تأملات فى الإنسان - جزء ثالث


سامى لبيب
الحوار المتمدن - العدد: 5702 - 2017 / 11 / 18 - 18:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع     


نحو فهم الإنسان والحياة والوجود (76) .

هذا المقال هو الجزء الثالث من تأملات فى الإنسان , ليأتى فى سلسلة نحو فهم الحياة والوجود والإنسان , ليكون رائداً وذو أهمية فبدون فهم طبيعة وماهية ورغبات الإنسان لن نفهم طبيعة الحياة والوجود , لذا من الأهمية بمكان أن ندرك فكر وعقل وماهية الإنسان الطبيعية والظروف الموضوعية التى شكلت فكره , كذا الإنحرافات والمغالطات التى إنتابت تفكيره جراء عجزه وجهله وضعفه .. هى فى النهاية تأملاتى وأفكارى ومواقفى , أأمل أن أكون قد أحسنت الرؤية والتحليل والتفسير , وأعتذر عن دسامة المحتوى فهكذا طبيعة كتاباتى , أو قل رغبة دفينة فى تدوين كل ما يجول فى دماغى قبل إنقضاء الحياة .

- متعة الحياة فى فن الرسم بممحاة .. يصورون الرسم بممحاة قلة كفاءة تنم عن عدم التمكن , بينما اللذة والمعنى الحقيقى للحياة أن تكون قادراً على إستخدام ممحاة بمحو خطوط وإستبدالها بخطوط أخرى .. أروع ما إبتكره الإنسان هو الممحاة ولكن هناك من لا يستخدمونها محتفظين برسوماتهم القديمة . الطبيعة تستخدم الممحاة أيضا .

- ما المغزى من الحياة ؟ وما الغاية من الوجود ؟. وهل نعيش الحياة رغماً عن أنوفنا ؟. وهل هناك غاية من وراء هذا المسلسل الممل الذى نمارسه ؟. وهل جاءت أى لحظة فى جوهرها مُشكلة لوجودنا أو إنتهائنا بترتيب خاص منا ؟. وهل ما نسطره فى دفتر الحياة له مغزى أكثر من لحظته ؟. أليس كل محاولاتنا الدؤوبة ما هى إلا لخلق لحظة آنية تنتهى وتتبدد فى النهاية ؟. أليست هذه الأسئلة أصبحت واقعًا بُني عليها نظريات اجتماعية ومذاهب فكرية ومعتقدات دينية بينما أساسها افتراضي؟!

- أليس خَلقنا لقضية والتماهى فيها هو إيجاد معنى ومغزى وغاية لحياة بلا معنى نعيشها رغم أنوفنا .

- الحياة شخبطة قلم رصاص ,أنتجنا منها معنى ومغزى وغزلنا شعراً فى صاحب الشخبطة , ولكن هى فى النهاية شخبطة نحن من مجدناها .

- إن وجودنا كوجود البكتيريا والدود والورود كنتيجة للاحتمالية دون الحاجة إلى إستحضار أو الإستشهاد بأي شيء ما عدا الجينات والاحتمالية والاختيار الطبيعي , ليبقى للإنسان القدرة على الفذلكة والغرور ليميز وجوده بدون وجود حقيقى داعى للتميز .

- ما الفرق بين الدودة والإنسان ؟ فالإثنان يسعيان نحو الغذاء طوال مشوارهما الحياتى ليجمعهما الموت أحدهم تحت النعال والآخر بوهم من يميته .

- ؟ how is care
نحن نَخُط فى الحياة خطاً سيُمحى , فهل لنا أن نسأل ماذا بعد ومن يهتم .. how is care لقد خلقنا من يهتم ليجعل لخطوطنا معنى .!

- سؤال لماذا نحن موجودون بالإشارة إلى الغرض والغاية تماماً كصلاحية السؤال لماذا توقف مكعب الزهر على الرقم أربعة في المرة الأولى وعلى الرقم ستة في المرة الثانية .. لا وجود هنا لكلمة "لماذا" فالزهر توقف على هذه الأرقام كنتيجة للاحتمالية دون أي توجيه بإتجاه رقم أو حصيلة معينة , كذلك نحن مثل أي شيء حي على الأرض وكمكعبات الزهر تلك .

- أجمل ما فى الإنسان أنه كائن مندهش , وأسوأ ما فيه أنه مُتعجل لا يصبر على فهم سبب إندهاشه ..الحياة ليست إلا لمحة خاطفة سريعة الإنقضاء مليئة بالإثارة والعجب من هذا الكون المدهش , لذا من المُحزن أن ترى من يقتل الدهشة داخله ليعيش الحياة بلا دهشة .

- يشعرنى الإندهاش بجهلى فيدفعنى هذا إلى المعرفة , أنا سعيد انى مازلت مندهشاً .

- المؤمنون المعاصرون إناس افتقدوا الدهشة قبل فقدهم للعقلانية والمنطق , أما المؤمنين القدامى فقد عالجوا دهشتهم وفق معارفهم المحدودة وخيالهم الواسع .

- سر تقدم الإنسان وتطوره أن عقله لم يحظى على الأمان والسلام وكلما إرتكن للأمان فإعلم إنه فى سبيله للسكون والخمول فلا يوجد شئ يهدده , لتكون النتيجة قولبة وغيبوبة ونهاية عقل .. الإنسان يتطور من قلق العقل لينتج أفكار تتصارع لتنتج فى النهاية فكرة قوية تُهدأ من نفسه ولكن ما تلبث أن تظهر فكرة أخرى تتصارع مع القديمة فهكذا هى الحياة , لذا فالمشكلة هو الركون لفكرة والإستسلام لها .

- ننجح فى الحياة ونتذوق طعمها عندما نعيش فى خطر .. إدراك الخطر هو أولى خطوات نجاحنا وتطورنا .. إشكالية الفكر الدينى أنه يعزل الإنسان ويخدره عن الإحساس بالخطر الواقعى ليلهيه فى خطر إفتراضى .

- الإنسان لم يتطور إلا من خلال القلق لنجد الفكر الإيمانى يعزل القلق عن الإنسان فهل هذا ميزة أم عيب ؟.. فى الحقيقة الإيمان يُنتج القلق أيضاً ولكن فى دوائر وهم القلق .

- يأتى جمود الإنسان وتخلفه الحضارى من إعتياد الألم والتعايش معه لتصل لحالة من المازوخية تنتشر فى الشعوب المتخلفة كشعوبنا عندما تتلذذ بالألم وتحتفى به فقد ضاع الفهم والإحساس بالألم .

- الخيال نعمة ونقمة فى نفس الوقت .. نعمة فى متعة التخيل والخروج من أسر العالم المادى الصارم , ونقمة عندما ينسى الانسان أن الخيال من إنتاجه وإبداعه ليمنحه الإستقلالية والفعل والحراك لتصل الأمور إلى تقديس الخيال .

- الأفكار الهشة تتهرب وتتحصن بتحريم السؤال .. لتصير الإشكالية أن يصبح عدم السؤال منهج وسلوك وأداء الإنسان .

- لم يتطور الإنسان ويتقدم إلا بعد أن فهم قانون المادة , فلم يهملها أو يعاندها أو يضيف لها أى إضافات غير مجدية ليست فيها .

- " قد أختلف معك في الرأي ولكني على استعداد أن أموت دفاعاً عن رأيك ". قول مثالى خاطئ لفولتير , فهل أموت دفاعاً عن رأى النازى والفاشى والإرهابى ..هل أموت من أجل من يمتلك رؤية بنزع حياتى وحريتى .

- آفة العقل البشرى الذى يعرقل كثيرا من مسيرة تطوره الفكرى هى ظهور فكرة الحقيقة واليقين والتشبث والتعنت مع من يخالفها , فلا يوجد فى عالم نسبى محكوم بالزمكان هراء الحقيقة والحقيقة المطلقة واليقين , الحقيقة هى تقييماتنا وإنطباعاتنا على مشاهد وجودية تُرجمت فى أفكار وإستنتاجات وظنون لنصل لحالة من الغرور , فنتصور أن زاوية رؤيتنا هى الحقيقة , وترتفع أسقف التعنت عندما ننكر على الآخرين زاوية رؤيتهم بالرغم أنها كلها زوايا رأت المشهد من جانب معين وبنت عليها إستنتاجاتها أو قل بالأحرى إنطباعاتها .

- لا يوجد شئ اسمه حقيقة فحتى الأشياء الماثلة لحواسنا ورؤيتنا قد تخدعنا , كما قد نُسئ تفسير المشهد المرئى .

- مشكلتنا مع الوجود هو إسقاط الأنا علي الحياة والوجود لنتصور أن المسرح جاء من أجلنا , فالشمس يُؤذن لها من أجلنا وهناك من يسمح بصنابير الأمطار وهناك من ينبت الزرع ويخلق الحيوان من أجل مائدة طعامنا .. هناك من يقسم الرزق ويعتنى بحجز مكان لنا فى منتجع سياحى عشرة نجوم مجاناً بل هناك من يوفقنا فى ركل الكرة .! لا تستطيع أن تقنع المؤمن بأى شئ فإيمانه لا يستند على أدلة وإنما على حاجة ماسة للإيمان .

- ينصلح حال البشرية عندما يصل البشر إلى فهم تفاهة الوجود الإنساني وعبثية الوجود .
وعي الإنسان بعدمية معنى الوجود سينتج تآخى الإنسان مع غيره فلا معنى للصراع على الملكية والاستحواز والنفوذ , ولا فائدة ترجى من وراء الحروب والقتل .. إنعدام معنى الوجود الإنساني سيكون بمثابة الصفعة التي تلطم كل مغرور ومتكبر لتفقده التكالب الأنانى على الحياة ليخدم هذا التعايش السلمي .

- هل العقل يفكر ليصل إلى نتائج بدون وجود دوافع وراء عملية التفكير أم أن الدوافع الغريزية والسيكولوجية هى التى تأمر وتوجه ماكينة العقل .؟

- ليس في العقل شيء جديد إلا وقد سبق وجوده في الحس أولا , ولا شيء من الأفكار يستطيع أن يحقق لنفسه ظهوراً في العقل ما لم يكن قد سبقته ومهدت له الطريق إنطباعات مقابلة له جاءت من واقع مادى .

- نحن لا نفكر ولا ننفعل إلا فيما يمس مصالحنا وإحتياجاتنا وأوتار آلامنا , فلا نفكر ولا ننفعل بإنفجار نجم كبير فى الكون ولكن سنتألم بالفعل بسقوط حجر من جبل على رؤوسنا وسنسأل عن سبب سقوطه .!

-عندما يرمى البعض العقل والمنطق والحس فى صندوق القمامة , فماذا بقى فى أدمغتهم ؟!.

- يولد العقل كصفحة بيضاء , لتأتى التجربة لتنقش عليها ماتشاء , وبقول آخر يولد العقل كصفحة بيضاء فيأتى الأهل ليهودانه أو ينصرانه أو يؤسلمانه أو يهندوسانه ألخ .. بئس وبؤس هؤلاء المؤمنين والمتعصبين .

- الإنسان كتلة حية كغيره من الأحياء , مجرد وعاء يحمل مواد كيميائية تتفاعل داخله تحت تأثير البيئة وتظهر النتائج على هيئة مشاعر وأفكار وإنطباعات وسلوك .!

- ظن الإنسان القديم بوجود ترابط سببي ينتج الظواهر والأحداث وذاك عن طريق الإستقراء السطحي الساذج المتعجل مما دفعه لإيجاد سبب للظواهر الطبيعية , فظن أن إنفجار بركان أو حدوث زلزال مُقترن بكونه شرير أو بوجود شر فى محيطه , وأن هذا إنتقام إلهى نتيجة لذلك , لنعلم بعد ذلك أن هذا الإستقراء خاطئ .. الغريب والشاذ أن هناك بشر مازالوا يتعاملون مع هذه القراءة الخاطئة .!

- الانسان يلجأ إلى الايمان بوجود إله من عجزه وجهله وإحباطه وبحثه عن حلول سهلة سريعة , ولكن هناك رغبة أخرى للإيمان وهو الإستمتاع بالحلول السحرية الفنتازية السريعة , فمن منا مهما إمتلك من علم ومنطق لا يفتنه الأفلام الفنتازية الخيالية للرخ والتنين ومصباح علاء الدين ألخ.. الإنسان يعشق الخرافة كونها تكسر صرامة المنطق ومادية الحياة شأنها كالمخدرات .

- الأديان المنتج الرئيسى للتخلف , فمنهج النقل قبل العقل والإعتماد على تفسير ورؤى القدماء يعنى أن تبقى حالة الجمود والركود هى المسيطرة .

- الأديان فكر إنسانى يفتقد للسلام والفرح والحياة , لتحث البشر على تبديد حياتهم من أجل التجهيز للعدم .!

- الأديان وفكرة الإله تحث على مقاومة مؤامرات الشيطان ولكنها تحرص كل الحرص على ألا تقتله وتلغيه .!

- لا يوجد شئ اسمه شيطان وشر .. يوجد فقط ألم محاط بجهل معرفى عن أسباب آلامنا .. هو جهلنا برغبات ومصالح الآخرين الذين يريدون أن يروضننا عليها ليحافظون على مصالحهم .. جسدنا الشر فى إله وشيطان لندارى عجزنا وضعفنا فى مواجهة الألم ولكن للأسف تماهينا فى هذا الوهم ليصبح للوهم وجود فى داخلنا .. عندما نعرف ونرصد سبب الألم ونتمكن من تجاوزه فلن يوجد شئ إسمه شيطان وشر .

- الشيطان هو ضعفنا الذى لا نريد الإعتراف به .. هو الشماعة التى نلقى عليها كل حماقاتنا .. الشيطان هو خوفنا من رغباتنا التى حَرمها علينا الأسياد والطغاة .

- مأساة الإنسان أنه من إخترع الخير والشر ثم نسى ذلك ونسبه لكائنات ميتافزيقية .

- خلق فوبيا العدو هو حجر الزاوية فى الإيمان , فالأعداء لا بد منهم وقد أثبتهم راسم فكرة الإله على الإله المفترض : " لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء " فبدون أعداء لن يوجد دين .

- أرى فرضية الإله فى الكتاب المقدس والقرآن بغير حاجة إلى فرضية الشيطان , فإله كهذا يكفى لتعريف الشر .

- أقبح ما فى الاديان أنها تسحق وتمحو شخصية الإنسان فتتدخل فى كيف يأكل وكيف يخرى وكيف ينكح إمرأته وماذا يفعل مع الأشرار والأبرار .. كل هذه الأمور لا تحتاج لدين ليبقى المراد الوصاية والمسخ .

- الإيمان يعنى الإفتخار بالجهل والعجز " طوبى لمن آمن ولم يرى " كما يعنى الشراسة والقسوة مع من يريدون أن يعرفوا .

- يلومون الملحد ويلعنونه ويسبونه على إلحاده بينما هو إنسان برئ يفتقد إلى قدرتهم على التوهم والتخيل والتصور الذى ينتاب من يلعنونه .

- أن يفسر المجهول بالمعلوم هو إجراء منطقي , ليتهافت الفكر الدينى بأن يفسر المعلوم بالمجهول لينتج شكل من أشكال العبث الفكرى .

- هناك أمور لا تتعامل مع المنطق والعقل لتتطلب الإنسانية , فهناك من يعتقدون أن أحكام الشريعة القاسية قمة العدل فكيف تقنعه بالعدل .. من الصعوبة أن تُحرر السذج من الأغلال التي يعظمونها .

- الانسان يلحد ليس كونه لا يجد أدلة مقنعة عن وجود الإله فحسب بل من كونه كان مؤمناً بالإله بصورة مثالية عظيمة لينزهه عن التوافه , ثم يكتشف أن السرد الدينى يُغرق الاله فى التوافه أو يكون الملحد قد تشبع بقيم انسانية راقية ليجد نفسه أفضل من الإله .

- يقول منطق باسكال : " أن أعيش حياتي وكأن هناك رب ثم أموت ولا أجده أفضل من أن أعيش حياتي وكأنه لا يوجد رب ثم أموت وأجده ". منطق برجماتى إنتهازى منافق فبئس هكذا ايمان وبئس إله يتقبل هذا النفاق الانتهازى .!

- الحياة ماهى إلا كيمياء خاضعة لفيزياء .. والإيمان هو حظوظ من الجفرافيا والتاريخ والكيمياء .

- إشكالية ومغالطة التفكير الإنسانى أنه يضع العربة أمام الحصان , ويعتنى بتفصيل وتزيين بردعة لحصان غير موجود .

- عندما نحسم أمرنا فى هل هى حياة واحدة أم هناك حياة أخرى بعد الموت ؟ حينها أما تظل الأمور كما هى أو سيحدث ثورة وإنقلاب فى أدمغتنا وسيتحدد على أثرها منهجنا وفلسفتنا فى الحياة ..أن نعيش احراراً حياة واحدة خير لنا أن نعيش عبيداً إلى الأبد .

- الإنسان هو الكائن الوحيد الذى يدرك الموت ولديه القدرة على مغادرة الحياة , فلماذا ينتحرون ويغادرون الحياة هل لأنهم يفهمونها أفضل منا أم لم يفهموها أم هى رغبة فى رفض حتمية الألم أم هروب من الألم نحو نوم هادئ .. فهل يستحق المنتحر أن ننظر له بدونية كونه كافر أم ننظر له بإحترام كونه إمتلك شجاعة الذهاب للموت بدون خوف . ؟!

- الحياة فى الأرض أفضل من الحياة الأخرى بفرض وجودها ملايين المرات فيمكنك الإستمتاع بالحياة الأرضية كونك حر وليس عبد وهذا أفضل من أبدية تعيشها مكافأة على عبوديتك وإنسحاقك .

- من المغالطات ان الإنسان يرى القمر و النجوم والشمس وعسل النحل والأنهار وغيرها كموجودات وُجدت لأجله ومنفعته بل يستخدم تعبير سُخرت له , فمن نشأ أولا الإنسان أم الموجودات ومن تكيف وتوائم وتطفل على ماهو موجود هل الإنسان أم الموجودات .؟!

- هناك صفعات ثلاثة تلقتها نرجسية الإنسان من نظرية أن الأرض ليست مركز الكون مع كوبرنيكس , ونظرية التطور مع داروين , ونظرية التحليل النفسي التي نادى بها فرويد , هذه النظريات أهانت الإنسان وفضحت نرجسيته وبينت له أن أحكامه حول نفسه هي مجرد أوهام , فلا هو يسكن مركز الكون وليس هو محور الوجود وليس هو أهم موجود في هذا الكون. . ورغماً عن ذلك فمازالت هناك أيدلوجيات تضلل وتنفخ فى النرجسية فهى تقتات من هكذا تضليل .

- لماذا نناهض الفكر الدينى ؟ ليس لأنه مروج للخرافات والغيبيات فحسب بل لأنه يَحجب ويُحرم ويَقتل السؤال .. فالسؤال هو بداية النهاية للأديان .. الإنسان لم يتطور إلا من السؤال .

- لا نقبل القول بأن هذا الطفل ماركسى أو ليبرالى بينما لا نجد صعوبة فى القول أنه مسلم أو مسيحى ! . نحن نمارس إزدواجية فكرية ومنطقية غريبة فلا نقبل القول بأن هذا المولود ماركسى أو ليبرالى بينما نتحمس ونفتخر بالقول أنه مسلم أو مسيحى .!

- فكرة الإله والدين منذ البدء وحتى الأن معالجة خاطئة لمشاكل الإنسان النفسية , لذا من الجُرم فى حق أطفالنا أن نصدر لهم فكرة الإله والدين وندعوهم للتشبث بهما , فنحن هنا نصدر مشاكلنا وإضطراباتنا النفسية وحلولنا المغلوطة .. دعوهم يعيشون الحياة بدون إنطباعاتكم الخاطئة .

- لاحظت شئ غريب أن الانسان يدقق عند شراءه سيارة أو منزل أو موبايل ليوظف تفكيره العقلى والمنطقى ولكنك لا تجده يدقق عندما يطرح عليه الفكر الخرافى .. ألا تنزعج من نفسك كونك تدقق في اختيار سيارتك لتبذل تفكير منطقي أكبر مما توظف في اختيار إلهك .!

- كل أفكارنا وفلسفاتنا وخرافاتنا نتاج وعينا بالزمن وطريقة تعاملنا معه فإذا إكتفينا بكونه تاريخاً فسنحظى على التطور من الإستفادة به كتاريخ , أما إذا ثبتنا التاريخ ليعيش فى الواقع بنفس صوره فإعلم اننا نتمرغ فى التخلف , لو نزعنا وعينا بالزمن سنرتد لكائنات بيولوجية محضة .. ولو نزعت التاريخ عن الزمن فلن نختلف كثيراً .

- ليس هناك مشكلة كبيرة فى أن تكون الأديان متواجدة طالما رفعت عيونها تجاه السماء .. ولكن تكون مُشكلة ومُدمرة عندما تضع يدها وأرجلها على الأرض .

- الوجود لا يعتنى ولا يحتفى ولا يحتفل بوجودنا , والطبيعة لن تحاسبنا ولن تلعنا على هذا الغرور , ولكن الفكرة المغرورة ستصيب صاحبها وتخدعه ليعيش وفق أوهامه .

- سبب فهمنا المغلوط للوجود وخلقنا للخرافة والأوهام أننا نرى الإنسان مضمون الحياة وليس موضوع من مواضيع الحياة .

- عندما نعيش حاضرنا بزخم ماضينا وهيمنته وحضوره وعندما نعيش حاضرنا بمنطق ماضينا..حينئذ لا مستقبل لنا .

- يقول الكتاب المقدس "وندم الله انه خلق الإنسان" فهل وعينا قادر على التصحيح والقول " وندم الانسان انه خلق الإله" ؟.

دمتم بخير وعلى لقاء مع الجزء الرابع من تأملات فى الإنسان .
- "من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .
- " لو بطلنا نحلم نموت .. فليه ما نحلمش" .