الطائفية والوصول إلى تفاهمات حول خطوط أمنية مشتركة تضمن التوازنات الأمنية فى الشرق الأوسط لصالح شعوبه كذلك التعاون التجارى والاقتصادى التنموي المشترك بغض النظر عن إختلاف للأنظمة والايدلوجيات المؤسسة لها فى إطار إحترام مبدأ سيادة الدول ..

تلك أسئلة ينبغي الإجابة عليها قبل أن تجرنا طبول الحرب التي تدوي في آذان شعوب المنطقة العربية إلي حرب لانعرف كيف سننهيها ومن سينهيها ومايمكن أن يترتب عنها من فواجع وكوارث إقليمية قد تطال الجميع عدا نتيجة واحدة مؤكدة هي تحول الدولة الصهيونية الي موضع القوة الإقليمية العظمي والوحيدة في المنطقة ، وموت القضية الفلسطينية إلي أجل غير مسمي ،
مماسيفرض علي شعوب المنطقة وضعاً جيوسياسيًا صعباً

هذا فضلاً عن الإستنزاف الحاد لموارد الشعوب التي ستجرها أنظمتها إلي هذا الصراع ، وتسارع وتيرة سباقات التسلح علي حساب التنمية وإهداراً لموارد الدول ومقدرات الشعوب ..

ولعلنا نشهد من الآن كيف أصبح شراء وتكديس الأسلحة في المنطقة أمراً يمثل أولوية الأولويات
ويشكل أهم أسباب انتعاش تجارة وصناعة السلاح لدي إحتكارات السلاح الدولية التي أصبحت جزءاً أصيلاً من مكوّنات رسم السياسات الدولية إذاء المنطقة .